رفع رئيس جامعة الفيصل بالرياض الدكتور محمد بن علي آل هيازع، التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله – وشعب المملكة العظيم، بمناسبة اليوم الوطني والذكرى الرابعة والتسعين لتوحيد المملكة.
وأشار الدكتور آل هيازع إلى أن "نعمة الوحدة، التي يعيش في رحابها هذا الوطن الغالي، تنبع من شريعة إسلامية سمحة، وإرث ثقافي وحضاري وتراثي رائد، غلّب مصلحة البلاد على أي أفكار أخرى داعية إلى التشرذم والتفكك، لأن الوحدة قوة، تجعل الجميع تحت راية واحدة، وخيرات متدفقة ينعم بها الجميع، ومن ثم يصبح مصير الفرد مرتبطًا بمصائر الجماعة والجميع".
وأردف: "لذا حرص الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – وأبناؤه من بعده على غرس قيم الوحدة الوطنية، تحت راية خفاقة راسخة ثابتة، تظلل شعبًا ينعم بالعدالة والأمن والاستقرار والرفاهية، والسمعة الطيبة في أرجاء العالم".
وفي سياق متصل، أشاد الدكتور آل هيازع، بالخطاب الملكي في افتتاح الدورة التاسعة لمجلس الشورى وما تضمنه من حرص على الوطن والمواطن ورفاهيته وتشديد على الرؤية الراسخة للسياسات الداخلية والخارجية للمملكة، ورسائل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – المباشرة الموجهة للعالم، وبلغة واضحة، شدد فيها على ثبات الموقف السعودي وقيمه، المتمثلة في عدم إقامة علاقات مع إسرائيل قبل قيام الدولة الفلسطينية على أراضيها، والاعتراف العالمي بذلك.
وبيّن أن رسالة ولي العهد، تشدد على ثبات الدبلوماسية السعودية على مواقفها الداعمة للشرعية الدولية، ودعمها الكامل للأشقاء في السودان واليمن وليبيا، إلى جانب مساعيها مع دول العالم لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، وتداعياتها الاقتصادية العالمية.
وأكد الدكتور آل هيازع أن الفترة بين مناسبتي اليوم الوطني الثالث والتسعين والرابع والتسعين، شهدت نقلة لم تشهدها أي دولة في العالم، فبالأمس القريب جدًا استضافت المملكة قمة الذكاء الاصطناعي، وقبلها مؤتمرًا عالميًا للأمن السيبراني، تأكيدًا لمكانة المملكة الرائدة في مجال التقنية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني. ونظمت العديد من المؤتمرات واللقاءات وفعاليّات عالمية في الطب والاقتصاد والرياضة، والعلوم، هذا التوجه دليل على ما تخطط له المملكة، لتكون مركز الصدارة العالمي في شتى المجالات، فمن كان يدور بخلده أن تصبح المملكة في يوم من الأيام عاصمة للذكاء الاصطناعي العالمي؟ وأن تستضيف الفعاليّات القارية والعالمية كأس آسيا 27، كأس العالم 34 والإكسبو 2030، وتقاطر قادة العالم من الشرق والغرب على عاصمة القرار العالمي الأخير، دليل على الدور القيادي والمؤثر الذي تلعبه المملكة.
وشدد رئيس جامعة الفيصل على أن ما تحقق في مجالات العلوم بشكل عام، والتعليم بشكل خاص، يعد نقلة نوعية، تؤكدها جامعة الفيصل، التي تبوأت كلية الطب فيها قمة الهرم العلمي، خصوصًا في برامج الزمالة مع الجامعات الأمريكية الرائدة، إضافة إلى كلياتها النوعية المتعددة، واحتضان الجامعة لأكثر من 60 جنسية من مختلف دول العالم، مما يشدد على أن السياحة العلمية والتعليمية تسير وفق مخططات رؤية 2030 ومستهدفاتها، مدعومة بفكر راقٍ لتطوير المناهج وفق أعلى المعايير العالمية.
وقال "آل هيازع": "إن من دواعي الفخر حقًا اهتمام القيادة الحكيمة بمسيرة الابتكار والإبداع وتطوير التعليم، والتشديد على ضرورة بناء أجيال تتمتع بالتميز العلمي والمهارات العالية، وتحظى بكل الفرص لنيل تعليم رفيع، ومن ثم تكوين الشخصية الوطنية المتسلحة بالعلم ومنظومة القيم والأخلاق".
وختم "آل هيازع" حديثه بالقول إن توجه المملكة نحو تنويع مصادر الدخل ومنها الاقتصاد المعرفي، يؤكد الفكر الثاقب والرؤية الاستراتيجية لقيادة البلاد الحكيمة، الواعية بمتطلبات العصر الحديث، وما يحتاج إليه جيل الشباب في المملكة من آفاق جديدة للتعليم، ومن ثم فرص وظيفية غير مسبوقة في تنوعها وريادتها بمنطقة الشرق الأوسط والعالم، سائلاً الله أن يحفظ الوطن الغالي والقيادة الرشيدة من كل مكروه، وأن يديم عليه أمنه وأمانه ورخاءه.