تعد الشيخوخة الصحية أحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة، مع الزيادة المستمرة في نسبة كبار السن في جميع أنحاء العالم. مؤسسة “هيفولوشن” الخيرية التي تأسست في الرياض عام 2018 بأمر ملكي، تتخذ خطوات جريئة لمواجهة هذا التحدي من خلال توجيه الجهود البحثية والتعاونية لتعزيز الشيخوخة الصحية. تم تخصيص بليون دولار سنويًا لتطوير العلاجات والأبحاث التي تستهدف إطالة فترة العمر الصحي، وذلك من خلال شراكات متعددة مع المؤسسات الرائدة عالميًا في مجال أبحاث الشيخوخة.
تشهد المجتمعات حول العالم تحولًا ديموغرافيًا سريعًا، حيث يتزايد عدد كبار السن بشكل غير مسبوق. ففي فرنسا، استغرق الانتقال إلى مرحلة الشيخوخة أكثر من 100 عام، بينما في كوريا الجنوبية حدث هذا التحول في غضون 18 عامًا فقط، مما يعكس الفجوة الكبيرة بين الدول في التعامل مع هذه التحديات. وفي السعودية، من المتوقع أن تصل نسبة كبار السن إلى 7% بحلول عام 2032، و14% بحلول عام 2042، مما يبرز أهمية التحرك المبكر لتعزيز الصحة العامة لكبار السن.
تسعى “هيفولوشن” إلى تعزيز التعاون الدولي من خلال شراكات استراتيجية مع مؤسسات عالمية مثل الأكاديمية الوطنية الأمريكية للطب، ومعهد باك لأبحاث الشيخوخة، والاتحاد الأمريكي لأبحاث الشيخوخة. تهدف هذه الشراكات إلى مشاركة المعرفة والرؤى، وتحديد الفجوات في الأبحاث، وتقديم توصيات عملية لتحسين جودة الحياة لكبار السن.
تعد القمة العالمية لإطالة العمر الصحي، التي ستعقد في الرياض في فبراير 2025، من أبرز المبادرات التي تقودها “هيفولوشن”. تجمع هذه القمة كبار العلماء والمستثمرين وصناع السياسات من حول العالم بهدف مناقشة آخر الاكتشافات العلمية في مجال علوم الشيخوخة وتبادل الأفكار حول كيفية تعزيز فترة العمر الصحي.
إلى جانب دعم الأبحاث، تسعى المؤسسة إلى تطوير حلول مبتكرة للرعاية الصحية عبر التعاون مع شركات تكنولوجيا الصحة. تهدف هذه الجهود إلى تقديم حلول متطورة تساهم في تحسين جودة حياة كبار السن، سواء من خلال العلاجات الطبية أو التكنولوجيا التي تسهل حياة المسنين.
من خلال هذه المبادرات والشراكات، تتصدر “هيفولوشن” الجهود العالمية الرامية إلى مواجهة تحديات الشيخوخة. وهي تعمل على بناء مستقبل أفضل للمجتمعات عبر تطوير حلول مبتكرة تُعزز الصحة العامة وتطيل فترة الحياة الصحية لكبار السن، مما يجعلها مؤسسة رائدة في هذا المجال على الصعيد العالمي.