تعد شقراء قاعدة إقليم الوشم وقلبه النابض، وتمتلك مشهداً من الحضارة النجدية العريقة، بها مزارع النخيل، وتتميز بمبانيها الطينية التي تحكي كل قطعة فيها عن حقبة مختلفة من الزمن، وعمر يزيد على 300 عام تقريباً، إضافة إلى قصورها الشامخة ومتاحفها التراثية التي تعد مقصداً للسياح.
ومع اعتدال الجو هذه الأيام بدأت حملات السياح برامجها للمحافظة، إذ قامت وفود من جنسيات متنوعة (مكسيكية وألمانية وفرنسية) بزيارة معالم شقراء واطلعت على تاريخها العريق.
وكان من ضمن الوفود، أحد السياح المكسيكيين الذي لفت الأنظار من خلال ارتدائه الزي السعودي، واصطحابه والدته في زيارته السياحية لمعالم شقراء.
وتجوّل السياح بعائلاتهم ومرافقيهم في معالم شقراء التاريخية والتراثية التي تحتضنها القرية القديمة بالمحافظة، والتي اشتملت على:
قصر العيسى التراثي
الزائر لقرية شقراء التاريخية على موعد مع قصر العيسى؛ الذي يبهر المختصين ببنائه، خصوصاً مجلسه، وطريقة بنائه المختلفة عن النمط السائد؛ إذ استخدمت فيه العقود بدلاً من الأعمدة.
ويرجع تشييد قصر العيسى إلى عام ١٣٠٩هـ، وتم بناؤه على يد بنّائين مهرة، لهم خبرة في هذا المجال؛ وذلك بإشراف من صاحب القصر أحد تجار وأعيان شقراء، الشيخ سعود بن محمد بن عيسى -رحمه الله-، الذي حرص على سعة مجلسه، وارتفاع سقفه، وإحكام بنائه.
قصر السبيعي التاريخي
ويمثل القصر مَعلماً من معالم التراث؛ لأهميته التاريخية؛ حيث أقام به المؤسّس الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه- مدة عشرين يوماً، وتجلى المكان بزخارف وأعمال فنية للأعمدة والجدران، باستخدام مواد من البيئة المحلية من طين وأخشاب وحجر وغيرها، إضافة إلى مخطوطات ورسومات تراثية.
والقصر بُنِي عام 1327هـ، ويتكون من 32 غرفة، ويحتوي على مقتنيات تاريخية قديمة؛ حيث كان القصر مقراً لبيت المال في عهد الملك المؤسّس، ومقراً رسمياً في تلك الفترة التاريخية لاستقبال الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في أثناء مروره بشقراء، أو عند ذهابه للأماكن المقدّسة لأداء مناسك الحج. وكان البيت موقعاً لتجهيز الجيوش التي تمرّ بشقراء في أثناء مرحلة التوحيد، إضافة إلى استقبال الوفود الرسمية.
قصر آل جميح
في قلب القرية التاريخية يستقبل قصر آل جميح السياح والزوّار على طول اليوم بالقهوة العربية؛ إذ يستقبل الضيوف المشرف على القصر عبدالعزيز البخيتي؛ في مجلسه الشاسع، ويتجوّل بهم في أركانه، ويعرّفهم على مرافقه، ويشرح لهم كيفية الحياة عند الآباء والأجداد.
سوق حليوة العريق
بُني عام 1350هـ، تقريباً، وهو سوق كبير وواسع زادت محاله على المائة محل لبيع القطع الأثرية والمزاد؛ بل إن الدولة العثمانية كانت تشتري خيولها أو جمالها منه.. وهذا مما يدلل على مكانة شقراء التجارية التي كانت تتمتع بها في الجزيرة عامة.
متحف شقراء ودار التراث
وفي موقع متميز وشامخ البنيان بين المباني التراثية القديمة في سوق حليوة التراثي؛ يظهر للزائر متحف شقراء التراثي الذي أُسس عام 1438هـ، على مساحة 455م تقريباً، يحتوي على مجموعة كبيرة من القطع الأثرية النادرة، التي تحكي حقبة زمنية من دروع ومدافع وعملات، إضافة إلى مجلس للضيافة.
وفي شمال القرية التاريخية، تجد دار التراث التي افتتحت أخيراً في القرية، وتشتمل على عدد هائل من وثائق التاريخ، ويشرف عليها الدكتور عبداللطيف الحميد.