أظهرت نتائج مبادرة "الشرقية تُبدع" التي ينظمها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" على مدى أربعة أعوام تطورًا ملحوظًا للعديد من الأفراد والمؤسسات المشاركين بها على الصعيد التنموي.
وذلك بعد اكتشاف العديد من المواهب والقدرات وتحفيز العديد منهم لرسم خريطة طريق في عالم ريادة الأعمال، بما يصب في روافد الاقتصاد الإبداعي، الذي يُعد أحد أهداف المبادرة التي تحظى برعاية كريمة من أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود.
ومع دخول المبادرة عامها الخامس، كشفت نتائج استطلاعية للعديد من المشاركين طيلة الأربعة أعوام، سلسلة متغيرات إيجابية بعد تحوّل أفكارهم إلى مشروعات قائمة.
وتروي المختصة في الحرف اليدوية والقطع التراثية ترف الدهام، التحوّلات في فكرتها التي باتت مشروعًا قائمًا في منطقة الخبر الشمالية، قائلة: "لطالما كنت أبحث عن مظلة لتحويل فكرتي الفنّية إلى مشروع قائم".
وانطلقت "ترف" قبل خمسة أعوام، عندما وجدت ضالتها في مبادرة "الشرقية تُبدع"، فبادرت بعرض منتجاتها الفنّية، بالتعاون مع إحدى المؤسسات المشاركة.
ومنها توسّعت بتصاميمها التي تحمل طابع وهوية المنطقة الشرقية، إلى أن أعلنت مشروعها مقهى بطابع شعبي يزدان بالعديد من القطع التراثية الفنّية والتصاميم الفريدة المستلهمة من تفاصيل المنطقة.
واستمرت مشاركة "ترف" في المبادرة سنويًا إلى أن تبلورت أفكارها وأصبحت ذات تميّز عن غيرها؛ ليصب ذلك في مسار المبادرة القائم على تنشيط الأعمال وتطوير الأفكار مع الحرص على اكتشاف المواهب.
وفي الإطار ذاته تصف هاجر الشيتي وهي من ذوي الهمم (صم وبكم)، مبادرة "الشرقية تُبدع"، بأنها إحدى ممكنات العمل الإبداعي، موضحة "كنت أبحث عن وسيلة لإبراز موهبتي في الفنون وتحديدًا الرسم فوجدت الشرقية تُبدع فرصة لإيصال رسالتي، لاسيما أنني أعتني بتقديم تراث المنطقة وهويتها لذلك بادرت برسم مجسم مبنى إثراء، وعرض في العديد من المعارض، ونالت اللوحة استحسان العديد من متذوقي الفّن".
وأكدت "الشيتي"، أن المبادرة أضافت إلى مشوارها الفنّي العديد من الميزات التي ساهمت في تحديها لإعاقتها؛ لتستمر في مسيرتها ومشاركاتها المتعددة.
لم تقف طموحات "هاجر" وغيرها من مستفيدي المبادرة على حد معين، فالعديد منهم راح يبحث عن إمكانية تطوير عمله الإبداعي إلى وسيلة تنموية مستدامة.
فهناك من التحق بمسابقات تصميم هندسي، وآخرون بدورات تدريبية، عززت من مجال عملهم، وصولًا إلى مشروعات مستقلة، منها متاجر إلكترونية ومنصات تفاعلية.
أحد المستفيدين يكشف عن عمق العلاقة بين ضرورة المبادرات المجتمعية وأوجه الاقتصاد الإبداعي، قائلًا: "شاركت في مسابقة لتصميم منتج لإحدى الجهات التي فعّلت المبادرة وتمكّنت من الفوز والحصول على دورة تدريبية مكثفة في الجهة ذاتها.
وهذا مؤشر على قوة الأداء الفاعل في بث رسالة مهمة ذات شراكات تنموية، لربما تكون بداية طريق للعديد من المبدعين والمفكرين في صناعة التغيير وترك الأثر".
يذكر أن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء"، فتح باب التسجيل للمشاركة في المبادرة السنوية "الشرقية تُبدع" بنسختها الخامسة، وذلك حتى 31 يوليو 2024، وتفعيل أنشطة المبادرة على مدى 23 يومًا من 29 ربيع الآخرة - 21 جمادى الأولى 1446هـ (1 - 23 نوفمبر 2024م)، في عدد من مدن ومحافظات المنطقة الشرقية.