جذب أحد الشباب السعوديين، الأنظار في مهرجان "الجنادرية 33"، وتحديداً في قرية عسير، بعد اهتمامه الكبير باستكشاف الكنوز والثروات الطبيعية للوطن، واستعراضه بعض الخامات الطبيعية للصخور قبل وبعد عملية القص، وكيف جعلها مهنةً له يصنع منها أشكالاً حِرَفية متنوعة، إضافة لتعريفه بخامات المعادن والصخور الطبيعية، وكيف يتم الاستفادة منها في الصناعات المختلفة.
ورث المهندس "صالح بن محمد الشهري" المهنة عن أبيه الذي كان مشهوراً سابقاً بالفن الهندسي في البناء والنجارة؛ فدفعته قدوته في امتهان مهنة العمل الحر وحب ذلك، إلى تعزيز مهنته بالتخصص الأكاديمي، وحصوله على شهادة مهندس، ويواصل استكشاف كنوز المملكة.
الزائر لجناح عسير بـ"مهرجان الجنادرية 33" وتحديداً بمعرض الحرفيين؛ يشده اهتمام أحد الشباب الهواة لاستكشاف الكنوز والثروات الطبيعية للوطن، وكيف يصنع منها أشكالاً حِرَفية متنوعة، إضافة لتعريفه بخامات المعادن والصخور الصناعية التي تزخر بها بلادنا.
وأوضح "الشهري" لـ"سبق" أن مشاركته بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة، إيمان منه بأهمية تعريف الأجيال بالكنوز التي تزخر بها المملكة؛ حيث إن تطور الخامات والمواد والأجهزة سهّل على الجيل الحالي مواصلة استكشاف الكنوز والثروات الطبيعية بالوطن، والإبداع فيها، والاعتماد على ما لدى المملكة، من موارد تُغني عن المستورد وتتمشى مع الرؤية 2030.
وأضاف: نحن بحاجة إلى كسر ثقافة العيب، ونشر العمل الحر، والوقوف مع الشباب لتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وإعطائهم أمثلة حية؛ من أجل أن ينطلقوا بمشروعاتهم وطموحاتهم وتحقيق آمالهم.
وأكد "الشهري" أن المملكة تزخر بوفرة جيدة لخامات المعادن والصخور الصناعية ومن أهمها الزبرجد، والياقوت، والزفير، والفيروز والكوارتز والصودلايت، والعقيق بأنواعه ودرجاته، والكثير من الموارد، التي تغني عن الاستيراد.
وحول دور الحرفي في الحفاظ على الهوية، قال "الشهري": إن ذلك مهم للغاية؛ فمع الاعتماد على الماكينات الحديثة؛ يبقى الدور الأبرز على الحرفي، بإضافة اللمسات اليدوية النهائية، وهو ما يحتاج المجهود الأكبر؛ مضيفاً: "عملية قص وصقل الأحجار وصياغة الفضة تتم بيد حرفيين لإخراج منتج من خامات المملكة العربية السعودية وبصناعة سعودية".
وعن تخصصه أيضاً في صناعة "السبح" تَحَدّث "الشهري" قائلاً: يوجد منها خامات طبيعية كالكهرمان، وهو أغلى أنواع السبح، واليسر المرجان الأسود المستخرج من البحر الأحمر والعاج وأخشاب الزيتون من منطقة عسير وتبوك والقرن، وهناك خام مصنع من أبرز وأجود أنواعه "الفاتوران والمستكة والبكلايت والسندلوس"، ويتم صناعة وخراطة السبح، وكذلك صيانتها وتصنيع الكركوشة من حبال الحرير والقطن واخراج المنتج النهائي.
وختم "الشهري" بقوله: "عندما ذكر ولي العهد جبل طويق في كلمته الشهيرة؛ فقد تم إنتاج سبحة عقيق من أحجار "جبل طويق"، وأتمنى أن أسلمها لملهم الشباب كهدية من خامات المملكة وبصناعة سعودية.