أكد الدكتور نايف بن علي السنيد الشراري، أن الأمر الملكي الكريم الصادر بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية وإجازة رسمية، يعطي تحديدًا دقيقًا لتاريخ تأسيس الدولة السعودية الأولى عام ١١٣٩هـ/١٧٢٧م، وهو نتاج جهود المدرسة التاريخية السعودية، مما يعطي عمقاً تاريخياً للمملكة العربية السعودية.
وقال الشراري لـ"سبق": "نحن المتخصصون في تاريخ المملكة العربية السعودية نعلم أن المملكة العربية السعودية هي ثمرة الجهود التي بذلها أئمة الدولة السعودية الأولى، وهي امتداد لتاريخها العريق، فالأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية تعود بجذورها إلى مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود رحمه الله، وكذلك البقعة الجغرافية التي تقع عليها أرض المملكة العربية السعودية هي أيضاً مسرح الأحداث التاريخية التي صنعتها الدولة السعودية الأولى منذ تأسيسها عام (١١٣٩هـ /١٧٢٧م).
وأضاف: "المجتمع الذي تتكون منه المملكة العربية السعودية هم أبناء ذلك الجيل الذي أسهم في بناء الدولة السعودية الأولى خلال الفترة (١١٣٩هـ - ١٢٣٣هـ/١٧٢٧-١٨١٨م)، ولقد وضع الأمر الملكي الكريم النقاط على الحروف من حيث التحديد الدقيق للعمق التاريخي للمملكة العربية السعودية، وحفظ حقوق الوطن من حيث مكانته التاريخية، وإنجازات المكان الجغرافي والمجتمع.
وتابع: "لقد أثبتت المصادر التاريخية أن الفترة التي حكم فيها الإمام محمد بن سعود خلال الأربعين سنة في الفترة (١١٣٩ -١١٧٩هـ /١٧٢٧ -١٧٦٥ م) كانت كلها بناءً وعملًا منذ اليوم الأول الذي تولى فيه الحكم، واستطاع خلالها الإمام محمد بن سعود الانتقال بالدرعية من مرحلة الدولة-المدينة إلى مرحلة الدولة السعودية الأولى، لذا فإنه من الحق التاريخي للإمام محمد بن سعود أن لا نغفل هذه الفترة المليئة بالجهود والإنجازات السياسية التي بذلها الإمام محمد ورجاله الأوفياء، وذلك بحجة تقسيمات زمانية وضعها المؤرخون المحدثون لأجل تسهيل الدراسة والفهم التاريخي، فحددوا فترات عرفت بالدولة السعودية الأولى وأخرى بالثانية وثالثة بالمملكة العربية السعودية، وهي في الحقيقة تعود بجذورها إلى ما تم إنجازه سياسيًا عام ١١٣٩هـ /١٧٢٧م فهو الأساس الذي لا يمكن تجاهله وعلينا تذكره بيوم رسمي، وهو ما تم اليوم بصدور الأمر الملكي الكريم، ليعلم الجميع حقيقة العمق التاريخي للمملكة العربية السعودية.
وختم "الشراري" بقوله: "رحم الله المؤسس الإمام محمد بن سعود وأبناءه وأحفاده من بعده، الذين عملوا بإخلاص لأجل بناء هذا الكيان السياسي العميق بجذوره التاريخية، على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي وقفت في وجه هذا المشروع السياسي داخلياً وخارجياً، وحفظ الله حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ودمت يا وطني شامخاً في أمن وأمان واطمئنان".