ورشة عمل بجامعة اليمامة تحفّز أجندة الاستدامة بالسياسات والحوكمة... والطلاب في قلب الحدث

تجمع قادة الوزارات والمختصين والطلاب لاستكشاف التحديات والحلول العملية لتحقيق استدامة حقيقية
ورشة عمل بجامعة اليمامة تحفّز أجندة الاستدامة بالسياسات والحوكمة... والطلاب في قلب الحدث
تم النشر في

استضافت جامعة اليمامة مؤخرًا ورشة عمل محورية لطلاب الدراسات العليا بعنوان "الاستدامة في المنظمات والشركات السعودية: المسارات والتحديات والتطلعات"، جمعت بين نخبة من أصحاب المصلحة الرئيسيين لدفع أجندة الاستدامة في المملكة.

وقد أتاح هذا الحدث التعاوني منصة لمناقشات مثمرة بين صناع السياسات وقادة الوزارات والمديرين التنفيذيين للشركات ومتخصصي الاستدامة والأكاديميين، مع التركيز على الاستراتيجيات القابلة للتنفيذ والمتوافقة مع رؤية 2030.

وتهدف الورشة إلى استكشاف الأبعاد المتعددة الأوجه للاستدامة داخل المنظمات السعودية، والتي تشمل السياسات واستراتيجيات الشركات والتطورات التنظيمية والحلول المبتكرة، فيما جاء أحد الموضوعات الرئيسية لورشة العمل هو الدور الحاسم للسياسات والحوكمة في تشكيل مستقبل مستدام.

وأكدت يارا السندي من وزارة الاقتصاد والتخطيط على ضرورة تعزيز دور الهيئات التنظيمية، وتصميم سياسات وحوافز فعالة، وتنفيذ لوائح قوية للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG)، وتنمية شراكات عامة وخاصة مؤثرة مشددة المناقشات على أهمية التعلم من دراسات الحالة الإقليمية الناجحة لسياسات الاستدامة من أجل إثراء تطوير استراتيجيات مصممة خصيصًا للمملكة العربية السعودية.

وقدم الدكتور تركي العقيّل من وزارة الطاقة رؤى قيمة حول رؤية المملكة الاستراتيجية للاستدامة في قطاع الطاقة، سلطت كلمته الضوء على توافق إطار الاستدامة السعودي مع رؤية 2030، والدور المحوري للهيئات التنظيمية، وأهمية تعزيز التعاون الفعال بين القطاعين العام والخاص لتحقيق نتائج ملموسة، فيما ركز الدكتور سمير الطرابلسي في تدخله على الحاجة الملحة لتعزيز الشفافية في ممارسات الكشف عن الاستدامة والضرورة الملحة لبناء القدرات.

كما تناولت ورشة العمل تحليل الاتجاهات الحالية والفجوات في تقارير الاستدامة للشركات السعودية المساهمة، والتوافق مع أطر التقارير العالمية الرائدة، والاستفادة من حوكمة الشركات، ومعالجة تحديات شفافية الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، والأهمية المتزايدة لتقارير التنوع البيولوجي والكشف عن رأس المال الطبيعي.

وفي هذا السياق، دعا الدكتور الطرابلسي إلى إنشاء مجلس معايير الاستدامة السعودي (SSSB)، مؤكداً على الفوائد التي ستعود على المملكة من هذه الخطوة. وأوضح أن إنشاء المجلس سيعزز موثوقية تقارير الاستدامة، ويجذب المزيد من الاستثمارات المستدامة، ويسهل على الشركات السعودية الامتثال للمعايير الدولية، وبالتالي تعزيز مكانة المملكة كدولة رائدة في مجال الاستدامة.

كما أكد الدكتور سعود الغربي على الدور الحيوي للإعلام في إبراز الإنجازات الهامة التي تحققت في مجال الاستدامة، وتثقيف عامة الجمهور حول مفاهيم الاستدامة وأهميتها، حيث دعا الأكاديميين إلى التواصل مع وسائل الإعلام بلغة مبسطة وواضحة، لجعل الأبحاث والدراسات الأكاديمية في مجال الاستدامة أكثر سهولة وفهماً للجمهور العام، وبالتالي زيادة الوعي والمشاركة المجتمعية في جهود الاستدامة.

وتناولت حلقة النقاش والتي ضمت خبراء بارزين، من بينهم مشاعل السويلم من السوق المالية السعودية (تداول) وسلطان بن سليمان المالديني من مصرف الراجحي، وأدارها الدكتور السمير الطرابلسي، استراتيجيات دمج الاستدامة في عمليات الأعمال الأساسية، وتحقيق التوازن بين الاستدامة والربحية، والاستفادة من التكنولوجيا والابتكار، وتلبية توقعات المستثمرين وأصحاب المصلحة المتطورة لاعتماد الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، ودمج استراتيجيات التنوع البيولوجي والاستراتيجيات الإيجابية تجاه الطبيعة في نماذج الأعمال.

وتضمنت ورشة العمل أيضًا مسابقة ملصقات طلابية تتمحور حول موضوع "الاستدامة: مفتاح مستقبل أفضل"، وقد عرضت هذه المبادرة الأفكار والمنظورات المبتكرة لجيل المستقبل من قادة الاستدامة، حيث تم تقديم 23 ملصقًا من قبل 60 طالب دراسات عليا، وسلطت المسابقة الضوء على التزام الطلاب بمعالجة تحديات الاستدامة الحاسمة والمساهمة في مستقبل أكثر استدامة.

واختتمت ورشة العمل بالإعلان عن الفائزين في مسابقة الملصقات والالتزام بنتائج قابلة للتنفيذ. وقد أكدت جامعة اليمامة، من خلال هذه المبادرة، التزامها بدفع التقدم نحو مستقبل مستدام في المملكة العربية السعودية. إن الرؤى والتعاون الذي تولد خلال هذا الحدث مهيأ لتحفيز المزيد من التقدم في السياسات والممارسات، والمساهمة في تحقيق أهداف الاستدامة لرؤية 2030.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org