شيدت الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمكة المكرمة "كهاتين" مسجدًا في إندونيسيا، وحفرت بئرًا في باكستان، وجعلت هذا العمل صدقة جارية عن المرحوم - بإذن الله - اليتيم "عمر عبدالحليم" الملقب بـ"أبو سراج" (26 عامًا)، الذي توفي رمضان الماضي داخل غرفته بالجمعية.
وكانت "سبق" قد تابعت حالة وفاة اليتيم في 11 رمضان 1436هـ، ونشرت مواضيع عدة تحت عناوين: (أعضاء الدار بـ"أم الجود": الفقيد قدم لنا وجبة إفطار ثم رحل)، و(العثور في غرفته على 3 أنواع من أدوية الصرع وعلاج السكر)، و(توقف القلب والتنفس وراء وفاة "عمر" بدار أيتام أم الجود).
وأصدرت في حينها اللجنة الطبية الشرعية بالشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة تقريرها الطبي الشرعي النهائي، الذي كشفت من خلاله سبب وفاة اليتيم "عمر عبدالحليم" الملقب بـ"أبو سراج"؛ إذ اتضح أن سبب الوفاة "توقف القلب والتنفس"، إثر علة مرضية مزمنة.
وكان المتوفى أحد أبناء الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمكة المكرمة، ومقرها أم الجود، ويعمل في إحدى الشركات الهندسية، ويدرس في أحد المعاهد الفنية بمكة المكرمة، وهو من هواة التصوير الفوتوغرافي، وكان لا يفارق زملاءه، وعندما غاب عن مائدة الإفطار في اليوم العاشر من رمضان الماضي حاول إخوانه بالدار الاتصال على جواله ولم يرد، وحين جاء وقت السحور كذلك لم يحضر، عندها أبلغوا المشرف الاختصاصي بالدار بفقدانهم زميلهم؛ ففتح الاختصاصي باب غرفة الشاب بمفتاح احتياطي، ووجد اليتيم متوفَّى على سريره؛ فتم إبلاغ الجهات الأمنية لتولي الحالة.
وعملاً بالحديث الشريف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، قامت مجموعة من أهل الخير، وبجهود من أعضاء الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمكة المكرمة "كهاتين"، وبإشراف أحد الإخوان بالجمعية، ببناء المسجد وحفر البئر في باكستان؛ لينتفع بها "أبو سراج"، وتعتبر صدقة جارية له - رحمه الله -.
