توقع خبراء في السياحة والاقتصاد بقاء ٨٥ % من الطبقة المتوسطة السعودية لقضاء الإجازة في الداخل، مؤكدين على دور هيئة الترفيه في إحداث نقلة في البرامج الترفيهية التي لعبت دوراً كبيراً في دعم السياحة الداخلية رغم ارتفاع أسعارها.
ويقول فهد الجهني لـ"سبق" إنه استعد للسفر إلى دبي لقضاء أسبوع إجازة نصف العام، مشيراً إلى أن السبب الذي دفعه للسفر هو انخفاض أسعار التذاكر إضافة إلى تغيير الجو لأسرته. وبسؤاله عن مدى إقبال المواطن على الفعاليات المتعددة التي تقدم خلال فترات الإجازة، رأى أن هناك تعدداً ملحوظاً في الأنشطة والفعاليات، بيد أنه لازال هناك ارتفاع كبير في الأسعار، ما يدفع البعض للسفر للخارج بنفس التكلفة. فيما رأت ناهد السبيعي سيدة أعمال، أن هناك اختلافاً كبيراً ونشاطاً واسعاً في الداخل، ما دفع الكثير للبقاء والاستمتاع بالإجازة داخل الأجواء السعودية، وتوقعت أن يزيد الإقبال على السياحة الداخلية بعد افتتاح دور السينما.
من جانبها تقول أم نوران من القصيم، "جئت إلى جدة لزيارة الأهل وقضاء الإجازة، معربة عن سعادتها بمشاهدة أحداث مباراة كرة القدم من داخل إستاد الجوهرة لأول مرة، والتي جعلت الكثير من الأسر السعودية تبقى في جدة والرياض لحضورها".
وقالت: هناك تغيير وتطور كبير داخل المجتمع السعودي، وبات يجذب الأسرة للبقاء والمتابعة، مشيرة إلى أن مدينة جدة تعد الوجهة المميزة في إجازة نصف العام.
وأكد الدكتور عبدالله بن أحمد المغلوث عضو الجمعية السعودية للاقتصاد، أنه مع بداية إجازة منتصف العام، تشهد العديد من الوجهات السياحية زيادة من الرواد السعوديين، خاصة الوجهات السياحية الداخلية. وبسؤاله عن الفعاليات المقدمة من هيئتي السياحة والترفيه، أجاب: تنافس بقوة لجذب الزوار من جميع مناطق المملكة، وقال: ما يؤكد ذلك التصريحات من مكاتب السفر التي أشارت إلى انخفاض عدد المسافرين لخارج المملكة في موسم الإجازة الحالية.
واعتبر المغلوث الخدمات والفعاليات الترفيهية المنوعة والمطورة المقدمة من هيئتي السياحة والترفيه، وإن كانت تواجه انتقادات بشأن ارتفاع أسعارها إلا أنها ساهمت بدعم السياحة الداخلية.
ومن جهته رأى رجل الأعمال الدكتور عبدالله صادق دحلان رئيس جامعة الأعمال والتكنولوجيا في جدة أنه لأول مرة منذ خمسين عاماً يحدث هذا التحول الكبير في السياحة الداخلية، حيث كانت تستحوذ مدينة جدة على نسبة كبيرة للسياحة خلال موسم الشتاء، بينما تجذب مدينة عسير السياح خلال فصل الصيف، مشيراً إلى أن النسبة الأكبر من السياح يفضلون السفر للدول القريبة خلال فترات الإجازة الصغيرة.
وتابع: مع إنشاء هيئة الترفيه التي أحدثت نقلة حضارية في إحداث برامج متعددة للترفيه لجميع الفئات " أطفال ورجال وشيوخ ونساء"، استطاعت أن تجذب عدداً كبيراً من المواطنين في فترات الإجازة.
وبسؤالة حول نسبة إقبال المواطن على السياحة الداخلية، توقع دحلان بقاء ٨٥% من الطبقة المتوسطة والأقل داخل السعودية لقضاء إجازتهم مع الأسرة في ظل الأجواء السياحية الجذابة، أما الطبقات المتوسطة المرتفعة وما فوقها، فلازالت تعتاد على السفر للخارج في أي إجازة صيفية.
وأكد أن هناك العديد من الأبعاد الاقتصادية ستنعكس إيجابياً، فمن قبل كانت تصرف الملايين في الخارج، أما الآن فأصبح هناك توطين للصرف داخل المملكة، ولعل ارتفاع نسب الإشغال في الفنادق يؤكد إقبال المجتمع السعودي على الفعاليات المقامة في إجازة منتصف العام.
وعن توقعاته للسياحة السعودية بعد افتتاح دور السينما، أجاب رجل الأعمال: سترتفع معدلات السياحة الداخلية وخاصة في المدن التي تحوي دور السينما، لافتاً إلى أن نسباً كبيرة من الأسر السعودية كانت تسافر للدول المجاورة للاستمتاع ولمشاهدة الأفلام السينمائية.
فيما رأى محمد غسان مسؤول في وكالة للسفر والسياحة أن هناك انخفاضاً ملحوظاً في نسبة الإقبال على السفر للخارج، بسبب قلة أيام الإجازة ورغبة عدد كبير من ذوات الطبقة المتوسطة البقاء في السعودية والاستمتاع بالفعاليات الداخلية.
وعن متوسط إنفاق الأسرة السعودية في الخارج، أجاب قائلاً: يتراوح متوسط ما تنفقه الأسر السعودية في الإجازة بين ١٥ - ٢٠ ألف ريال بمعدل إنفاق للفرد نحو ٣٥٠٠ - ٤٠٠٠ ريال خلال فترة الإجازة.