التلاحم الوطني.. كيف تحرّك مركز الملك عبد العزيز للحوار لتحقيق هدفه الاستراتيجي؟

رسّخ ثقافة التعايش والتسامح ونشرها بين أفراد المجتمع بما ‏يحقِّق المصلحة العامة
التلاحم الوطني.. كيف تحرّك مركز الملك عبد العزيز للحوار لتحقيق هدفه الاستراتيجي؟

ركّز مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، منذ وضع لبناته الأولى، على تحقيق هدف تعزيز التلاحم الوطني كأولوية له عبر أنشطته وبرامجه ولقاءاته المتنوعة، باعتبار ذلك إحدى الركائز والمقوّمات الوطنيّة التي تجمع وتربط بين أبناء الوطن الواحد، وتزيد تماسكهم وتعاضدهم، وترسي دعائم التعايش السلمي بينهم؛ مما يمنحهم القّوة لمواجهة كل ما يؤثر على نسيجهم الاجتماعي ولحمتهم الوطنية، بما يسهم في ‏بناء مجتمع متلاحم. ‏

ويأتي اهتمام المركز بتحقيق هذه الغاية من خلال ترسيخ ثقافة التعايش والتسامح ونشرها بين أفراد المجتمع بما ‏يحقّق المصلحة العامة، ويحافظ على الوحدة الوطنية تحقيقًا لرؤية المملكة ‏‏2030.‏

وفي مجال تنمية وصقل المهارات أنشأ المركز أول أكاديمية في المنطقة "أكاديمية الحوار للتدريب"، والتي تم اعتمادها من قبل هيئة تقويم التعليم والتدريب، وتعنى بنشر مهارات الحوار وتكريسها في المجتمع بجميع أطيافه، مستندًا في تحقيق ذلك إلى ‏تنمية رأس المال البشري وتطوير ‏القدرات عبر برامج تدريبية محكمة علميًّا، وذلك وفق مرتكزات برنامج تنمية القدرات البشرية أحد برامج رؤية ‏المملكة 2030، والذي يسعى إلى إعداد مواطن منافس عالميًّا. ‏

وقدم المركز من خلال الأكاديمية العديدَ من الدورات والبرامج التي تخصّ ‏الأسرة وتركّز على تماسكها ومقومات نجاحها؛ ومنها برنامج الحوار ‏الأسري، والحوار الزوجي، وحوار الآباء مع الأبناء، والحوار مع الطفل، والحوار الحضاري، وبرامج مهارات الاتصال الدعوي بالتعاون مع الجهات المعنية محليًّا وبالتعاون مع منظمة "اليونسكو" خارجيًّا.

وعمل المركز على إقامة العديد من الفعاليات المختلفة التي تخصّ الأسرة والطفل ‏والشباب، وتجسّد وتترجم دوره وجهوده في تكريس التلاحم والوحدة ومواجهة ‏مهدداتها، والمحافظة على النسيج الوطني في إطار الثوابت الوطنية ‏وتعميقها من خلال الحوار الهادف؛ تحقيقًا لتطلعات ‏القيادة الرشيدة‎‎.‏

‏ويُبرز اهتمام المركز بالأسرة مدى أهميتها؛ كونها نواة المجتمع ومصدر نمائه ‏وتكوين كيانه المجتمعي والتربوي، وهي تمثل الحاضنة الأولى للأبناء، ‏والراعي الرئيس لاحتياجاتهم، والحامي للمجتمع من التفكك والانحلال؛ وذلك ‏لتعدد الوظائف التي تقوم بها الأسرة "النفسية والاجتماعية والاقتصادية ‏والبيولوجية والتربوية والعقلية".‏

وبخصوص فعالياته المتنوعة في كل المناطق، حرص المركز منذ تأسيسه ‏على إقامة البرامج والمشاريع والمبادرات، سواء من خلال مقرّه الرئيس في ‏الرياض، أو عبر فروعه أو مشرفيه المنتشرين في جميع مناطق ‏المملكة، وذلك بهدف ترسيخ وتعزيز قيم التلاحم والتماسك لدى جميع ‏أطياف المجتمع في كافة المناطق الإدارية.‏

