ما فائدة التجربة، وما القيمة المضافة التي تحققها على العائد؟
بما أن التجربة تفاعلات فالتفاعل يولد خبرات، وانطباعات.. منها سطحي؛ يمر عليك مرور الكرام، ومنها عميق؛ يدوم أثرها سنين طويلة.. لدرجة الولاء أو التعايش.. بصرف النظر عن ماهية الولاء، وأهمية هذا التعايش.. فما ينتج من التجارب والخبرات ينبغي أن تجنب المنظمات ويلات الفساد، وتكاليف المعالجة.. ربما هذا ما نأمله من وجود إدارات ومنصات التجربة، والالتزام.. والمواهب والإبداع، كذلك التميز والتطوير.. إلخ.
نخوض العديد من التجارب الجديدة يوميًّا في كل مناحي الحياة.. فمنها طبيعي، ما بين أشخاص وأشخاص، ومنها اعتباري، ما بين أشخاص وكيانات.. إلى جانب تجارب افتراضية، نخوضها مع مكائن الخدمة الذاتية عندما تتوافر، والخدمات عن بُعد..
فمن مكاسب هذه التجارب نمو الثقافة التنظيمية وأساليب الاتصال المؤسسي لدى المستفيد، كذلك تكسبه معرفة بالسلوك التنظيمي (المعتنق) داخل هذا الجهاز أو ذاك، فضلاً عن كون التجربة تدريبًا عمليًّا للموظف، ترسخ لديه حزمة من القيم والأخلاقيات المهنية. خلال التجربة نتلقى رسائل عن توجُّه القيادات بأعلى الهرم التنظيمي للجهاز حول نظرتهم إلى عصبَيْ الجهاز (الموظف والعميل)..!
تأسرك التجارب الاحترافية عندما تحقق لك فوق ما كنت تتوقع، وتأتيك بنتائج أكبر من المأمول، مثلها نموذج مميز للمحاكاة؛ لذا يتعين الاستفادة منها..
قضيتنا هي إدارات التجربة (الحاضرة الغائبة)، التي أنشأها عدد من الأجهزة في قطاعات مختلفة بتكاليف خرافية؛ يتساءل العملاء ما فائدتها إن لم تحقق غايتنا ورضانا؟
إدارة التجربة في المؤسسات العالمية تتعاقد مع كبار (المجربين). على سبيل المثال (حالات الأمراض المزمنة)؛ لكي يروون تجاربهم مع فاعلية الأدوية، وكفاءة الأجهزة الطبية، والمنتجات الأخرى.. وذلك لأغراض البحث والتطوير؛ إذ لا يوجد أفضل من المجرب لتبيان عيوب ومحاسن المنتجات والخدمات التي يتم مناولتها. أيضًا أقسام خدمات العملاء، والشكاوى، مع إدارات الجودة والاتصال المؤسسي، تُعد روافد نوعية للبيانات ومؤشرات الأداء، كما تعتبر منصة مهمة لكشف فرص التحسين. فيتعين ربطها بإدارات التجربة.. هذا إن كان هدفها أصلاً التحسين والتطوير..!!
لا نتوقع من هذه النُّظم الرقمية خيرًا ما دام مديرها "جهجهوني"، وهو المدير العشوائي الذي لا يجيد اتخاذ القرار السليم.