شكاوى بالجملة تتهم "قياس" بالتعسف في حجب الدرجات العالية

عوض الفهمي- سبق- مكة المكرمة: اشتكى أولياء أمور طلاب وطالبات من تعسف المركز الوطني للقياس والتقويم "قياس"؛ بعد حجبه درجات الطلاب والطالبات المتقدمين لاختبار القدرات العامة، بسبب ارتفاع الدرجة، ومطالبته بإعادة الاختبار في الفترة القادمة، للتأكد من الدرجة التي حصل عليها، في حين أوضح المركز أن 40 % من الطلاب الذين يعيدون الاختبار لا يستطيعون إثبات مستواهم.

 

وأكد أولياء الأمور أن هذا القرار مجحف وغير منصف، وقد ألحق الظلم بالكثير من أبنائهم، مضيفين: "هذا دليل على أن (قياس) فقد الثقة في أبنائنا الطلاب"، وقالوا: "لقد فوجئنا بعد إعلان نتائج الاختبار أن عدداً من الطلاب والطالبات قد حجبت نتائجهم، دون وجه حق، وأن المركز يطلب منهم إعادة الاختبار مرة أخرى في الفترة المقبلة".

 

وأشاروا إلى أن الطلاب والطالبات ليس لديهم الوقت الكافي لإعادة الاختبار مرة أخرى، فهو يستعد لدخول الاختبار التحصيلي وكذلك الاختبارات النهائية الدراسية، متسائلين: "هل إعادة الاختبار لمن حصلوا على درجات عالية يعتبر تشكيكاً في قدرات الطلاب والطالبات، وجزاء لهم على اجتهادهم وتحسين أداءهم، بدلاً من مكافأتهم لتميزهم عن غيرهم؟ ولماذا يفقدون الثقة في أبنائنا ويكون التعامل معهم مبنياً على الشك والاتهام بسبب ضعف الرقابة أو أخطاء من قبل المركز، مناشدين وزير التعليم إنهاء معاناتهم مع "قياس" وحفظ حقوق أبنائهم.

 

وأوضح المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي، أنه وفي إطار رسالته الهادفة إلى تحقيق العدالة والإنصاف بين المختبرين، يقوم بإيقاف نتائج بعض الطلاب ويطالبهم بإعادة الاختبار مرة أخرى مجاناً، مؤكداً أن هناك لجنة فنية متخصصة بالمركز تقوم بعد كل اختبار بعقد اجتماعات لدراسة أداء الطلاب، ومن ضمن مهامها التحقيق في بعض الحالات التي بها خلل واختلاف في الأداء، ومن بين صلاحيات اللجنة إصدار قرارات بإيقاف درجات الطالب، ومطالبة البعض بإعادة الاختبار.

 

ولفت المركز إلى أن هذه الإجراءات تأتي في إطار أداء المركز لرسالته المتمثلة في تحقيق العدالة وتساوي الفرص بين الطلاب، والتأكد من النزاهة والسلامة في أداء الاختبارات، مشدداً على أن هذه التدابير من الممارسات العلمية الدقيقة التي ساهمت وتساهم في تحقيق العدالة والإنصاف بين المختبرين دون تمييز.

 

وأشار إلى أنه إيماناً منه بأهمية تثيبت مبدأ العدالة بين أبنائنا المختبرين، عكف خلال السنوات الماضية على تطوير آليات وأساليب ووسائل علمية وفنية، مبنية علي توصيات ودراسات علمية تم إعدادها من قبل خبراء في تحليل وتدقيق أداء المختبرين في الكشف عن حالات الغش في الاختبارات ومعرفتها.

 

وأبان "قياس" في رده على شكاوى بعض الطلاب الذين وصلتهم رسائل بإيقاف درجة اختبار القدرات العامة، أن إجراء إيقاف نتيجة الطلاب إيقافاً مؤقتاً لا يعني بأي حال من الأحوال إلصاق التهم بالطالب المعني، بقدر ما هو إجراء المقصود منه التحري والتأكد من النتيجة التي حصل عليها الطالب، وبالتالي الطالب الواثق من نفسه لا يزعجه مثل هذا الأجراء بل يعده فرصة مجانية لإثبات ذاته ويزيده ثقة في نفسه، مشيراً إلى أن الطلاب الذين يرتكبون المخالفات هم الأكثر اعتراضاً على إجراءات المركز.

 

وأوضح أنه كان بإمكانه تعديل الدرجات التي تنتج من مثل هذه الحالات دون علم أصحابها وجعلها في الحدود المنطقية والمقبولة قبل أن تعلن للطلاب، ودون معرفة أصحابها عن التعديل الذي تم، ولكن المركز ومن واقع مبدأ أعمال الشفافية والأمانة ومن منطلق قيمه الراسخة التي تمنعه من مثل هذه الممارسات، يطلب من الطلاب في مثل هذه الحالات إعادة الاختبار مجدداً.

 

وأكد المركز أنه ومن واقع التجارب السابقة فقد أثبتت التجربة أن 40 في المائة فقط من الطلاب الذين يطلب منهم إعادة الاختبار لا يستطيعون إثبات مستوياتهم أو الحصول على نتيجة قريبة من تلك التي تم إيقافها، لافتاً إلى أن هذا الإجراء ليس جديداً والمركز يعمل به من ست سنوات.