يبدأ الاعتدال الخريفي للعام الحالي يوم الجمعة 23 سبتمبر 2022 عند الساعة 04:03 صباحاً بتوقيت مكة المكرّمة (01:03 صباحاً بتوقيت غرينتش) في الوطن العربي وكامل النصف الشمالي لكوكبنا حيث ستكون الشمس على خط استواء الأرض مباشرة قادمة ظاهرياً من شمال السماء متجهة نحو الجنوب وهو أول أيام فصل الخريف فلكياً.
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن ظاهرة الاعتدال تحدث بسبب ميل محور دوران الأرض حول نفسها بمقدار 23.5 درجة ودورانها المتواصل حول الشمس، فعندما يكون محور دوران الأرض في وضعية "لا مائل" بعيداً عن الشمس و"لا مائل" باتجاهها يحدث الاعتدال.
وأضاف، ستشرق الشمس يوم الجمعة (الاعتدال) من نقطة الشرق الأصلية وتغرب في نقطة الغرب الأصلية غير مائلة إلى الشمال أو الجنوب في كل انحاء العالم ويكون طول الليل النهار "تقريباً" متساوياً بطول 12 ساعة وهذا صحيح بصفة عامة، لكن على وجه التحديد يكون النهار أطول بثماني دقائق إضافية من الليل في يوم الاعتدال في خطوط العرض المتوسطة، وذلك يرجع لأسباب عدة.
وتابع أبو زاهرة، الشمس قرص دائري وليست نقطة مثل النجوم، ومعظم التقاويم تحدد شروق الشمس بالتلامس الأول لأعلى قرص الشمس مع الأفق الشرقي، ويحدد غروب الشمس بالتلامس الأخير لقرص الشمس مع الأفق الغربي، وهذا في حد ذاته يعطي دقيقتين إلى ثلاث دقائق من ضوء النهار في خطوط العرض المتوسطة، إضافة إلى ظاهرة الانكسار الجوي، حيث يعمل الغلاف الجوي للأرض، مثل العدسة حيث يرفع الشمس بمقدار نصف درجة عن موقعها الهندسي الحقيقي كلما اقتربت من الأفق، إضافة إلى أن القطر الزاوي للشمس هو نحو نصف درجة كذلك، ولذلك فإن الانكسار الجوي يؤدي إلى تقدم شروق الشمس ويؤخر غروبها ويضيف ما يقرب من ست دقائق أخرى من النهار عند خطوط العرض المتوسطة.
ولفت إلى أن التقاويم لا تعطي عادة أوقات شروق الشمس أو غروبها إلى الثانية، ذلك لأن الانكسار الجوي متغير إلى حد ما، فهو يعتمد على درجة حرارة الهواء والرطوبة والضغط الجوي، فدرجة الحرارة المنخفضة والرطوبة العالية والضغط البارومتري العالي كلها تزيد من الانكسار الجوي.
وقال أبوزاهرة، بحلول شهر أكتوبر سيلاحظ أن الشمس ستشرق من الأفق الجنوبي الشرقي وتغرب في الأفق الجنوبي الغربي، ما يعني ساعات نهار أقصر وساعات ليل أطول في النصف الشمالي للكرة الارضية، وتستمر الشمس بعد الاعتدال الخريفي والطيور المهاجرة في الانتقال نحو الجنوب، وسيبدأ البحر القطبي الشمالي في التجمُّد في حين يبدأ الجليد في القطب الجنوبي في الذوبان وتبدأ عجلة الفصول في التغيُّر.
وأضاف، يلاحظ كذلك أن اليوم الأول للخريف فلكياً يمكن أن يختلف من 21 إلى 24 سبتمبر خلال السنوات، فمن المعروف أن محور الأرض يبقى ثابتاً نسبياً بالنسبة للنجوم أثناء دورانها حول الشمس، لكن يتغير اتجاهه بالنسبة إلى الشمس على مدار العام، لذلك يفترض أن الاعتدال الخريفي يجب أن يبدأ في اليوم نفسه من كل عام، وبما أن السنة الشمسية ليست عددًا دقيقًا من الأيام، فعادةً ما نعتبر 365 يومًا عامًا، ولكن العام الشمسي يبلغ 365.2421897 يومًا، لذا فإن سنة التقويم أقصر قليلاً من السنة الشمسية والسنوات الكبيسة أطول قليلاً.
وأوضح أبو زاهرة، أنه نظرًا لأننا لا نستطيع مواءمة السنة الشمسية مع عدد صحيح من الأيام، فسيكون هناك دائمًا بعض الانجراف بين أيام التقويم وأيام الاعتدالين والانقلابين، ولكن حتى لو كانت السنة الشمسية تبلغ 365 يومًا بالضبط، فعلى مدار القرون، فإن تغير الفصول سيظل ينجرف بالنسبة لسنة التقويم لأن محور دوران الأرض (يترنح) بسبب تفاعلات الجاذبية مع الشمس والقمر، مما يتسبب في تمايل كوكبنا قليلاً، وعلى مدى فترة طويلة جداً (الزمن الجيولوجي) يمكن أن تتغيّر الفصول بشكل ملحوظ.
جديرٌ بالذكر أن فصل الخريف سوف يستمر 89 يوماً و20 ساعة و44 دقيقة حتى موعد الانقلاب الشتوي في 22 ديسمبر المقبل.