أوضح استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم مدير مركز طب وبحوث النوم بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي، أن موسم الصيف يعتبر من أكثر المواسم المؤثرة في جودة النوم بسبب "السهر"، وخصوصًا عند الأطفال؛ إذ إنه مع الإجازة الصيفية لا يكون هناك أي علاقة بالمدارس، وبالتالي فإنهم يسهرون إلى أوقات متأخرة من الليل؛ وهو ما يعيق جودة النوم ويربك آلية إفراز الهرمونات المهمة والضرورية لضبط الساعة البيولوجية؛ ومنها الميلاتونين وهرمون النمو عند الأطفال.
وأضاف: "النوم الصحي هو الذي يضمن إفراز هرمون الميلاتونين بشكل صحيح ليلًا؛ فالهرمون موجود بشكل طبيعي في الجسم، وينتج من الغدة الصنوبرية في الدماغ، ويلعب دورًا مهمًّا في تنظيم دورة النوم لدى الإنسان، ويكون أعلى مستويات إفرازه في ساعات الليل المتأخرة "3 إلى 4 صباحًا"، أي نحو 3 ساعات بعد الدخول في النوم، ثم يبدأ في الانخفاض تدريجيًا استعدادًا للاستيقاظ".
وتابع: "يؤثر الحرمان من النوم على الكبار والصغار؛ وذلك بالتأثير على الوظائف العقلية، مثل الذاكرة، والقدرة العقلية، والمهارات الحركية، وتقلبات المزاج، بينما النوم الصحي ينظم وظائف الجسم المختلفة، مثل درجة الحرارة، ووقت الاستيقاظ والنعاس، والجوع، وكذلك إفراز معظم الهرمونات على مدار 24 ساعة، فالنوم يعتبر بمثابة الغذاء الذي يحتاج إليه الدماغ والجسد، بينما السهر وسوء النوم يدفعان الجسد إلى أن يتفاعل -عن طريق هرموناته- بشكل غير مستقر وغير متوقع".
وأشار إلى أن السهر المفرط يعزز ضعف المناعة، ويسبب اضطرابات في قراءات السكر والدهون وضغط الدم، بالإضافة إلى التوتر العاطفي والتسرع وعدم الانضباط في اتخاذ القرار، بجانب تحفيز الشعور بالجوع والإحساس المستمر بالرغبة في التهام المزيد من الطعام، وبالتالي زيادة الوزن؛ إذ إنّه يساعد على الإفراط في إنتاج المواد الكيميائية للإجهاد.
ونصح "ولي" بضرورة تعزيز وتكريس فكرة أن النوم من الأوليات الوظيفية السلوكية المهمة في حياة الإنسان، ومن النصائح التي يجب اتباعها في الصيف لتفادي أو تدارك هذه المشكلة ليعاود الجسم نشاطه كما اعتاد باقي أيام السنة وليتبع بذلك فطرة الله التي فطر الناس عليها وهي مقاومة إغراءات السهر في أوقات متأخرة من الليل، وتجنب تناول مشروبات الكافيين، وتجنب إثارة الذهن قبل النوم بساعتين على الأقل بتحجيم التعلّق بوسائل التواصل الاجتماعي، وتقليل الضوضاء وشدة الأضواء، ومحاولة ضبط مواعيد النوم بالتدرّج، كتقديمها بمقدار ساعة يوميًّا حتى تستقرّ خلال ساعات الليل عوضًا عن النهار، وتجنب القيلولة تمامًا أثناء النهار حتى لا تتسبب في تأخير مرحلة النوم ليلًا، ومزاولة تمارين الاسترخاء قبل النوم، بجانب الحرص على التعرض للضوء الساطع كضوء الشمس في ساعات النهار الأولى؛ كي تساعد على ضبط الساعة البيولوجية.