لم يؤيد المؤرخ لأرشيف المناخ بالسعودية "صالح الربيعان"، الذي اكتسب خبرة أربعين عامًا في هذا المجال، مقولة " تغيُّر المناخ" بسبب بعض الظواهر الجوية التي حدثت مؤخرًا، وكان آخرها موجة البرد الشديد التي تؤثر على مناطق شمال السعودية حاليًا بانخفاض حاد بدرجات الحرارة.. وقال إن ما يحدث هو "تذبذب بالمناخ" فقط، كما يحدث تذبذب بالأمطار من عام إلى آخر.
وفي التفاصيل، أوضح "الربيعان" أنه بناء على اطلاعه على الأرشيف المدون لمناخ السعودية فإن قاعدة "تغير المناخ" تعتمد على ثبات التغيرات الملاحظة وغير المعتادة، أي بمعنى تكرُّر الحدث في التوقيت نفسه من كل عام. أما أن نحكم على "تذبذب مناخي" قد يحدث في هذا العام ولا يحدث في الأعوام القادمة فهو غير دقيق.
ولفت "الربيعان" إلى أن الموجة الباردة التي تؤثر حاليًا على مناطق شمال السعودية، ولاحقًا مناطق أخرى، هي نادرة الحدوث في هذا الوقت، وهي عبارة عن تقدُّم منخفض علوي بارد قادم من القطب الشمالي إثر الهواء البارد على تركيا وعلى الشام، ويؤثر في مناطق السعودية. والغريب في هذا المنخفض أنه جاء متأخرًا، أي في غير وقته؛ فالمناطق الشمالية بداية من فجر غد الاثنين حتى يوم الخميس سوف تسجِّل درجات حرارة منخفضة جدًّا، تصل إلى الصفر المئوي، خاصة بين منطقة تبوك وطبرجل وطريف. وتعتبر هذه الأجواء شتوية نادرة في مثل هذا الوقت.
وأضاف: من خلال الأرشيف لا أذكر أن البرودة الشديدة قد حصلت سابقًا على شمال السعودية خلال الـ38 عامًا الماضية. قد يحصل في بعض السنين أن تتأثر يومًا، لكن كفترة متتابعة لم يحصل ذلك خلال الأعوام الماضية؛ فدرجة الحرارة المتوقع تسجيلها من صفر إلى 5 درجات قليلة الحدوث.
وبيَّن "الربيعان" أن في الأيام القادمة تستمر الموجة الباردة التي تؤثر علينا حاليًا حتى يوم الخميس القادم، ومن يوم الجمعة إلى يوم الثلاثاء هناك حالة ممطرة - بإذن الله - سوف تتأثر بها منطقة المدينة وينبع وجنوب تبوك والجوف وحائل والقصيم وأجزاء من الدوادمي وحفر الباطن، ويُحتمل أن تكون أمطارًا غزيرة، خاصة على المدينة وحائل. وهذا أبرز المتوقع للفترة القادمة.