‏واشتملت هذه الفعاليات على العديد من اللقاءات الوطنية التي أقيمت في عدد من المناطق، وكذلك الملتقيات والمؤتمرات والندوات ‏والجلسات والمحاضرات والأمسيات وورش العمل، فضلًا عن تنفيذ الكثير ‏من البرامج التدريبية والمعارض والأركان التعريفية والمقاهي الشبابية الحوارية، التي تسلط الضوء على أهمية تعزيز قيم التلاحم الوطني والمجتمعي، ‏لتصبح ثقافة عامة تنعكس بشكل إيجابي في العلاقات والتفاعلات ‏المختلفة بين كافة أطياف المجتمع على مختلف عاداتهم وآرائهم وفئاتهم ‏العمرية، بما يرسّخ قيم التماسك والتعايش الاجتماعي، ويعمّق أواصر ‏الوحدة بينهم.

ويأتي برنامج "تلاحم" كأحد أبرز البرامج التي قدمها المركز لتعزيز هذه ‏القيمة، وتحقيقًا لرؤيته بنشر وتعزيز قيم التعايش والتنوع والاعتدال والتسامح ‏والتلاحم الوطني، والمحافظة على كل ما يهدد وحدة النسيج المجتمعي.

ويقوم البرنامج الذي نظمه المركز في ست مناطق بالمملكة، على ‏تعزيز مفهوم الوسطية وبيان أثره في تفعيل أدوار الشباب والإسهام في ‏تمكينهم من بناء مبادرات تخدم المنطقة والوطن، وبيان أهمية الاعتدال ‏الفكري والتحذير من التطرف، وتقبّل الآخرين والتعايش معهم.‏

أما في مجال العمل التطوعي، فعَمِل المركز على استثمار قدرات وطاقات ‏الشباب من خلال تعزيز مفهوم العمل التطوعي، وإبراز دوره في نشر ثقافة ‏التلاحم، والاستفادة من ذوي الخبرات والأفكار التطوعية الناجحة؛ كون ‏العمل التطوعي إحدى أهم الوسائل المستخدمة لتعزيز دور الشباب والخبراء ‏في شتى جوانب الحياة. وبلغ عدد الملتحقين بالفرص التطوعية بالمركز ‏عبر منصة العمل التطوعي؛ أكثر من 6000 متطوع من الشباب ‏والشابات في كافة مناطق المملكة. ‏

وعلى صعيد الدراسات والمؤشرات، اهتمّ المركز بإجراء العديد من ‏الدراسات والبحوث واستطلاعات الرأي التي تدعم صانع القرار بما ينتج ‏عنها من نتائج، ويأتي مؤشر التلاحم الوطني كأحد أبرز المؤشرات التي تقاس بشكل دوري، والتي ‏أطلقها المركز ليكون مرجعًا موثوقًا لصنَّاع القرار والخبراء؛ لدعم أبعاد ‏التلاحم الوطني والتماسك الاجتماعي؛ تحقيقًا لرؤية المملكة.‏

ويهدف المؤشر إلى قياس السلوكيات والممارسات التي يظهرها أفراد ‏المجتمع ومؤسساته في تعبيرهم عن الإحساس والمشاعر الفردية والجماعية ‏نحو القضايا والأمور الاجتماعية والثقافية والسلوكية، التي لها علاقة بأمن ‏واستقرار المجتمع؛ مما يزيد من ضرورة العمل على تعزيز التماسك ‏والتلاحم بين أفراد المجتمع، من أجل تحقيق التقدم والتطور والنمو الشامل ‏المتكامل في مختلف مجالات الحياة.‏

وأصدر المركز العديدَ من الكتب والإصدارات، كذلك وقّع الكثير من ‏الشراكات والاتفاقيات على المستوى المحلي مع العديد من الوزارات ‏والهيئات الحكومية ومؤسسات المجتمع؛ بهدف تعزيز قيم التلاحم، ليصبح ‏السبيل للعيش ضمن مجتمع متلاحم ومتماسك. ‏

وعلى الصعيد الدولي استطاع المركز أن يفعّل تعاونه مع عدد من ‏المؤسسات الدولية؛ منها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ‏‏"اليونسكو"، والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، وبرنامج ‏الأمم المتحدة الإنمائي بالمجلس الاقتصادي الإنمائي في منظمة الأمم المتحدة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org