نظّم المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي، اليوم الأربعاء، ندوة بعنوان "المعلم الملهم للرؤية الطموحة 2030"، تحت شعار "لنتشارك معًا في بناء وطن نفتخر به".
تأتي الندوة تزامنًا مع اليوم الدولي للتعليم، وبمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين وذوي الاختصاص العلمي وصناع القرار التربوي.
وقال نائب رئيس مجلس الأمناء الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الدكتور عبدالله بن محمد الفوزان، خلال الورقة التي قدّمها تحت عنوان "الدور الاجتماعي للمعلم الملهم وفق رؤية السعودية 2030": إن رسالة التعليم قداسة كبيرة وأهمية عظيمة؛ إذ يكفي المعلم فخرًا أنه باني الأجيال وقائد عمليات التعليم في جميع مجالات الحياة.
وأضاف "الفوزان" أن المعلم هو الذي يحث على مكارم الأخلاق، ويغرس في نفوس الطلاب المعاني السامية والقيم النبيلة، ويعدّ صمام أمان المجتمع وحامي منظومة القيم الأخلاقية والاجتماعية من خلال مكانته الرفيعة وقدرته على التأثير في نفوس الطلاب.
وأكد أن حكومة المملكة تولي التعليم اهتمامًا بالغًا، وتقدم دعمًا كبيرًا غير محدود؛ سعيًا لتحقيق رؤية السعودية 2030. ويعد برنامج تنمية القدرات البشرية أحد أهم برامجها الرئيسة؛ لكون التعليم هو الوسيلة التي تساعد المجتمعات على تحقيق أهدافها.
وأوضح مدير عام التعليم بمنطقة الرياض د. حسن بن محسن خرمي، أن كل معلّم يستطيع أن يكون مُعلمًا ملهمًا عندما يستطيع التأثير في طلّابه، وتوجيههم لاختيار المسار الصحيح في دراستهم، ويفتحُ آفاقًا متنوعة أمامهم لتكون بوابة الانطلاق نحو تحقيق أحلامهم.
وقال الدكتور حسن خرمي: إن المعلم السعودي بشغفه وحبه لمهنته أحد أهم ممُكنات رؤية المملكة 2030؛ للدور الفاعل والمهم في صِناعة عمليات التغيير والتطوير.
كما أكد أهمية تمكين طلابنا من المنافسة العالمية عطفًا على مكانة المملكة وأهميتها وصرفها السخي على التعليم، وعلى أن السمات الشخصية التي يمتلكها الطالب لا بد أن تكون موجودة في شخصية المعلم حتى يتم إكسابها من خلال تعاملهم ومعايشتهم معه.
وجاء في ورقة عميد كلية التربية بجامعة أم القرى الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد آل تميم، أن المعلم ناشر علم، ورائد فكر، ومؤسس نهضة، وما من أمة تسعى لأن تحتل مكانًا مرموقًا بين الأمم إلا وقد أولت العملية التربوية اهتمامًا بالغًا.
وقال "آل تميم": إنه إذا كانت الأمم تقاس برجالها، فالمعلم هو باني الرجال وصانع المستقبل؛ فعظماء العالم وكبار ساسته وصناع القرارات فيه مروا من خلال عمليات تربوية طويلة ومعقدة، شارك فيها المعلمون، ووضع كل منهم بصماته على ناحية معينة من زوايا تفكيرهم.
ومن جانبه قال أستاذ مناهج وطرق تدريس العلوم وكيل كلية التربية للبحث والدراسات العليا بجامعة الملك خالد أ.د. ناصر بن عبدالله الشهراني: إن العصر الحالي يركز على المهارات والخبرات أكثر من المعارف والشهادات؛ لذا فنحن بحاجة إلى الالتفات لنوعية الممارسات بما يحقّق نوعية المخرجات وفق مستهدفات رؤية المملكة العربية السعودية 2030.
كما يركز على تعزيز القيم وتطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل وتنمية المعارف في مختلف المجالات، بما يمكن المواطن من المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية محليًّا والمنافسة في سوق العمل عالميًّا.
وأوضح مدير الندوة مستشار المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي الدكتور سالم بن مزلوه العنزي، أن المعلم هو صانع الأجيال، ورائد المعرفة، وباني القيم الإنسانية السامية، ومحرك التنمية والتقدم في المجتمع، له دور حاسم في نهضة المجتمعات الإنسانية على مرّ العصور، وأن المعهد يهتمّ كثيرًا بتمكين هؤلاء المعلمين من عمليات التطوير المهني التعليمي التي ستنعكس على مخرجات طلابهم، وبالتالي على مجتمع المملكة العربية السعودية بالخير والنماء والازدهار.