لطالما شهد كوكب الأرض تقلبات كبيرة في متوسط درجات الحرارة، إلا أنه في الفترة الحالية، أصبحت درجات الحرارة ترتفع بسرعة أكبر من أي وقت مضى، بسبب الأنشطة التي هي من صنع الإنسان، والتي عملت على زيادة تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
وظهر ذلك جلياً على شهر سبتمبر / 2023 الفائت، حيث سجّل سبتمبر درجات حرارة حول العالم هي الأعلى بعد شهر أغسطس الأكثر سخونة وشهر يوليو، وأدّى التسخين المستمر إلى حدوث موجات حارة وحرائق غابات في مناطق مختلفة من العالم، ويأتي ذلك تزامناً مع التطور السريع لظاهرة النينيو، وزيادة نسب انبعاثات غاز الكربون، مما أدّى إلى نشوء ظواهر جوية متطرفة في عديد من دول العالم.
ووصلت الحرارة إلى مستويات قياسية في عديد من المناطق في فرنسا وألمانيا وبولندا، وأفاد مكتب الأرصاد الجوية البريطاني، بأن شهر سبتمبر الفائت الأكثر سخونة في بريطانيا، وذلك بحسب بيانات تعود إلى عام 1884، وفي أستراليا سجّلت درجات الحرارة أرقاماً قياسية، حيث سجّلت في عديد من المناطق أعلى من المتوسط بمقدار 3 إلى 5 درجات مئوية.
وفي بنغلادش لا تزال حمّى الضنك تحصد أرواح أكثر من ألف شخص خلال الأعوام الأخيرة، في تفشٍ سريعٍ لهذه العدوى الفيروسية، والذي يعود سبب انتشارها السريع لارتفاع درجات الحرارة بفعل التغيُّر المناخي.