أكّد الباحث في التاريخ والآثار عمر بن ناصر الأسمري، بمناسبة اليوم الوطني 92 للمملكة، أن المكتبات بمدينة الطائف نالت العناية الفائقة في عهد المؤسس الحكيم الملك عبدالعزيز؛ لتوفير أهم وسيلة للريادة العلمية للطلاب والعلماء والمثقفين في المملكة.
وأضاف "الأسمري" أن المكتبات تنوعت بحسب نوعها؛ فمنها المكتبات المدرسية والتي بلغت نحو سبعة وعشرين مدرسة تحوي مطبوعات الملك عبدالعزيز ومنها على سبيل المثال تفسير ابن كثير وتاريخ وطبقات الحنابلة وكتب التوحيد والآداب الشرعية والمعاجم والأعلام للزركلي وجزيرة العرب لحافظ وهبة، بالإضافة للأدوات والوسائل التعليمية لتكون عون لتنمية المخزون الثقافي للطلاب والمعلمين.
وقال "الأسمري": تعتبر مكتبة دار التوحيد نموذجًا مهمًا وكانت بمثابة النادي الأدبي وتعقد ندواته كل ليلة جمعة وله أعضاء ورئيس تطرح مواضيع متنوعة وأعمال مسرحية وشعرية، مما أتاح حراكًا ثقافيًا فعالًا، والنوع الآخر المكتبة العسكرية التي يصب اهتمامها بتثقيف العاملين في المجال العسكري التابع لوزارة الدفاع، والتي ارتبطت باسم النادي العسكري للضباط وعرف بأشبال المنصور.
وأشار "الأسمري" إلى النوع الآخر مكتبة مسجد عبدالله بن عباس التي تأسست ١٢٩٩هـ/١٨٧٤م على يد الوالي العثماني محمد رشيد الشرواني، ويعود أقدم مخطوط بها للنصف الأول من القرن السادس هجري ككتب وقفيه منذ تلك الحقبة التاريخية وللحفاظ عليها أصدر المؤسس رحمه الله أمرًا بإعادة ترتيبها وتنظيمها وتسجل كل الكتب والمخطوطات في سجلين على نموذج واحد أحدهما محفوظ لدى مديرية الأوقاف والآخر لدى أمين المكتبة؛ ليسهل جردها وتم ترميمها، ونقلت للمدرسة الابتدائية بالطائف، ثم أعيدت الكتب والمخطوطات لمكانها عام ١٣٥٤هـ/١٩٣٥م.
كما وجدت المكتبات التجارية ومنها على سبيل المثال مكتبة المعارف ١٣٦٧هـ/١٩٤٧م بحي فوق وسط البلد حالياً ومؤسسها الشيخ محمد سعيد حسن كمال لتوفر كل الاحتياجات من الكتب والأدوات.
واختتم "الأسمري" بأنه بمناسبة ذكرى اليوم الوطني البهيج 92 نالت الطائف قفزات كبيرة ومتطورة في مجال المكتبات المتنوعة والمتقدمة في جميع القطاعات، واستخدمت التكنولوجيا الحديثة في الفهرسة والكتب الإلكترونية وعالم التقنية الذكية على مستوى المملكة العربية السعودية وفي الطائف خاصة.
