
كشفت استشارية النساء والولادة وجراحة المناظير المشرفة على برنامج تدريب أطباء النساء والولادة، الدكتورة تهاني عبدالله المطرفي، لـ"سبق" أن مرض بطانة الرحم الهاجرة يُعد أحد أسباب حالات العقم لدى النساء بنسبة 50 %، وأن 176 مليون سيدة حول العالم مصابة بالمرض، وأن كل واحدة من 10 نساء مصابة به. ويُعدُّ مرض بطانة الرحم الهاجرة من الأمراض الشائعة، ولا يعتبر مرضًا سرطانيًّا، وهو مرض يسبب التصاقات بمنطقة الحوض نتيجة لالتهابات مزمنة، ويكون التدخل العلاجي أو الجراحي أكثر فاعلية في مراحل المرض الأولى عنها في المراحل المتقدمة.
جاء ذلك خلال الحملة التوعوية الصحية التي نظمها مستشفى الولادة والأطفال في العاصمة المقدسة على مدى يومين في سوق الضيافة، تحت عنوان "بطانة الرحم الهاجرة مرض شائع"، برعاية المدير العام للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور مصطفى بلجون، وحضور مدير مستشفى الولادة والأطفالبالعاصمة المقدسة الدكتور أنس سدايو.
وقد شارك في الحملة 200 متطوع ومتطوعة من أطباءالنساء والولادة واستشاريي النساء والولادة وأطباءالعلاج الطبيعي من مستشفى النساء والولادة في العاصمة المقدسة، إضافة إلى طلاب وطالبات الامتياز من كليات طب جامعة أم القرى، وجامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة ابن سينا.
وأشارت الدكتورة المطرفي إلى أن الحملة تهدف إلىنشر الوعي والتثقيف والتأسيس لحياة صحية خالية من الألم أثناء الدورة الشهرية لدى النساء والفتيات الصغيرات، مبينة أن الألم المبرح هو أول أعراض مرض بطانة الرحم الهاجرة، الذي يمنع الفتيات من ممارسة حياتهن الطبيعية، ومن الذهاب للمدرسة أو الجامعة، ويظهر في آلام أسفل البطن والظهر، إضافة للآلام الشديدة للمتزوجات؛ الأمر الذي يجعلها ترفضه، ويسبلها الإحباط والاكتئاب والخلافات الزوجية، أو الانفصال أحيانًا.
ووصفت المطرفي المرض بأنه نزول بطانة الرحم إلىخارج الرحم إلى المبيضين، أو قناتي فالوب، أو عنق الرحم، أو تجويف الحوض.
وأكدت المطرفي أن لا أحد يستطيع تشخيص المرض إلا الطبيب الاستشاري، وقد تطول فترة تشخيص المرض لنحو 7 سنوات؛ الأمر الذي يتسبب في إصابة المريضة بمراحل متقدمة من الالتصاقات والآلام؛ تستوجب التدخل الجراحي لمعالجتها.
وأوضحت المطرفي أن هناك عوامل تسهم في نشأة المرض، هي:
- وجود سجل عائلي للمرض، كأن تكون الأم أو الأخت مصابة، بما يزيد من إصابة الأخت الأخرى بمعدل 6 أضعاف.
- تأخُّر الحمل.
- تحديد عدد الولادات.
- البلوغ المبكر.
- دورة شهرية مصحوبة بنزف غزير ولمدة طويلة.
وأشارت المطرفي إلى أن هناك أخطاء شائعة لدى تشخيص المرض، منها أن تشخيص مرض بطانة الرحم الهاجرة يشخَّص بتكيس المبايض أو القولون العصبي،إضافة إلى عدم عرض الفتيات الصغيرات من 15 - 19 سنة على طبيبات النساء والولادة لمن تعاني آلامًا شديدة، ولا تستجيب للمسكنات.
وأكدت الدكتورة تهاني المطرفي أن المنظار هو أفضل وسائل التشخيص وأدقها للتأكد من وجود المرض من عدمه، داعية جميع السيدات للمشاركة بموقع الحملة على تويتر للإجابة عن تساؤلاتهم، ومعرفة نسبة المرض في المجتمع المكي.