يعيش سكان قرى مركز "قيس"، الذي يقع في أعالي الجبال الشاهقة شرق محافظة العارضة بمنطقة جازان، في عزلة منذ سنوات طويلة بعد أن توقَّف مشروع فتح الطريق وسفلتته قبل أن يصل لقراهم، البالغ عددها أكثر من ثلاثين قرية، تضم ما يقارب نحو عشرة آلاف نسمة، بحسب ما ذكروا.
وأكد الأهالي في شكوى تلقتها "سبق" أن الأمور تزداد سوءًا عند هطول الأمطار، التي تخلف دمارًا كبيرًا وانهيارات صخرية، تُخفي الطريق بشكل نهائي عن الوجود؛ ما يدفعهم لحمل مرضاهم على الأكتاف؛ لنقلهم إلى المستشفى، أو في صناديق مركبات الدفع الرباعي، بينما الحوامل يلدن في الطريق لوعورته، وصعوبة قطعة في وقت قصير؛ إذ يستغرق ساعات طويلة.
وبيّن السكان أن الطريق الذي لم يشمله المشروع، الذي يكبدهم معاناة يومية، يمتد لنحو تسعة كيلومترات فقط تقريبًا. لافتين إلى أنه تحول لطريق سفر مرعب، تحفه المخاطر، ومشيرين إلى أنه قبل أكثر من 14 عامًا حضر أحد المقاولين، وتم نصب لوحة لمشروع الطريق، غير أن المفاجأة والصدمة كانتا بفتح وسفلتة كيلو واحد و200 متر فقط، بتكلفة تصل لـ62 مليونًا!!
وأشاروا إلى أن عدم وجود طريق شل قرى قيس بأكملها، وعطَّل وصول عدد من المشاريع إليها.. لافتين إلى أن طلاب تلك القرى يضطرون للسكن في العارضة بسبب المعاناة اليومية التي يتكبدونها، وغير ذلك من أشكال المعاناة، منها أزمة وصول صهاريج المياه لمنازلهم، بجانب تعطيل مشروع مزارع البُن.
وبيّنوا أن مَن في تلك القرى يُحتجزون وقت هطول الأمطار، وكذلك مَن خارجها، ويظلون أيامًا محتجزين، لا يستطيعون العودة. وقالو إنهم تقدموا بشكاوى عدة لـ"النقل" والجهات المعنية بالأمر، لكن دون جدوى، بالرغم من موقعها المهم، ووجود العشرات من مزارع البُن والذرة، وكل ما يحصلون عليه عبارة عن وعود بإدراجه مركزهم ضمن المشاريع، وهو ما لم يتم حتى الوقت الحالي.
وكان أمير منطقة جازان، الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، قد أصدر توجيهاته في وقت سابق بدراسة أحوال المواطنين في جبال قيس من الجوانب كافة، والتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة؛ لسرعة التحرك في إنهاء عزلتهم، وكذلك مخاطبة الوزارات المعنية لاعتماد المشاريع الخدمية والتنموية؛ إذ دشن أمير المنطقة حزمة من المشاريع التنموية والخدمية بالمحافظة قبل عامين، تُقدر قيمتها بنحو 423.541.858 ريالاً.