يحتفل مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة غدًا الخميس باليوم العالمي للتوعية باضطرابات النوم، وذلك من خلال إقامة المعرض التوعوي الذي يشتمل على جوانب صحية وتوعوية عدة؛ إذ يحتفل العالم في الجمعة الثالثة من شهر مارس كل عام بهذا اليوم، الذي يوافق هذا العام السابع عشر من مارس 2023، تحت شعار "النوم ضروري للصحة".
وأوضح مدير مركز طب وبحوث النوم، البروفيسور سراج عمر ولي، أن احتفال المركز بيوم النوم العالمي يهدف إلى توعية أفراد المجتمع بفوائد النوم الصحي، وأثره الإيجابي على الإنسان من الناحية النفسية والبدنية، وإنتاجيته، ونجاحه.
وقال إن حصول الفرد على ساعات كافية من النوم الصحي يساعد على الوقاية من الإصابة بالأمراض المختلفة، إضافة إلى أنه يساعد على تعزيز المناعة والقدرات العقلية والذاكرة، بينما تؤثر قلة النوم بشكل كبير على صحة الجسم بشكل عام. وهناك بعض الأعراض التي قد يلمسها الفرد بسبب الحرمان من النوم، منها الرغبة الشديدة في استهلاك الكافيين، زيادة الشهية، تقلبات المزاج، الشعور بعدم الارتياح عند الاستيقاظ، النسيان أو تشتت الانتباه والشعور بالنعاس أثناء النهار.
من جانبه، قال استشاري أمراض الصدرية واضطرابات النوم، الدكتور أيمن بدر كريم، إن بعض الأفراد يعانون تململ الساقين عند الخلود للنوم، ويؤدي إلى الشعور بعدم ارتياح في الساقين، والتسبب في اضطراب النوم. وتتضمن أعراض المرض شعورًا مزعجًا في كلتا الساقين معًا (وليس القدمين)، ويزيد في المساء عند استقرار الساقين قبل النوم، ويخف بتحريك الساقين بشكل مستمر. ويحتاج المريض لمراجعة طبيب اضطرابات النوم للتشخيص، ووصف العلاج المناسب.
من جانبها، حذَّرت استشارية طب الأطفال العام والأمراض الصدرية للأطفال وأمراض النوم للأطفال والبالغين، الدكتورة رنيا الشمراني، من سهر الأطفال والمراهقين؛ إذ يزيد السهر من فرص "قِصَر القامة" عند الأطفال بسبب نقص هرمون النمو.
وقالت إن هرمون النمو يساهم في بناء عضلات وأنسجة الجسم، ويعتمد على نمو الجسم بشكل عام، ويتم إفرازه من خلال الغدة النخامية في الدم. ويعتمد هرمون النمو على تعزيز مرحلة النمو لدى الأطفال والمراهقين قبل سن السادسة عشرة، ويحافظ على التمثيل الغذائي، ويعمل على تنظيم نسبة السكر بالدم. فالغدة النخامية تعمل على إفراز هرمون النمو لتحفيز الجسم، وزيادة مراحل النمو لدى الأطفال. وهناك العديد من العوامل التي تزيد من مستوى هرمون النمو في الجسم، كالنوم المنتظم، والرياضة اليومية، وتناول الأطعمة الصحية الغنية بالعناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم. أما السهر فيعيق ذلك، ولكن من حكمة الله أن يعود هرمون النمو للعمل بشكل طبيعي عند الأطفال واليافعين في حال تجنُّب السهر.
وبدوره، أكد استشاري طب النوم، الدكتور وائل عبدالله العمودي، أن النوم يعتبر ركنًا أساسيًّا من هرم الصحة الذي يرتكز أيضًا على الرياضة اليومية، والاهتمام بالحمية والغذاء والوزن الصحي، والصحة النفسية.. إذ يقول الله -عز وجل- في سورة الفرقان {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا}.
ونصح بالنوم المبكر والاستيقاظ المبكر (مثلاً النوم بعد صلاة العشاء بقليل، والاستيقاظ حول وقت الفجر). وبمعنى آخر، تجنب السهر، وهذا سيساعد على الحفاظ على اتزان الساعة البيولوجية الداخلية، والاستفادة القصوى من ساعات النوم؛ فالنوم الصحي يرتكز بشكل أساسي على جودة النوم والكم (عدد الساعات)، وأخيرًا توافُق الساعة الداخلية مع الساعة الكونية.
وعلى صعيد ذي صلة، قالت الباحثة في طب النوم، الدكتورة غادة بتاوي، إن النوم يعتبر من النعم التي أنعم الله بها على الإنسان في هذه الحياة؛ فمن خلاله يشحن الإنسان طاقته، ويسترد الجسد قوته ونشاطه، ويرتب العقل أفكاره.. ولعلها تعتبر من المسلَّمات للبعض، وغاية، ومطلبًا لأولئك الذين يفتقدونه؛ إذ إن النوم عبارة عن حالة نشطة غير ساكنة مطلقًا، ويقوم الجسد بالتنقل بين مراحلها مع استرخاء للعضلات وما يصاحب ذلك من تغييرات في العلامات الحيوية، ونشاط الموجات الدماغية، ويقل فيها التأثر بالمحفزات الخارجية؛ وذلك لضبط الوظائف، واستعادة حيويتها للعمل بكفاءة أثناء فترة الاستيقاظ.
وأكدت أن النوم ضروري لضمان حسن سير الجهاز العصبي. ويمكن أن يؤدي النوم غير الكافي إلى العديد من المشكلات، مثل النعاس، وضعف التركيز، ومشاكل الذاكرة، وتدهور الأداء البدني.. كما يمكن أن تُسبِّب قلة النوم لفترات طويلة الهلوسة وتغيرات المزاج. وأبلغ بعض الخبراء أن الخلايا العصبية (خلايا الجهاز العصبي) تستنفد طاقتها، وأن النوم يسمح لها بإصلاح نفسها.