يمتدُّ تاريخ العلاقات بين السعودية وسنغافورة إلى 59 عامًا مضتْ؛ ففي 4 نوفمبر 1964م وقبل استقلال سنغافورة بعام عيّن الملكُ فيصل السيدَ "داتو سيد إبراهيم عمر السقاف" قنصلًا عامًّا للسعودية في سنغافورة، وفي العام التالي تأسّست العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، واستمرَّت في النمو والتطور في عدة مجالات محقّقة مصالح الدولتين والشعبين.
وحظيت العلاقات بنقلة نوعية في خضم زيارة رئيسة سنغافورة "حليمة يعقوب" إلى المملكة في نوفمبر 2019م؛ إذ كانت أول زيارة دولة رسمية لرئيس سنغافوري إلى المملكة، وقد شهدت الزيارة مباحثات مهمة بين رئيسة سنغافورة وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، اكتسبت على إثرها العلاقات قوة دفع جديدة، كان من نتائجها تشكيل اللجنة السعودية السنغافورية المشتركة في ديسمبر 2021م.
ويهدف تأسيس اللجنة إلى توسيع آفاق التعاون بين البلدين، وقد عقدت اللجنةُ اجتماعَ دورتها الأولى في الرياض نفس شهر تأسيسها، واتّفق الطرفان خلال الاجتماع على آلية عمل اللجنة والهيكل التنظيمي، واقتراح مبادرات لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات، وتوقيع عدة مذكرات تفاهم واتفاقيات تدعم القطاعات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، فيما عُقد اجتماع الدورة الثانية للّجنة في سنغافورة في نوفمبر 2022، وشهد الاجتماعُ بحثَ مبادرات في مجالات النقل والخدمات اللوجستية والبنية التحتية، والطاقة، والصناعة، والاقتصاد الرقمي، والاستثمار والمالية، والسياحة والثقافة.
ويعمل البلدان على الاستفادة من الفرص المتاحة ضمن "استراتيجية سنغافورة للذكاء الاصطناعي"، و"رؤية السعودية 2030"؛ لتعميق التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والخدمات الرقمية في المدن الذكية. ويتوقّع أن تحظى العلاقات بدفعة جديدة خلال الزيارة الرسمية الحالية لرئيس وزراء سنغافورة "لي هسين لونغ" إلى المملكة، بعد أن وصلها، واستقبله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اليوم "الأربعاء"، في الديوان الملكي في قصر اليمامة بالرياض.