يزور الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، الفاتيكان، غدًا الجمعة؛ حيث يلتقي بقداسة البابا "فرانسيس الأول"، وذلك في زيارة هي الأولى له منذ توليه منصبه.
وتحمل الزيارة دلالات ومضامين عديدة تهدف جميعها إلى المساهمة في الانفتاح بين العالمين المسلم والمسيحي، وتعزيز الحوار المتواصل على أساس احترام وقبول الآخر.
ويأتي توقيت الزيارة في فترة مشحونة بكثير من المشاكل التي باتت تتطلب تعاون الجميع للخروج من هذه الأزمات، والتي انعكست بصورة سلبية على الجميع؛ حيث تعصف بالعالم الإسلامي والعالم بشكل عام موجة الإرهاب والتطرف العنيف التي تحيلها الجماعات الإجرامية وبشكل زائف إلى الدين.
ويعتبر اللقاء فرصة سانحة لتبادل وجهات النظر إزاء الموقف المبدئي والثابت لمنظمة التعاون الإسلامي والرافض للإرهاب والتطرف، الذي ينادي دائمًا بصون حقوق الأقليات في الدول الأعضاء وحمايتها من تغوُّل الجماعات الإجرامية التي لا تفرق بين مسلم وغير مسلم في عملياتها الإرهابية.
وقال الأمين العام في تصريحات خلال وجوده في روما: من شأن هذا اللقاء أن يعمق العلاقة بين العالم الإسلامي والفاتيكان في وقت يشهد فيه العالم توترًا بين الجانبين تسبب فيه المتطرفون، مؤكدًا حرصه على الانفتاح على الجميع.
وكان الأمين العام قد التقى البابا "تواضروس الثاني" بابا الإسكندرية وبطريريك الكنيسة القبطية الأرثدوكسية في القاهرة، وأكد على أهمية التعايش بين المسلمين والمسيحيين.
وأضاف "العثيمين": لا يمكن بأي حال من الأحوال تقييم العلاقة التاريخية بين المسلمين والمسيحيين، وفق رأي شريحة محدودة يُعرف عنها التطرف في كلا الجانبين، وبناء على أحداث طارئة.
وأردف: وجود أقليات ومقدسات مسيحية في كثير من الدول الأعضاء منذ قديم الأزل؛ يبرز الصورة العامة والإيجابية للعلاقة بين الطرفين والتي عُرفت بها الحضارة الإسلامية، لافتًا إلى الهبة الشعبية المشتركة بين المسلمين والمسيحيين التي رفضت بشكل قاطع فرض الضرائب على الكنائس في القدس الشريف.
ويعزز اللقاء التاريخي بين أمين عام منظمة التعاون الإسلامي والبابا "فرانسيس الأول"، الموقف المشترك تجاه مدينة القدس المحتلة وبخاصة المقدسات المسيحية.
وأعلن الفاتيكان أن القدس عاصمة لدولة فلسطين، مؤكدًا الاتفاق مع دولة فلسطين على تبعية المقدسات المسيحية في المدينة للسيادة الفلسطينية، وبخاصة بعد زيارة وفد سفراء دول أعضاء بالمنظمة إلى الفاتيكان في 2013، والذي نقل رسالة تدعم المطالب الفلسطينية في الحيلولة دون إدراج المقدسات المسيحية تحت السيادة الإسرائيلية.