"فنون جازان" تحتفي بالفنان التشكيلي خليل حسن خليل في أسبوع الوفاء

"زعلة" يعلن إطلاق أول جائزة فنية في جازان تحمل اسمه
"فنون جازان" تحتفي بالفنان التشكيلي خليل حسن خليل في أسبوع الوفاء

احتفى فرع جمعية الثقافة والفنون بجازان، مساء أمس الأول، بالفنان التشكيلي خليل حسن خليل، في البرنامج الثقافي "وفاء"، وذلك بمركز جازان الثقافي، ضمن مشروع "أسبوع الوفاء" الذي تنظمه الجمعية على مستوى المملكة؛ لتكريم الرواد ممن أثروا الساحة الثقافية والفنية، وتقديم تجاربهم الناجحة.

وتضمّن الاحتفاء عرضاً لبعض لوحات الفنان المكرم الحديثة، اطلع عليها الحضور الذين تقدمهم مدير فرع الجمعية علي زعلة، ومدير عام تعليم جازان د. عسيري الأحوس، ومدير "تعليم صبيا" ضيف الله الحازمي، ووكيل جامعة جازان المساعد د. إبراهيم أبوهادي.

ودار أثناء ذلك حوار مكثف بين الفنانين والحضور من الإعلاميين والفنانين والمتذوقين حول اللوحات ومضامينها وقيمها التعبيرية وتقنياتها الفنية، فيما شمل الحفل فيلماً عن المحتفى به، تضمّن عرضاً نقدياً للأكاديمي والناقد التشكيلي الدكتور محمد الرصيص، الذي وصف خليل حسن خليل بالفنان الأصيل والمرموق بفنه وإبداعاته الفنية التي بدأها في العام 1977م.

وأشار إلى أن "خليل" ارتقى إلى ما يمكن تسميته "السريالية الشرقية" التي طرق من خلالها موضوعات الشرق العربي وبخاصة الموضوعات المحلية في المملكة.

واعتبر الدكتور "الرصيص"، خليل حسن خليل فناناً كبيراً يحمل كنزاً فنياً كبيراً يستحق الاهتمام من الجميع، مؤكداً أنه كفنان لا يهتم بالشهرة والأضواء الإعلامية، بل أعماله الفنية تتحدث عنه، مشيراً إلى أنه لا ينقصه إلا الإعلام ليكون فناناً عالمياً.

وتمنى الناقد الدكتور "الرصيص" أن تحفظ الأعمال الفنية لخليل حسن خليل في كتابين أحلامي 2 وأحلامي 3، إلى جانب تطوير موقعه الإلكتروني وزيادة الأضواء الإعلامية على أعماله دعماً لشهرته عالمياً، داعياً لإنشاء متحفٍ للفنون بجازان يحمل اسم الفنان الكبير يدعمه رجال الأعمال، والمؤسسات الثقافية.

افتتح التكريم بكلمة لنجل المحتفى به إيادى خليل خسن خليل، حفلت بمشاعر الاعتزاز بوالده إنساناً وفناناً، ثم ابتدأت بعد ذلك الندوة الفنية التي قدمها الفنان التشكيلي محمد شراحيلي، وقدم خلالها مدير جمعية الثقافة والفنون بالطائف الفنان والناقد التشكيلي فيصل الخديدي قراءة لأعمال الفنان وسيرته الفنية التي حملت العديد من الأعمال الفنية الجميلة والمدهشة التي جسدت شخصية الفنان الحالم الذي حمل عاطفة متقدة واختار العزلة مع الفن، فأبدع جمالاً مدهشاً في بناء فني رصين متماسك العناصر، حيث يبني أعماله في خيال ويؤطرها بعناوينه الخاصة، لافتاً النظر إلى تميز الفنان باختيار وانتقاء العناوين حيث تحمل رسوماته مفاتيح لمفردات أحلامه المتشكلة في تلك الأعمال.

ثم قدمت الدكتورة نهى الخطيب الأستاذ بجامعة جازان ورقة بعنوان (تأملات في عالم الأحلام للفنان خليل) مشيرة فيها إلى لغة الرمز التي حفلت بها مجموعة من أعماله، كرمز البرتقالة ورمز الأيدي المتشبثة ببعضها، وقالت إن الفنان تأثر في بداياته الفنية بالأسلوب الواقعي، ثم المذهب التأثيري، ثم اتجه للتجريد، وذلك ضمن اتجاه سيريالي يغلف التجربة في معظم منعرجاتها.

