سجّلت الدبلوماسية السعودية نجاحات مختلفة على كافة المستويات، إلا أن الدبلوماسية الإنسانية كان الأبرز، فقد قادت مساعي إقناع الدول للإفراج عن الأسرى ضحايا الاقتتال المسلّح انطلاقاً من دورها الإقليمي، فالسياسة السعودية ليست مصالح فقط بل تمد يد العون والمساعدة للمحتاج.
وتُوّجت الجهود السعودية مؤخراً بإعلان أكبر صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا قادها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فوجدت ترحيباً دولياً ترجم رسائل السعودية وأدخل الفرح على قلوب عوائل الأسرى المفرج عنهم.
وتعكس تلك الجهود الدور الذي تضطلع به المملكة في العالم واستثمار قوتها وحجم تأثيرها لقيادة الدبلوماسية الإنسانية، وتولي المملكة الملف الإنساني اهتماماً سجّل اسمها عالمياً، فمن مركز الملك سلمان الإغاثي والمعونات العلاجية والغذائية إلى حراك ملموس وناجح في قضايا الإفراج عن السجناء وقيادة دور سياسي يرمي لنزع فتيل الحروب وتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين.
وقد برزت الجهود السعودية في اليمن وتجاوزت الجغرافيا المحيطة ودعمت بنوك الدول الصديقة والمحتاجة وأرسلت طائرات حملت على متنها الخير، مواقف لا يمحوها التاريخ، حتى تبلورت الوساطة السعودية الإماراتية المشتركة وأسفرت عن عملية تبادل المسجونين بين الولايات المُتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، انطلاقًاً من الدور المؤثر لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأخيه الشيخ محمد بن زايد، بوصفهما وسيطين موثوقًا بهما على المستوى الدولي، وامتداداً لمساعيهما الحميدة في الملفات ذات الطابع الإنساني.
فالوساطة المشتركة التي قادتها كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المُتحدة تأتي من منطلقات إنسانية خالصة بعيداً عن أي اعتبارات سياسية أو مصالح شخصية أو مكاسب اقتصادية ودون النظر إلى اللون أو الدين أو العرق أو الجنس أو القومية.