"البلوي": حائل ونجران توأمان في الجغرافيا والفنون الشعبية.. و"الدرع العربي" و"الرف العربي" توأما المنطقتين

أكد: بلادنا دولة موحدة إذا اشتكت منطقة فيها تداعت لها بقية المناطق بالحميّة والحماية
"البلوي": حائل ونجران توأمان في الجغرافيا والفنون الشعبية.. و"الدرع العربي" و"الرف العربي" توأما المنطقتين

أكد الكاتب والباحث السعودي سعود خليف البلوي في ندوته "التكوين التوافقي بين منطقتي حائل ونجران"، في ملتقى الإعلام التوافقي، الذي نظمه فرع هيئة الصحفيين السعوديين في منطقة نجران، أنه بعد قيام الدولة السعودية ثم توحيد المملكة على يدي الملك عبدالعزيز-يرحمه الله- فقد أسهم ذلك في تعزيز الأمن الوطني العام، إذ أصبح تراب الوطن واحدًا وأمنه واحدًا.

وأضاف: "بلادنا دولة واحدة موحدة واسعة شاسعة مترامية الأطراف، إذا اشتكت منطقة فيها من شر المعتدي تداعت لها بقية المناطق بالحميّة والحماية، لنشاهد أبناء الشمال في الجنوب، وأبناء الجنوب في الشمال إما أن يذودوا على أمن الوطن بأرواحهم، أو أن يسهموا في تنمية وطنهم من خلال العمل في مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والتعليمية والاقتصادية والرياضية والسياحية وغيرها. وكلنا اليوم نرتدي الزي الوطني.. وكلنا نشجع المنتخب السعودي، وكلنا نصدح بصوت واحد بالنشيد الوطني السعودي".

وتطرق "البلوي" إلى التكوين التوافقي بين منطقتي حائل ونجران جغرافياً، مشيرًا بأن التكوين الجيولوجي لمنطقة نجران يعتبر هو الدرع العربي والرف العربي، وهو التكوين الجيولوجي نفسه في منطقة حائل.

وأضاف أنه نتيجة لقلة الأمطار في منطقتي حائل ونجران فقد اعتمدت المنطقتان على السدود، فأكبر سد في حائل هو سد الوسيطاء وتبلغ سعته مليونين وخمس مائة متر مكعب، بالإضافة إلى سدود أخرى، أما أكبر سدود في نجران فهو سد وادي نجران (سد المضيق) وتبلغ سعته 86 مليون متر مكعب.

أما الأشجار، فأوضح أنها تنمو بشكل متشابه في حائل ونجران، وتعد أشجار الطلح والسدر والأرطى من الأشجار الصحراوية المشتركة التي تنمو في كلا المنطقتين.

وعن الآثار أشار "البلوي" إلى أن الشواهد والمكتشفات الأثرية تؤكدان أن نجران من أقدم المناطق، التي استقر فيها الإنسان في العصر الحجري القديم والحديث، إلى أكثر من مليون وثمانمئة سنة، إلى مليون ومئتي ألف سنة من وقتنا الحالي.

وعرّج "البلوي" على أبرز المواقع الأثرية في نجران والتي تمثلت في مدينة الأخدود التاريخية "رقمات" و"موقع حمى" المسجل في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2021م "و"شعيب دحضة".

وعن أبرز المواقع الأثرية بحائل، قال "البلوي" إن حائل تعد من أقدم المناطق التي استوطنها الإنسان في العصر الحجري القديم، ومن ذلك في مرحلة الصناعات الألدوانية التي يعود تاريخها إلى أكثر من مليون سنة، ومن أبرز مواقعها الأثرية "جبة" المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2015م. كما يوجد فيها رسم لأقدم عجلة في التاريخ، ويوجد بها أكثر من 5431 نقشاً بالقلم الثمودي، وموقع الشويمس، وهو مسجل في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2015م، ومدينة فيد التاريخية المدينة الإسلامية المتكاملة، والتي تعد محطة رئيسة على درب زبيدة، وكذلك الحائط (فدك) التي تحتوي على آثار إسلامية.

وعن العمارة التقليدية بين منطقتي حائل ونجران، أشار "البلوي" إلى أن طريقة البناء بعروق الطين (المداميك) هي الطريقة الواسعة الانتشار في المنطقتين؛ لأنها تضفي جمالاً على المبنى، إضافة إلى المتانة التي تتميز بها فتزيد من عمره الافتراضي، التي تصل إلى ثلاثة قرون.

وعرّج "البلوي" على الفنون الشعبية بين حائل ونجران والتي يجمعهما الاهتمام بالفنون الشعبية وفاعليتها في المناسبات والأعياد الدينية والأيام الوطنية، مشيراَ إلى أن فن المرافع في نجران يقابله "السامري" في حائل ورغم اختلاف الطريقة وشكل الأداء، إلا أن الغرض متشابه وكلها تستخدم فيها الإيقاعات -الطبول أو الدفوف- وتتشكل الرقصات بشكل متناسق بين الصفوف، وتتخلل ذلك رقصات فردية، ويتميز الفن بإضفاء الفرح والبهجة.

واختتم "البلوي" ندوته قائلاً بأن هنالك العديد من الأهازيج الشعبية التي تقال في مناسبات معينة، مثل الأهزوجة التي تقال في موسم الحصاد "جعل يمنى ما تدلي.. جعلها ضرب الرصاص"، وفي حائل مثلاً يستخدم الغناء وقت البناء يقول البناؤون "يا فهد ما نلومك لو زعجت الونين.. لو تهيضت في عالي رفيع الحمام"، والمقصود من هذه الأهازيج الترويح عن النفس والحماس لدى المجموعة المتعاونة في عمل شيء معين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org