أكد الباحث في الطقس العضو المؤسس للجنة "تسميات" المناخية عبدالعزيز الحصيني، أن السيل الذي حدث في "وادي فاطمة" سيل عظيم مما لا شك فيه.
وأوضح "الحصيني" لـ"سبق" أن مثل هذا الوادي الضخم لا يسيل بسهولة، وإنما يكون سيلهُ خاصةً إذا كان مثل هذا السيل العظيم الذي حدث بتراسل وتمركز السحب الركامية الممطرة الغزيرة المطر عدة أيام على منابعه في السراة قُربًا من الطائف، من خلال ما حدث في الأيام الماضية، وتُعتبر من ضمن الحالة الممطرة الرابعة عشرة لموسم الأمطار لعام 1445هـ.
وأضاف: خلال الأيام الماضية تراسلت الأمطار وتمركزت السحب الممطرة غزيرة المطر على منابع "وادي فاطمة"، وبالتالي سال هذا السيل العظيم، فلله الحمد والمنة.
وبيّن أن "وادي فاطمة" من الأودية الضخمة التي تنبع من السراة قريبة من الطائف في منطقة مكة المكرمة، ويصب جنوب جدة في الخمرة، ويبلغ طوله 210 كيلومترات تقريبًا، وأن هذا الوادي الضخم يرفدهُ عدد من الروافد تتشكل في مجرى واحد يسمى "وادي فاطمة".
وأشار إلى أن هذا السيل لم يحدث منذ عقود على حسب ما وصله من معلومات، وأن مجرى الوادي من جهة جنوب جدة لم يجرِ منذ عقود عدة، وهذا دليل على غزارة وقوة الحالة الممطرة الرابعة عشرة، مؤكدًا أن هذه الحالة لم تكن متمركزة فقط على مسايل ومنابع "وادي فاطمة"، وإنما أثرت على كثير من مناطق المملكة؛ منها: منطقة الرياض، والقصيم، وحائل، والجوف، والحدود الشمالية، وتبوك، والشرقية، وأيضًا الباحة، وعسير، وجازان، ونجران ولكن التأثير كان بشكلٍ متفاوت، حيث بعض المناطق كان من خفيفة إلى متوسطة، وبعضها كان عبارة عن سيول غزيرة.
وأردف: "الله سبحانه وتعالى قدّرَ أن تتمركز الأمطار على أعالي وروافد وادي فاطمة، وبالتالي شاهدنا هذا السيل"، مفيدًا أنه لا يزال للخير بقية، ولا تزال أيضًا التوقعات المتوسطة المدى والبعيدة المدى تبشر بحدوث سيول هنا وهناك في المملكة العربية السعودية".