أكد رئيس جامعة الملك خالد المكلف الأستاذ الدكتور سعد بن محمد بن دعجم أهمية الملتقيات العلمية والبحثية الطلابية في تعزيز العمل العلمي والتبادل المعرفي بين الطلاب، مشددًا على ضرورة توجيه هذه الجهود نحو تحقيق مخرجات ملموسة وقيّمة.
وشدد "ابن دعجم" على دور التدريب الميداني والتعاوني في تطوير مهارات الطلاب وتأهيلهم لسوق العمل، مشددًا في ذات الوقت على أن التدريب يجب أن يكون من أبرز أولويات الجامعة.
جاء ذلك خلال رعايته اليوم الأربعاء "الملتقى العلمي الأول لطلاب وطالبات قسم الإعلام والاتصال"، الذي نظمته كلية الآداب والعلوم الإنسانية ممثلة في قسم الإعلام والاتصال، بحضور عددٍ من وكلاء وعمداء ومنسوبي الجامعة وممثلي القطاعات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بالملتقى.
وشدد ابن دعجم على أن الطلاب والطالبات هم محور العملية التعليمية والأكاديمية بحضورهم العلمي والبحثي، مضيفًا أن الملتقيات الطلابية العلمية والبحثية هي روح العمل العلمي وأضاف "من المهم أن يكون لها إطارها المنظم ومؤشرات الأداء والمستهدفات الواضحة التي تتجاوز مجرد عقد لقاء إلى مستوى يتم من خلاله ضمان وجود مدخلات واضحة ومخرجات ذات قيمة وأثر سواء في جانب المعرفة أو المهارة أو المنهج البحثي".
وتجوّل ابن دعجم في المعرض المصاحب الذي شهد مشاركة فاعلة من قِبل الطلاب والطالبات، حيث قدموا عروضًا مبتكرة ومتنوعة تبرز مهاراتهم وإبداعهم في مجال الإعلام والاتصال؛ وقد تميّزت الحملات والمشروعات الإعلامية المعروضة بأفكارها المتميزة وتنوعها في الموضوعات التي تناولتها، مما أضفى على الملتقى جوًا من التجديد والحيوية.
وعبّر ابن دعجم خلال جولته عن إعجابه بالمعرض والمستوى الراقي للعروض والمشاركات التي قدمها طلبة القسم؛ مشيدًا بالجهود التي بذلوها في إبراز مهاراتهم وإبداعهم في مجال الإعلام والاتصال؛ مبينًا أهمية هذه الفعاليّات في تعزيز مهارات الطلاب وتطوير قدراتهم الإبداعية، وأن مثل هذه المبادرات تُسهم بشكل كبير في تحضير الطلاب لمواكبة احتياجات سوق العمل وتحقيق التميز في مجالهم، مثمنًا جهود الجهات الراعية والمشاركة من مختلف القطاعات.
وأكد الدكتور خالد أبوحكمة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية التزام الكلية بتنظيم الملتقيات العلمية على مستوى الكلية والأقسام، بهدف تحقيق أهداف الجامعة في التعليم والبحث العلمي، وتعزيز انتماء الطلاب والطالبات للمؤسسة التعليمية؛ مشيرًا إلى أهمية تعزيز وتطوير مهارات البحث العلمي بين الطلاب في مختلف المراحل الدراسية.
فيما أوضح رئيس قسم الإعلام والاتصال الدكتور علي آل زهير القحطاني، أن الملتقى يشكل منبرًا مهمًا لتبادل الأفكار والمعرفة في مجال الإعلام، ويعكس الالتزام بتعزيز البحث العلمي وتطوير المهارات الإعلامية لدى الطلاب؛ مبينًا أن القسم يسعى إلى إعداد متخصصين متميزين في مجال الإعلام والاتصال، للمساهمة في بناء مجتمع المعرفة من خلال إنتاج علمي رصين يخدم المجتمع.
وضمن إطار الملتقى العلمي، تم تنظيم عدة جلسات حوارية لطلاب مرحلة الماجستير في مسارات الإعلام السياحي واتصال الأزمات واللغة والإعلام، تناولت قضايا مهمة في مجال الإعلام والاتصال، وأحدث التطورات، وكذلك استعراض التحديات والفرص التي تواجه الصناعة الإعلامية في الوقت الحالي من بينها جلسات حوارية في قضايا الإعلام السياحي؛ والتي تركزت على مناقشة أهمية الإعلام السياحي ودوره في تعزيز الوعي الثقافي والترويج للوجهات السياحية؛ كما تطرقت الجلسات إلى التحديات التي تواجه صناعة السياحة في ظل التطورات الحالية وكيفية استخدام وسائل الإعلام لتعزيز القطاع السياحي.
واستعرضت الجلسة الثانية "اتصال الأزمات تجارب محلية ودولية" التجارب المحلية والدولية في إدارة الأزمات الإعلامية، وكيفية التعامل مع الأحداث الطارئة والتحديات التي تثيرها في وسائل الإعلام والاتصال؛ حيث تم تبادل الخبرات والمعرفة حول أفضل الممارسات في هذا المجال ودروس التعلم من التجارب السابقة.
تلا ذلك جلسة عن اللغة والإعلام؛ والتي تناولت العلاقة بين اللغة ووسائل الإعلام، وأثر اللغة في تشكيل وتفسير المعلومات والرسائل الإعلامية؛ كما تم مناقشة أهمية استخدام اللغة بشكل دقيق وفعّال في وسائل الإعلام والتأثير الذي يمكن أن تحدثه في فهم الجمهور وتفاعله مع الرسائل الإعلامية.
وفي الختام أصدرت لجنة الملتقى العلمية توصيات مهمة تهدف إلى تعزيز جودة التعليم وتطوير مهارات الطلاب والطالبات في المجال؛ كما تضمنت التوصيات تعزيز التواصل بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وتعزيز البحث العلمي وتشجيع المشاركة فيه، وتوفير فرص التدريب العملي؛ كما تم التشديد على أهمية تطوير الجوانب الإنسانية وتنمية الاقتصاد المحلي من خلال تنمية السياحة المستدامة؛ وختمت التوصيات بدعم تكريم حملات الطلاب الخريجين وإنشاء لجان علمية لبحث فرص التدريب مع القطاعات السياحية.