أشاد البروفيسور عوض العمري، بنجاح المملكة في تنظيم حج 1445هـ، مؤكدًا أن الحكومة حققت كعادتها نجاحًا كبيرًا في تنظيم الحج بمرونة وسلاسة، رغم وجود الملايين من الحجاج في منطقة صغيرة جغرافيًّا كصعيد عرفات، والتي لا تزيد مساحتها على 33 كيلومترًا مربعًا.
وقال كاتب الرأي "العمري": إن نجاح حج هذا العام يعود إلى الاستعداد الكبير والاستثمارات الضخمة التي تضعها الحكومة السعودية سنويًّا للوصول إلى موسم حج ناجح.
ومن أهمها وضع موسم الحج أولوية حكومية؛ حيث تبدأ الترتيبات السنوية للحج مبكرًا، بتمثيل عال بمتابعة مباشرة من مولاي خادم الحرمين الشريفين، وقيادة شخصية من سمو سيدي ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الذي اعتذر عن عدم المشاركة في قمة "مجموعة السبع" العالمية بإيطاليا، للإشراف على أعمال موسم الحج، وهذا يؤكد أهمية هذا الموسم العظيم للقيادة السعودية.
وطبيًّا: أكد "العمري" أن وزارة الصحة قادت جهودًا ضخمة لضمان سلامة الحجاج الصحية؛ حيث أنشأت أكثر من 25 مستشفى و156 مركزًا صحيًّا في مكة والمشاعر المقدسة، مع توفر أكثر من 5 آلاف سرير و500 وحدة عناية مركزة.
وتم تعزيز خدمات الطوارئ بأكثر من ألفَي سيارة إسعاف ووحدات طبية متنقلة، جاهزة لتقديم المساعدة الفورية عند الحاجة.
وكانت الرعاية الطبية متاحة دائمًا على مدار الساعة ومجانًا، وساعدت حملات التطعيم ضد أمراض مثل التهاب السحايا والإنفلونزا الموسمية في منع تفشي الأمراض المعدية بين الحجاج.
وكانت السلامة أولوية قصوى؛ حيث تم استخدام أنظمة التحكم في الحشود المتقدمة والمراقبة في الوقت الحقيقي لضمان حركة سلسة ومنع الازدحام.
وقد نشر الآلاف من رجال الأمن في مواقع استراتيجية، وكانت فرق الاستجابة للطوارئ على أهبة الاستعداد في مواقع رئيسة.
ولفت "العمري" إلى أن بطاقة الحاج "نسك"، المتاحة بصيغتيها الرقمية والمادية، عززت الأمن من خلال التحقق من الهويات ومنع الوصول غير المصرح به إلى المواقع المقدسة.
وأشار إلى أن النقل الفعال هو المفتاح الرئيس لنجاح حج 1445هـ؛ حيث ساعدت خطوط مترو مكة والمشاعر المقدسة في تسهيل حركة الحجاج بآلاف الرحلات.
وأيضًا وجود أسطول من أكثر من 27 ألف حافلة و5 آلاف سيارة أجرة، بدعم من شبكة نقل عام قوية وتقنيات مثل تطبيق "تاكسي"، ونظارات الواقع الافتراضي لمراقبة حركة المرور، ضمنت سفرًا سلسًا وسهلًا ودون تعب.
وتابع: لم يكن يتم ذلك دون الاستثمار الضخم الذي قامت به المملكة في البنية التحتية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الحجاج؛ حيث تم توسيع المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة بشكل كبير لزيادة سعتهما مع توفير مرافق حديثة، بما في ذلك الخيام المكيفة وتحسينات الصرف الصحي، في منى وعرفة.
وقد كانت الهيئة العامة للموانئ مستعدّة لاستقبال حوالي 10 آلاف حاج يصلون عن طريق البحر، وأجرى قطار الحرمين السريع أكثر من 3800 رحلة لضمان نقل فعال ودون أي توقف.
واستطرد البروفيسور عوض العمري: لعبت التكنولوجيا المتقدمة دورًا محوريًّا في تحسين تجربة الحج؛ حيث قدمت التطبيقات الذكية معلومات في الوقت الحقيقي حول الملاحة والخدمات الصحية والإرشاد الديني.
وراقبت أنظمة المراقبة المتقدمة والذكاء الاصطناعي حركة الحشود، وكشفت وعالجت القضايا المحتملة بسرعة.
فيما مكّنت مبادرةُ "التذاكر بالأسورة" الحجاجَ من الوصول إلى معلومات المخيم عبر رموز الاستجابة السريعة وتلقّي تنبيهات جداول القطارات على هواتفهم الذكية؛ ما ضمن رحلة سلسة ومعلومة.
وأوضح أن جميع ما سبق لم يكن لولا ضخّ المملكة المئات من المليارات كاستثمار في مجالات مختلفة لضمان موسم حج ناجح.
وأكّد أن هذه الاستثمارات تعكس التزام المملكة الثابت بتقديم تجربة آمنة وفعالة وملهمة روحيًّا للحجاج، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030.