بدورها أكدت رئيسة مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية "جسفت" الدكتورة منال الرويشد، أن مشروع "أسبوع الوفاء" يجسد موقفاً جميلاً من جمعية الثقافة والفنون لرد الوفاء لرمز ثقافي وفني متميز على مستوى المملكة، مشيرة إلى تميز الحراك الثقافي الذي تقوده جمعية الثقافة والفنون في فرع جازان. وأهابت بفناني المنقطة وفناناتها التعاون والتسجيل؛ لأجل تأسيس فرع لجمعية جسفت في جازان، وذلك بالتنسيق مع فرع الثقافة والفنون في المنطقة.

وكان للفنانين والفنانات مداخلات افتتحها الفنان أحمد خضري –زميل المكرّم- ثم فاطمة السدمي المحاضرة بجامعة جازان، ثم الفنانة مشاعل زيدان، ثم أتيحت الفرصة بعدها للفنان المكرم الذي ألقى كلمات موجزة خالطتها دموع نقية؛ تقديراً لاحتفاء الجمعية وتقديرها لتجربته وشخصه.

بعد ذلك ألقى مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بجازان علي بن أحمد زعلة كلمة استعرض خلالها جزءاً من السيرة الفنية للمحتفى به، الذي شارك في العديد من المعارض الفنية منها معرض الفن السعودي المعاصر بالرياض عام 1979م، والأسبوع الثقافي لدول مجلس التعاون الخليجي في باريس 1981م، ومعرض الفن السعودي المعاصر في بون والأردن والهند، والأسبوع العربي الثقافي في السويد، ومعرض الطاقة الدولي في نيويورك 1981م، ومعرض الفنانين العالميين المعاصرين الـ18 والـ19 في موناكو 1984/ 1985م، ومعارض الفنانين التشكيلين العرب في الكويت، إلى جانب العديد من المعارض الفنية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، والتي نال خلالها العديد من الجوائز والميداليات، منها جائزة الشراع الذهبي في الكويت 1981م، والجائزة الأولى بمعرض الفن السعودي المعاصر 1979م، والميدالية الذهبية من نادي الطائف الأدبي عام 1980م، وجائزة السعفة الذهبية بمهرجان الفن التشكيلي الأول 1989م.

وأكد أن خطاب الفرح في مساء التكريم للفنان الكبير، جديرٌ به أن يصل إلى كل أجزاء المكان، بل ولكل مدن المملكة ومناطقها الحبيبة التي تقف شاهدة على إبداعات خليل حسن خليل، مقدماً شكره للمحتفى به لما قدمه من إبداعات فنية، رسم بداياتها في وقت كان الناس فيه يبحثون عن ألف باء القراءة.

وأعلن مدير جمعية الثقافة والفنون بجازان عن تأسيس جائزة خليل حسن خليل للفن التشكيلي، وهي الفكرة التي سعى لتحقيقها منذ زمن لتكون جائزة فنية متخصصة للفن التشكيلي تحمل اسم الفنان الكبير خليل حسن خليل، مؤكداً أن ذلك سيضيف لها أهمية فنية وتاريخية لما يحمله الفنان من تجربة وثراء إبداعي فريد.

وكشف أن الجمعية ستعمل على اللوائح والآليات وكل التفاصيل الخاصة بآلية الجائزة بالتعاون مع إدارتي التعليم بجازان وصبيا بعد موافقة الإدارتين على دعمها ورعايتها، مضيفاً أن العمل على تفعيل ذلك سيبدأ حالاً، شاكراً للفنان خليل حسن خليل قبول وضع اسمه على هذه الجائزة.

وفي الختام كرمت جمعية الثقافة والفنون، الفنان التشكيلي خليل حسن خليل، تقديراً لإسهاماته الفنية التي امتدت لأكثر من 40 عاماً، فيما شارك في التكريم مدير عام التعليم بمنطقة جازان الدكتور عسيري بن أحمد الأحوس، ومدير "تعليم صبيا" ضيف الله بن علي الحازمي، وعدد من الأكاديميين والفنانين التشكيليين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org