"الطريق إلى شقراء".. كتاب يرصد تاريخها وأهم معالمها وعلمائها

ألفه "الحسيني" في 368 صفحة كحالة توثيقية وقدم له "الظاهري"
"الطريق إلى شقراء".. كتاب يرصد تاريخها وأهم معالمها وعلمائها
تم النشر في
فلاح الجوفان- سبق- شقراء: أُصدر الإعلامي محمد عبدالله الحسيني كتاباً كحالة توثيقية لمدينة شقراء ورجالاتها الأوفياء الذين كان لهم مسيرة طويلة من العطاء الفكري والثقافي، إذ تعد مدينة شقراء من المدن التي تحمل تاريخاً عميقاً، حيث خرج من بيوتها رجال كان لهم دور بارز في خدمة الوطن والعلم والإسلام.
 
وفي التفاصيل، جمع المؤلف في كتابه - الذي وقع في 368 صفحة من الحجم المتوسط - أهم المعلومات عن هذه المدينة ورجالاتها الكبار.
 
وبدأ الحسيني كتابه بوصف أبرز الأماكن الواقعة على طريق شقراء، وأبرز المعالم التي تحضر يميناً وشمالاً للعابرين منها طمعاً في الوصول إلى مدينة شقراء بالإضافة إلى صور موثقة وحديثة ابتداءً بما يسمى شعبياً بطلعة القدّية وانتهاءً بميدان ابن باز في المدخل الغربي للمدينة بالإضافة إلى الإشارة للمدن المجاورة وتاريخها.
 
أما عن الحركة التعليمية في شقراء فقد وثق المؤلف مشوار التعليم في مدينة شقراء والتضحيات التي بذلها أهل البلدة فجعلوا من مدينتهم مكاناً للتطور دافعاً بذلك أبناءهم نحو التطور وركاب التقدم، حيث يذكر إبراهيم الهدلق في مقولته المطولة والتي قام بعرضها المؤلف: "بدأ التعليم في شقراء عبر كتاتيب للبنين كان يتولى التدريس فيها معلمو كتاتيب للبنين هم الشيخ عبدالعزيز بن حنطي في وسط البلد، والشيخ إبراهيم بن شيحة في جنوبها، وللبنات المعلمة سارة بنت إدريس بن سليمان والمعلمة هيلة بنت عبدالله البواردي رحمة الله على الجميع. أما حلقات التدريس في الجامع فكان يقوم بالتدريس فيها الشيخ ناصر بن سعود بن عيسى رحمه الله تعالى، وكان يدرس عليه في الحلقة عدد من طلبة العلم المتمكنين يربو عددهم على خمسة وعشرين طالباً"..
 
وفي مراحل التعليم في منطقة شقراء أوضح المؤلف أن عبدالرحمن بن عبدالله آل عبد الكريم ذكر أنه ما بين عامي 1350هـ و1360هـ كان عدد الكتاتيب في شقراء لتعليم البنين أربعة أولها كُتاب عبدالعزيز بن حنطي في وسط البلد، وكتاب إبراهيم بن شيحة في الحي الجنوبي وكتّاب محمد السليمي غرباً في مدخل باب العقدة، وكتّاب حمد بن عباس شمالاً في باب العطيفة.. تعلم هذه الكتاتيب القراءة والكتابة على ألواح من الخشب تُطلى بمادة جيرية تسمى الصالوخ يكرر لطخها بنفس المادة أثناء إعادة الكتابة".
وأشار المؤلف لتاريخ شقراء التجاري وما ذكرته بعض المراجع القديمة للمؤرخين كالمؤرخ ابن بشر في كتابه "عنوان المجد في تاريخ نجد"، كذلك سوق حليوة الذي لم تعد تدب فيه الحياة.
 
وتحدث في أحد فصول الكتاب عن أبرز الأعلام لمدينة شقراء والمدن المجاورة لها كالشيخ إبراهيم بن محمد بن سدحان رحمه الله والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد الحصين والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبا بطين، والشيخ عبدالله بن محمد البواردي، والشيخ محمد بن جاسر الجاسر الذي كان له مواقف حاسمة أثناء محاصرة شقراء عام 1320هـ وهو أحد الرجال الذين وثق فيهم المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، وآخرين من الرجال الذين كان لهم دور بارز في مدينة شقراء سواءً على المستوى العلمي أو التجاري أو السياسي.
 
و قدم للكتاب العالم أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري الذي كان هو أيضاً أحد الشخصيات التي نشأت وكبرت وتعلمت في هذه المدينة رغم انقطاعه عنها لفترات طويلة بعد ذلك، حيث يذكر الظاهري في مقدمة الكتاب قوله "لقد غلبني محمد بن عبدالله الحسيني في حبه لمسقط رأسي -شقراء- ذات الصوت الجهوري في تاريخنا المحلي؛ فكان محباً لها متردداً عليها في المناسبات وغيرها"، أما عن تسمية مدينة شقراء بهذا الاسم فيشير الظاهري بأن لهذه اللفظة معاني كثيرة فهي بحسب موضعها إلى أن لفظة شقراء بالتكبير تتحقق فيها كل المعاني التي تحتويها هذه اللفظة....".
 
وعرض الظاهري لنشأة مدينة شقراء حيث بين أن نشأتها تعود إلى أقدم العصور وإن لم ترد في ذلك نصوص ظاهرة حيث إنها كانت قرية لعدي حلفا بني تميم، كما أننا لا يمكن أن نتجاهل - على حد تعبير من قدم للكتاب - الشعر الفصيح في شقراء وإن كان قليلاً كقصيدة زياد بن منقذ كذلك الشعر العامي والذي يتسم بالكثرة، كما أن أقدم نص عرفناه شعرياً ذكر فيه مدينة شقراء هو النص الشهير للملقب "بالمرّار" وهو زياد بن منقذ التميمي المتوفى عام 100هـ وهو ممن هاجى الشاعر جرير في وقتٍ من الأوقات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org