بعد ٤٥ عاماً من العمل.. أسرة "الجربوع" تكرم مكفولها.. "حفل ودروع وهدايا وكلمات مؤثرة"

في مشهد يعكس أخلاق المواطن السعودي.. و"الرقيبة": نشأت في طفولتي وأنا أعرفه كواحد منا
بعد ٤٥ عاماً من العمل.. أسرة "الجربوع" تكرم مكفولها.. "حفل ودروع وهدايا وكلمات مؤثرة"

في مشهد يعكس أخلاق المواطن السعودي وحسن تعامله مع الخدم والعمال، وفي بادرة تحكي الرقي والمروءة وسمو النفس في أبهى صورها، احتفلت أسرة "الجربوع" بمكفولها الباكستاني "مقبول أحمد محمد رمضان" الذي أمضى ٤٥ عاماً مع أفراد الأسرة، أخاً لهم وأباً لأولادهم طيلة عمله مزارعاً لديهم في مزرعتهم ببريدة بمنطقة القصيم.

الاحتفالية التي نظمتها الأسرة حضرها الجميع، الصغير قبل الكبير، وتخللها كلمات وداعية مؤثرة، فيها عبق الذكريات الجميلة والمواقف النبيلة لذلك العامل الشهم الخلوق الذي عاملته الأسرة بكل حب وتقدير واحترام كفرد من أفراد العائلة.

وتضمنت الفعالية الحفاوة والتقدير، ودروعاً وتكريماً، وتقديم هدايا قيمة، وإلقاء عبارات أخوية، من الأب والأخ والابن، في حفل كرنفالي بهيج، يجسد الوفاء والاحتفاء والتقدير.

"سبق" التقت بصاحب الفكرة، كفيل الباكستاني المحتفى به العم " ناصر سليمان الجربوع " والذي حدثنا عن قصته مع مكفوله "مقبول" منذ بداياتها قبل ٤٥ عاماً، حيث قال: "استقدمت الوافد "مقبول" منذ ٤٥ عاماً وبالتحديد عام ١٣٩٧هـ، وكان عمري ٢٩ عاماً بينما كان عمر "مقبول" ٣٨ عاماً، وعمل معي في مزرعتي ببريدة بكل جد وإخلاص منذ قدومه أرض السعودية ".

وتابع: "انتقل معي في مزرعتي شمال بريدة على طريق حائل، وواصل العمل دون كلل أو ملل، وكان يعاملني ويعامل الجميع معاملة الأخ لأخيه، وكنا نبادله الحب والتقدير والاحترام ".

وأضاف: "كان يقوم بكل شؤون المزرعة من سقي وزراعة وتربية للأبقار والأغنام والدواجن، إضافة إلى صيانة المزرعة ونظافة مبانيها، وإعداد الطعام للأسرة والاهتمام بهم وبأولادهم ".

وأكمل: "كان يراعي مشاعري، ويتلطف في معاملتي، فكان ابناً باراً وأخاً مشفقاً وصديقاً وفياً، فرغم مرور ٤٥ عاماً على قدومه للسعودية وعمله معنا في المزرعة الجديدة ثم رجوعه للعمل في المزرعة الأولى، ورغم بلوغه ٨٦ عاماً لم يتغير حسن تعامله وإخلاصه وتفانيه في العمل".

وأردف: "أقامت الأسرة حفلاً تكريمياً ووداعياً لـ"مقبول" من باب الوفاء ورد الجميل، ومن منطلق توجيهات الإسلام الخالدة بالعناية بالأجير وحسن معاملته، في دعوته صلى الله عليه وسلم إلى معاملة العمال معاملة كريمة، وإلى الشفقة عليهم، والبرِّ بهم وعدم تكليفهم ما لا يطيقون من الأعمال، بل ارتفع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بدرجة العامل والخادم إلى درجة الأخ، وهذا ما لم يُسْبَق في حضارة من الحضارات، أو في أمة من الأمم، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يديه فليطعمه ممّا يأكل، وليلبسه ممّا يلبس، ولا تكلّفوهم ما يغلبهم، فإن كلّفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم". رواه البخاري.

وحول مشاعر الأسرة والأقارب في وداعية "مقبول" التقت "سبق" بـ"أيوب راشد الرقيبة"، والذي قال: "قدم "مقبول" مكفول خالي للسعودية قبل مولدي، فمنذ أن نشأت في طفولتي وأنا أعرف "مقبول" كفرد من أفراد الأسرة ".

وأضاف: "زاد التصاقنا بـ"مقبول" وتعلقنا به، لأن عائلة الجربوع تجمع الأقارب الأصهار والأرحام في إجازة نهاية الأسبوع في مزرعتهم، فكان "مقبول" يهتم بنا ويتابعنا كما يهتم ويتابع أولاده تماماً، بل يقوم بشؤوننا ويحرص على تلبية مطالبنا بكل محبة وشفقة ورقة".

وتابع: "هذا التعامل اللطيف استمر في شبابنا ومراهقتنا، بل حتى تزوجنا وصرنا آباء، وهو لم يتغير في حسن تعامله واهتمامه بنا، حتى أنه يداعبنا أحياناً ويذكرنا بشقاوتنا ومواقفنا الطريفة أيام الطفولة والشباب ".

وأردف: "لذا شارك الجميع كباراً وصغاراً، في حفل توديع "مقبول" الذي أقامه خالي في مزرعته مساء أول من أمس، وتخللته كلمات وداعية مؤثرة، وهدايا مالية، ودروع، ولوحات ترحيبية، إضافة إلى وليمة العشاء ".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org