يأتي الدور الصيني لرعاية واستضافة المباحثات السعودية - الإيرانية انطلاقًا من الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وممراتها البحرية الاستراتيجية للاقتصاد العالمي والرغبة في الحفاظ على الأمن والاستقرار فيها، إثر تصاعد النشاطات المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
من هنا أكد الكاتب والمحلل السياسي نايف عبدالله الحربي لـ"سبق" أن السياسة السعودية تقوم على مبدأ التنوع في العلاقات السياسية والاقتصادية، ونسج العلاقات شرقاً وغرباً، اعتماداً على مبدأ الشراكة والعالم المتقدم يقوم على هذا النوع من التفكير السياسي الذي يجمع كل الدول على مبدأ الشراكة والمصالح المشتركة.
وأضاف أن عودة العلاقات الإيرانية السعودية جاءت استجابةً لمبادرة كريمة من الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، بدعم الصين لتطوير علاقات حسن الجوار بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث تبدأ الرياض أول خطوة رسمية في عودة العلاقات السعودية الإيرانية بعد شهرين.
وأضاف "الحربي" أن تصفير المشكلات قضية حيوية ليس للطرفين الإيراني - السعودي، بل هو قضية حيوية تنتظرها المنطقة، وعلى إثرها ستحل الكثير من المشكلات في المنطقة، فالمصالح المشتركة بين الطرفين ستغير بالتأكيد الكثير من قواعد المعادلة في الشرق الأوسط.
واختتم إلى أن السعودية وعبر تاريخها الطويل تنظر إلى إيران كبلد مسلم لديه الكثير من الإمكانات، كما أن السعودية تدرك أن النوايا الحسنة التي يمكن أن تبدأ بها العلاقة بين البلدين قادرة على إيجاد مناطق مشتركة للعمل الدبلوماسي والتعاون المشترك.
وكانت السعودية وإيران والصين قد أعلنت في بيان ثلاثي مشترك اليوم (الجمعة) 10 مارس 2023، الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران بعد قطع العلاقات الدبلوماسية في 2016م، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.
وتضمن الإعلان الاتفاق على اجتماع وزيري الخارجية في البلدين لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء، ومناقشة تعزيز العلاقات بينهما، وتأكيد البلدين على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.