مكانةٌ خاصةٌ تحتلها سباقات الهجن في قلوب السعوديين بمختلف طبقاتهم الاجتماعية والثقافية، فهذه الرياضة حفرتْ مكانتها بوصفها أكثر الرياضات شعبية في الجزيرة العربية.
ولسباق الهجن متعةٌ خاصةٌ وتاريخٌ عربيٌ طويلٌ؛ إذ يبدو تسابقها انطلاقة حامية الوطيس للمتنافسين والجمهور صوب خط النهاية، في خضم أصوات التشجيع، ومحركات السيارات، والنداء بأسماء الجمال، والغبار الذي يلفُّ المكان، كما لسباق الهجن تقاليد قديمة عند الذين ينظمون سباقات تشارك بها آلاف الجمال وسط الصحراء الواسعة، وللمزيد من الجَلَبة والمتعة يتسابق عشرات الآلاف من المتفرجين بجانب الجمال على سيارات الدفع الرباعي.
وتتميز المملكة بوجود الكثير من سباقات الهجن في العاصمة الرياض، وجدة، ونجران، والأحساء، والطائف، والنعيرية، وعدد من المدن الأخرى.
وترعى قيادة المملكة رياضة الهجن وتولي قطاع الإبل اهتمامًا خاصًا، لذلك وجه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، وبصفته المشرف العام على نادي الإبل، بتنفيذ سباقات الهجن لهذا العام ضمن مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، وإنشاء مضمار خاص لذلك بأعلى المستويات في القرية السعودية للإبل.
وتأتي توجيهات ولي العهد، تجسيدًا للرعاية الملكية لرياضة الهجن والرياضات التراثية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والعناية الخاصة التي يوليها ولي العهد لقطاع الإبل، وتطويره وفق رؤية طموحة تواكب مكانة السعودية وتطلعات أبنائها.
وتقام في العاصمة الرياض كلّ خميس سباقات الهجن ابتداءً من الرابعة عصرًا، ويقع مضمار السباق على امتداد شارع التخصصي في منطقة الثمامة، وتتميز تلك السباقات بطابع الإثارة، والتنافس بين مربي جمال السباق؛ إذ تتنافس الجمال على جوائز قيمة.
وفي شرق جدة وداخل محافظة خليص الجميلة يقام سباق للهجن في كل عام داخل تلك المحافظة، وبالتحديد في اليوم الوطني السعودي، ويشهد السباق مشاركة الكثير من الجمال.
وفي النعيرية كذلك يقام سباق ميدان الملك فهد الذي يُعد من أكبر السباقات أصالة وعراقة في تاريخ رياضة سباق الهجن العربية عمومًا والسعودية بخاصة، ففي هذا السباق قد يصل عدد الجمال المشاركة في السباقات إلى أكثر من (100) جمل، حيث تتنافس وسط حضور جماهيري كبير من مختلف الدول الخليجية.
ويبلغ طول ميدان الملك فهد بمنطقة النعيرية يبلغ (8) كلم، وقد افتُتِح في عام 2009م ليصبح من أبرز ميادين المملكة في مجال سباقات الهجن.