"فلكية جدة": رصد أول مستعر متكرر نادر منذ 15 سنة

متابعته ممكنة نسبياً بالعين المجردة من مواقع خارج المدن
"فلكية جدة": رصد أول مستعر متكرر نادر منذ 15 سنة

ذكر رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة أنه في كل 20 عاماً تقريباً يحدث انفجار نووي حراري على سطح النجم RS Oph، وهو قزم أبيض في كوكبة الحواء، وقد سُجل حدوث ذلك في الثامن من أغسطس الجاري 2021، حيث زاد سطوع النجم الصغير 600 ضعف، من (+12) إلى (+5).

وقال: بحسب آخر تحديث، فقد زاد لمعانه إلى (+4.6) مما يجعل رصده سهلاً نسبياً بالعين المجردة من مواقع خارج المدن، ولكنه سهل الرؤية عبر المناظير بسماء السعودية و الوطن العربي.

وأضاف: يقع النجم RS Ophiuchi شرق مجموعة نجوم الحواء وهو يبعد عنا حوالي 5000 سنة ضوئية، ولا يوجد لانفجاره أي تأثير على نظامنا الشمسي، ولرصده يتم النظر باتجاه الأفق الجنوبي بعد غروب الشمس وبداية الليل حيث توجد كوكبة الحواء عالياً في السماء فوق المجموعات النجمية المعروفة القوس والعقرب.

وأردف "أبوزاهرة": النجم RS Oph متغير كارثي يصنف أيضاً على أنه ينتمي إلى مجموعة فرعية أصغر بكثير تسمى المستعرات المتكررة وهي فئة حصرية للغاية، حيث لا يوجد سوى سبعة أنظمة من هذا القبيل في مجرة درب التبانة بأكملها تنتج مثل هذه الانفجارات.

وتابع: النجم RS Oph في الواقع عبارة نظام نجمي ثنائي - غير متوازن للغاية يضم قزماً أبيض كثيفاً ومضغوطاً، وعملاقاً أحمر من الفئة M2، وهناك مسافة صغيرة جداً بين الاثنين، لذا فإن جاذبية القزم الأبيض قادرة على سحب المواد الغازية من النجم الأكبر، وفي كل 20 سنة تتراكم كمية كافية من المادة لإحداث انفجار نووي مما يتسبب في إشراق ضخم وسريع، وقد كانت آخر مرة حدث فيها هذا في عام 2006 وقبل ذلك في يناير 1985.

وقال رئيس الجمعية الفلكية بجدة: عادةً ما يرتفع لمعان RS Oph بشكل حاد وسريع إلى الحد الأقصى، ثم ينخفض بسرعة، قبل أن يستقر ويخفت بشكل تدريجي، وقبل ذلك ستكون المشاهدة مثيرة عبر المناظير والتلسكوبات الصغيرة في الأيام القادمة ويجب عدم تفويت الفرصة لأن الانفجار التالي له لن يتكرر على الأرجح إلا بعد 15 أو 20 عاماً.

وأضاف: العملية التي تصنع مستعراً متكرراً هي نفسها في الأساس كما في المستعر من النوع الكلاسيكي: حيث يوجد نجم قزم أبيض ومرافق له في نظام ثنائي قريب في حالة RS Ophiuchi - عملاق أحمر يسحب القزم الأبيض الغاز المتسرب (غالباً الهيدروجين)، والذي يشكل قرص تراكم دوار حوله.

وأردف: تنتقل المواد الموجودة في القرص إلى سطح القزم، حيث يتم ضغطها وتسخينها حتى تصل الطبقة الأساسية إلى حوالي 10 ملايين درجة مئوية ثم تشتعل في انفجار نووي حراري يقذف بغلاف المادة إلى الفضاء بسرعة عالية ويُحدث انفجاراً ساطعاً، وبحسب القياسات الأخيرة فإن RS Ophiuchi يقذف المواد بسرعة تقارب 2.600 كيلومتر في الثانية.

وتابع: المستعرات المتكررة يتكرر عملية انفجارها كل 10 إلى 100 عام تقريباً، بينما يُعتقد أن انفجارات المستعرات الكلاسيكية تتكرر على فترات زمنية أطول بكثير من حوالي 1000 إلى 100.000 سنة.

وقال "أبوزاهرة": بشكل عام وعلى عكس المستعرات الكلاسيكية، يمكن التنبؤ بقدر كبير من سلوك RS Oph بشكل دقيق في الأسابيع والأشهر القادمة، بسبب كتل البيانات الجيدة المتراكمة على انفجاره السابق، فمن المرجح أن ينخفض لمعان RS Oph بمقدار 0.1 يومياً للأيام الأربعين القادمة أو نحو ذلك، ثم يخفت بشكل أبطأ، بحوالي 0.02 في الأيام الـ 65 القادمة، وفي ذلك الوقت يجب أن يعود إلى سطوع ما قبل الانفجار.

وأضاف: لذلك يمكن للراصد أن يحقق أقصى استفادة في أي ليالٍ صافية من الآن وإلى الأسبوع المقبل؛ للحصول على فرصة لمشاهدة جزء من التاريخ الفلكي، وهناك أمل أن يكون النجم RS Oph مرئياً بسهولة بالعين المجردة، وإذا لم تكن ظروف السماء في منطقتك مثالية للرصد بالعين المجردة، أو خفت النجم RS Oph بسرعة غير معتادة، بالإمكان رؤيته بواسطة المناظير أو تلسكوب صغير.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org