أكد المحلل السياسي والكاتب الصحفي "يحيي التليدي"، أن الاعتداء الآثم الذي وقع في قاعدة بنساكولا بولاية فلوريدا الأمريكية هو بالتأكيد حدث فردي بحت لا يمثل أبناء المملكة لا من بعيد ولا من قريب.
وقال "التليدي" لـ"سبق" إن الإدانة السعودية للحادثة الشنيعة كانت فورية وقوية، وعلى كافة المستويات، حيث أجرى مباشرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله– اتصالاً هاتفيًا بفخامة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، قدم فيه تعازيه وخالص مواساته للرئيس الأميركي ولأسر المتوفين وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل، كما أكد -حفظه الله– أن مرتكب هذه الجريمة الشنعاء لا يمثل الشعب السعودي الذي يكن للشعب الأميركي كل الاحترام والتقدير.
وبين "التليدي" في حديثه كانت ردة فعل الشعب السعودي ووسائل الإعلام على هذه الحادثة بإدانتها بأشد العبارات ووصفها بالجريمة الفردية، مقدمين في نفس الوقت العزاء للشعب الأمريكي عامة ولأسر الضحايا خاصة، مؤكدين الوقوف إلى جانبهم، وهذا ليس بغريب أبداً على أبناء المملكة الأوفياء. .
ولفت إلى الموقف السعودي الحازم ضد هذه الحادثة، والذي هو موقف السعودية دائمًا من التطرف والإرهاب، قطع الطريق أمام أولئك المتربصين الذين يحاولون تشويه صورة المملكة والتأثير على العلاقات الاستراتيجية والمميزة بين واشنطن والرياض.
وأضاف، تعتبر السعودية في مقدمة الدول المتضررة من التطرف والإرهاب، ولذلك كانت سباقة في الانضمام إلى معاهدة مكافحة الإرهاب الدولي، وقد قدمت طوال العقدين الماضيين نموذجًا رائداً في سياق مكافحة الغلو والتطرف والإرهاب. كذلك بادرت بتشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب، تداعت له الدول الإسلامية حتى بلغ عددها 34 دولة. كل ذلك يؤكد أن المملكة شريك إيجابي ومؤثر لبقية دول العالم الواقفة صفًا وصدًا أمام هذا الخطر الماحق.
وواصل: أما على مستوى التعاون بين السعودية وأمريكا في مكافحة الإرهاب، فالرياض تعمل عن كثب مع شريكها الأمريكي منذ سنوات، وأحبط تبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين العديد من الهجمات الإرهابية المدمرة، بما في ذلك محاولة في عام 2010 لتفجير طائرة كانت في طريقها إلى الولايات المتحدة، وكذلك كان للمملكة دور مهم في إطار الدعم العسكري المباشر للتحالف العالمي الذي قادته الولايات المتحدة لهزيمة داعش، فقد أجرت المملكة 341 طلعة جوية.
واختتم حديثه قائلاً، العديد من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية لمكافحة الإرهاب الذين خدموا في كل من الإدارات الجمهورية والديموقراطية أشادوا بجهود المملكة لمكافحة الإرهاب كان آخرها على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أشاد بخطوات المملكة في محاربة الإرهاب والتصدي للأفكار المتطرفة، وذلك خلال لقاء ثنائي مع سمو ولي العهد على هامش قمة العشرين السابقة في اليابان.