أوضح أستاذ مكافحة الجريمة والإرهاب والمستشار الأمني البروفيسور د. يوسف الرميح؛ أن المتابع للفكر المتطرّف والإرهابي اليوم يجد هناك نشاطاً كبيراً حول العالم، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه الأمثلة تحتاج إلى تضافرٍ وجهودٍ وتعاونٍ وتنسيقٍ وتكافلٍ، وتحتاج إلى أن نكون يداً واحدة في التعامل معها، لأن قوة الإرهاب -مع الأسف الشديد- أصبحت تزداد عالمياً من خلال الفتن والصراعات حول العالم.
وقال د. "الرميح"؛ في حديثه لـ «سبق»: لا ننسى وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة التي اخترقت كل بيت وعقل وكل طفل وشاب ومراهق، وأصبح لها مكانٌ واسعٌ ومؤثرٌ بلا شك.
وأضاف، من هنا تأتي أهمية مركز اعتدال ودوره المهم في التعامل مع هذه الفتن والمواقع المشبوهة والمواقع الفاسدة والإرهابية، فعندما يأتي مركز اعتدال ويزيل أكثر من 129 مليون محتوى متطرف وإرهابي فاسد؛ فهذا رقمٌ مرعبٌ ومخيف، وقد يشير إلى تأثر 129 مليون شاب إرهابي بهذه الأفكار الضالة، وهذه كارثة.
وأكمل د. "الرميح"؛ -مع الأسف الشديد- الإرهاب ليس معركة داخلية؛ بل دولية، فقد يكون الإرهابي في أيّ دولة في العالم ضعيفة تقنية أو أمنياً أو انضباطياً ويؤثر في دولة أخرى بوساطة أساليب التقنية الحديثة.
وأكّد د. "الرميح"؛ أن وجود مركز اعتدال أصبح أكثر من ضرورة ومهم جداً، وأتمنى أن تحذو الدول الأخرى حذو المملكة وتنشئ منصّات ومراكز وبرامج لمحاربة الفكر المتطرّف والإرهابي والمتشدّد حول العالم؛ فالإرهاب ظاهرة دولية وعالمية، ونحتاج الى حربٍ ضدّ هذا الفكر بمراكز، مثل "اعتدال"، بتنسيقٍ وتعاونٍ بين الدول؛ فالعالم يمر بأزماتٍ اقتصادية وسياسية واجتماعية وحروبٍ وكوارث، و-مع الأسف- يستغلها بعض ضعاف النفوس والعقول والمروّجين لبثّ روح الكراهية والفتنة والعنف والقتل، وهنا تظهر أهمية المركز على الأقل؛ ليس فقط بإزالة هذه المحتويات، بل لمحاسبة هؤلاء مهما كانوا وأينما كانوا في أيّ بقعةٍ في العالم وملاحقتهم أمنياً.
وأضاف، هنا في المملكة العربية السعودية يجب أن نعطي ونساند ونساعد مركز اعتدال، ونتعاون معه، بالإبلاغ عن أيّ موقعٍ مشبوهٍ أو روابطَ مشبوهة، فأيامُ "داعش" كان الشاب يُجنَّد في الأسواق والمحال، واليوم يتم تجنيد الشاب، وهو في غرفة نومه في منزل أسرته بوساطة روابط منحرفة ومواقع مشبوهة، وهنا تكمن أهمية المركز لمحاربة هذا الفكر الضال، الذي يهدف الى القضاء على بلادنا وأسرنا وثروتنا، مثلما حدث في بعض الدول التي تناحرت وتشتتت بسبب هذا الفكر الضال المنحرف، وخاصة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وعلينا أن نضحي من أجل الوطن؛ فالحيادية في أمن الوطن تُعَدُّ خيانة.