"سلوى الهزاع": التحديات يجب أن تكون وقودًا للضغوط الإيجابية.. ووالدي قادني لطب العيون

كشفت عن ملامح مشوارها العلمي والعملي خلال صالون "أفق الثقافي" بمكتبة الملك عبدالعزيز
"سلوى الهزاع": التحديات يجب أن تكون وقودًا للضغوط الإيجابية.. ووالدي قادني لطب العيون
تم النشر في

سلطت البروفيسور سلوى الهزاع الضوء على الدور الكبير الذي يمكن أن يقوم به الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض، وكذلك فيما يتعلق باستثمار التحولات الرقمية لبيان هذا التشخيص، والقضاء على ظاهرة الانتظار الطويل للمرضى من أجل الفحص بالمستشفيات العامة.

وتحدثت عن جملة من التحديات التي واجهتها في دراستها، وفي تخصصها الطبي الخاص بجراحة العيون، مشيرة إلى أكبر تحدّ واجهها بعد ذلك، وهو استقالتها من مستشفى الملك فيصل التخصصي بعد 35 عامًا، وتوجهها للعمل الطبي الخاص، والعمل الإنساني.

جاء ذلك خلال لقاء بعنوان"سدم .. وقصص نجاح" نظمه صالون "أفق" الثقافي بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض وأدارته أفنان الخضر، وذلك ضمن البرنامج الثقافي للمكتبة للعام 2022م.

وتحدثت الدكتورة سلوى الهزاع عن بداياتها في الدراسة ولماذا اختارت الطب، وجراحة العيون بالقول: في هذه الأيام قبل ثلاثين عامًا، لما تخرجنا كان الاختيار إما أن نكون مدرسة أو طبيبة.

وأضافت: منذ صغري وأنا أريد أن أمثل بلدي، قال لي والدي: لابد أن تكسبي ثقة الناس، فدخلت الطب رغبة للوالد، أكثر من 35 سنة، فعلاً مثلت بلدي خاصة في وقت الأزمات، وكانت هناك ثقة.

وأردفت: الوالد كان صادقًا، وليس هناك أحسن من ثقة الناس، وهذا ما اكتسبته، ولو دار بي الزمن رغم كل المجالات التي أصبحت مفتوحة، لاخترت الطب.

وقالت الدكتورة سلوى: حين تخرجت في كلية الطب كنت قدمت على أمريكا وقبلت، في أرقى الجامعات. لكن الدولة لا ترسم السيدة لا تبتعث، من الضروري أن يكون هناك الأب أو الأخ أو الزوج، والشابات اليوم عندهن فرصة لم تكن موجودة لدينا، وقال لي معظم أفراد العائلة: "لا تفكري بالسفر للخارج"، كان من الممكن أن أستسلم، لكن قالوا لي: هناك الرياض فقط، في منتصف الثمانينات ولا يوجد أي برنامج يمكن الشغل فيه.لما كنت طالبة طب ما كنت أحب العيون، لكن عندما بحثت بجميع البرامج، وجدت برنامج طب وجراحة العيون، فدخلت هذا القسم، وطب وجراحة العيون هو الذي اختارني.

وأضافت: الإنسان لا يجب أن يستسلم، وأقول للشابات إن الإنسان لابد أن يلتزم بالتحديات، والآن لو تسألينني أقول لك سبحان الله لن أختار شيئًا غير طب وجراحة العيون، لقد دخلت طب وجراحة العيون وهذا من أحسن الخيارات التي حدثت.

وأردفت: الوالد كان أمامه تحد هو نفسه، كان مصرًا على الابتعاث، واختير للابتعاث لأمريكا، ورفضت العائلة أولاً، وقيل له كيف تدرس بأمريكا؟ هل تعرف القراءة والكتابة جيدًا، لكنه كان مصرًا للسفر للخارج.

وتابعت: كنا خمس بنات، الوالد أخذها تحديًا وقفزة وأصر أن البنات يكونوا معه، والوالدة والدها من كبار القضاة في بريدة، وكان رافضًا، لكن رحنا كلنا إلى أمريكا، وقرر الوالد أن يكمل الدكتوراه، ثم كبرنا أنا وإخوتي، فقرر الرجوع إلى الرياض.

واستطردت بالقول: دائمًا الإنسان عندما يغلق بابًا أمامه، لابد أن يأخذه نوعًا من التحدي الإيجابي، وقد ربى الوالد فينا الوطنية، وزرع فينا موضوع تمثيل الوطن.

وقالت الدكتورة سلوى الهزاع: التحديات كثيرة أكتب فيها مجلدات، أسمّي التحديات ضغوطًا إيجابية وضغوطًا سلبية، وأنا أدرس طالباتي أن يواجهن الضغوط الإيجابية، أكبر تحدٍ مر علي عندما قررت أن أستقيل من مستشفى الملك فيصل التخصصي، وهو أكبر مستشفى في الشرق الأوسط، ومن أكبر منصب: رئيس واستشاري قسم جراحة العيون.

وأضافت: نعرف أن هناك مراحل كي يدخل المريض إلى المستشفى التخصصي، أريد أن يكون عندي القابلية لكي أفيد المريض. قدمت استقالتي في العام 2018، وبعدها عملت الماجستير في كاليفورنيا في مجال الذكاء الاصطناعي، في تخصص آخر. فهو شيء لابد أن أتعرف عليه، ولم يكن أحد يعرفه، لكن كوفيد 19 هو الذي فتح مجال التعرف على الذكاء الاصطناعي، وأخذت أفكر، لم لا أستخدم الذكاء الاصطناعي للمريض الذي لا يأتي للمستشفى.

وأردفت: ركزنا على (السكري)، وكان ودي أن أصل لكل مريض في المناطق النائية الذي لا يستطيع أن يصل إلى المستشفى التخصي.

وتابعت: تركي منظومة مستشفى الملك فيصل بعد 35 عامًا، وهي بيتي الثاني وعائلتي الكبيرة كان من أكبر التحديات، لكن هذا لا يأتي مثل تحدي الوالد الذي ذهب إلى أمريكا في أواخر ستينيات القرن العشرين، ويأخذ معه زوجة 18 سنة وخمس بنات، وهو أكبر تحدٍ.

واختتمت د. سلوى الهزاع حديثها حول مرض السكري بالقول: في المملكة هناك 76% لا يتم فحصهم، ومرض (السكري) أكبر مرض يتسارع بالنمو ويؤثر على الاقتصاد والحياة.

وأضافت: الحل في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، بدلاً من أن ينتظر المريض 10 أشهر وطوابير، يمكن أن يتم التصوير والمريض وهو في غرفة الفحص خلال دقيقة يأتيه التشخيص الدقيق. بكاميرا وفني . ويبين كل شيء يتعلق بمرض( السكري) وهل يؤثر على الرؤية على المدى الطويل أو القصير عبر الفاحص الذكي

.وفي نهاية اللقاء، أجابت الدكتورة عن عدد من الأسئلة الطبية من جانب الحضور والمتابعين، وقدمت الشكر والتقدير لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة وما تقوم به من تفاعل ثقافي ومعرفي ونشاط متميز في إيصال المعرفة للمجتمع.

لجدير بالذكر أن البروفيسور سلوى عبدالله فهد الهزاع هي المؤسس والرئيس التنفيذي لـ(سدم) (SDM) وكبير استشاريي طب وجراحة العيون، والعضو السابق بمجلس الشورى.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org