يؤكد الكاتب الصحفي خالد السليمان أنه تعلّم الدرس عندما فقد هاتفه الجوال في أحد المطارات الأوروبية، حيث أدرك أنه أخطأ بالاعتماد على هذا الجهاز الصغير في تصريف شؤون حياته وأعماله، لافتًا إلى أنه سيزيد سعة التخزين السحابية، وربما يعود إلى استخدام الوسائل الورقية للبيانات، وألا يعتمد كثيرًا على وسائل الدفع الإلكترونية، فالكاش يبقى سيد أي موقف طارئ!
وفي مقاله "عندما فقدت هاتفي الجوال!" بصحيفة "عكاظ"، يقول "السليمان": "فقدت هاتفي الجوال في أحد المطارات الأوروبية، فظننت أنه سُرِقَ مني، قبل أن يتضح أنني فقدته في سيارة الأجرة التي أقلتني للمطار، حيث استجاب السائق للاتصال، وتفضل بالعودة إلى المطار من مسافة بعيدة لإعادته، وكان تصرفًا نبيلًا أنقذني بالفعل من حالة يأس من أن أكون قد فقدت كل اتصال بعملي ومصالحي، ناهيك عن فقدان البيانات المهمة!".
ويعلق "السليمان" قائلًا: "اليوم يكاد يكون الهاتف الجوال المكتب المتنقل لغالبيتنا، ومن خلاله نجري معظم أعمالنا ونصرف جميع مصالحنا، ولوهلة ظننت أنني في ورطة عميقة، وأدركت كم أنني أخطأت بالاعتماد على هذا الجهاز الصغير في تصريف شؤون حياتي ومصالح أعمالي، لم أهتم كثيرًا لقيمة الجهاز المادية بقدر اهتمامي بالبيانات التي يحتويها، وإهمالي أهمية زيادة سعة التخزين السحابي حتى أتمكّن من استرجاع جميع البيانات عند فقده!".
ويضيف الكاتب قائلًا: "كانت موظفة الاستعلامات الإسبانية بالمطار سيدة لطيفة للغاية، وتطوعت لمساعدتي في إجراء الاتصالات والتحدث للسائق الذي كان رجلًا أمينًا، تحمّل مشقة العودة للمطار رغم أنه لم يشترط أي أجرة مقابل ذلك، قالت لي السيدة بعد استعادة الهاتف إنك بلا شك شخص محظوظ، ولا أصادف كثيرًا من المحظوظين الذين يفقدون هواتفهم ثم يستعيدونها في هذا المطار، شكرتها وتوجهت مع أسرتي التي تحملت معي العبء النفسي لتلك اللحظات المزعجة لاستكمال إجراءات السفر، وقلت لهم معتذرًا: هذا يوم سيئ، فكان الجواب بل كان يومًا جيدًا؛ لأنك استعدت هاتفك وما يحتويه من بيانات!".
ويقدم "السليمان" الدرس الذي تعلمه، ويقول: "نعم كان يومًا جيدًا، وأول شيء سأفعله هو زيادة سعة التخزين السحابية، وربما أعود لاستخدام الوسائل الورقية للبيانات، وألا أعتمد كثيرًا على وسائل الدفع الإلكترونية، فالكاش يبقى سيد أي موقف طارئ!".
وينهي "السليمان" قائلًا: "باختصار.. أشارككم هذه التجربة الشخصية، لتعميم وتأكيد أهمية الاستفادة من تجارب الآخرين!".