حذرت ورقة عمل، ألقيت ضمن فعاليات المنتدى الدولي السادس للتعليم (تعليم 2018) الذي يختتم فعاليته اليوم برعاية إعلامية من " سبق " ، من أن التوتر قد يؤثر على سعادة الأطفال، حتى في مرحلة الرضاعة.
في الوقت نفسه، طرحت ورقة عمل أخرى في المنتدى، تصورا مقترحا للإدماج الثقافي بين الأطفال العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة في كتابة قصص الأطفال.
وقالت الدكتورة "سارا بادينس اينوس"، الأكاديمية في قسم علم النفس بجامعة دنفر بالولايات المتحدة الأمريكية، في ورقة عمل بعنوان "مظاهر التوتر في الطفولة المبكرة.. الأعراض والنتائج"، إن الرضع والأطفال الصغار أحيانا يعبرون عن شعورهم بالتوتر الزائد في سلوكهم العام.
وأضافت: "على سبيل المثال، تجد ذلك مع سلوكيات قلقة أو اكتئابية تشمل الحزن الشديد الناتج عن الانفصال، أو اختيار الصمت والانسحاب"، و"قد يُظهر الأطفال الصغار أيضا سلوكيات خارجية تشمل السلوك العدواني أو مقاطعة سلوك الآخرين، أوعدم التقيد بالقواعد، وفي حالات أخرى، يصعب تقييم مرحلة الطفولة المبكرة دون النظر أيضا إلى التوتر غير الظاهر ( المخفي) والموجود في النظام الفسيولوجي للطفل.
وتابعت اينوس، قد تلعب السياقات الأسرية والثقافية دوراً في بناء طرق معينة يتعرض الطفل من خلالها للتوتر، أو يكون لديه القدرة للتعبير عن التوتر".
وفي ورقة عمل أخرى، طرحها الدكتور علي الجعفر، من جامعة الكويت، قال إنه بالإمكان الدمج الثقافي بين الأطفال العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة في كتابة قصص الأطفال، ورأى أن هناك تباينا في آراء الباحثين لمدى فاعلية إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال العاديين، لا سيما في الفصول الدراسية.
وأثارت هذه الملاحظة الباحث، وجعلته ينظر إلى مفهوم الإدماج من زاوية أخرى، قلما التفت إليها الباحثون في مجال دراسات التربية الخاصة، وهي نظرة أدب الأطفال العربي المعاصر لذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام، ومدى إسهامه في تحقيق مفهوم الإدماج الثقافي بين الأطفال العاديين وغيرهم بشكل خاص.
وتقترح الورقة شكلا كتابيا بحيث يكون تمثيلاً لمفهوم الإدماج الثقافي؛ ذلك الإدماج الذي يجمع الطفل العادي مع أطفال من ذوي الحاجات الخاصة، ممن يعتمد على الإشارة أو الرموز أو المكفوفين على صفحة واحدة، بحيث يقرأ كل ذي لغة لغته الخاصة، ليتحقق بينهم الإدماج الثقافي.
ونبه الجعفر إلى الاعتماد على أسلوب البحث المطور لحل المشكلات Research & Development، وهو نمط بحثي ذو طبيعة خاصة يقوم الباحث فيه بتعيين الهدف، ومتابعة خطوات البحث لتسجيل ما يعترض مساره من عقبات أو مشكلات، وما ينشأ خلال هذا المسار من اقتراحات أو حلول لتجاوزها، بحيث يتم ذلك في سيرورة متزامنة تفضي في نهاية المطاف إلى تحقيق الأهداف المرسومة .
من جهة أخرى توصلت ورش عمل، أقيمت على هامش فعاليات المنتدى الدولي السادس للتعليم (تعليم 2018) المقام حالياً في الرياض، إلى حقائق مهمة تخص مجتمع الأطفال، معتبرة الأطفال هدف رئيسي دون سواهم، لشركات التقنية العالمية، التي تسعى لتسويق منتجاتها وبرامجها في مجتمع الصغار.
وقالت إن هذه الشركات تدرك أن هؤلاء الأطفال هم المستهلك رقم واحد خلال مراحل أعمارهم المختلفة، لذلك عملت على إفشال جميع المحاولات التي يبذلها الآباء للسيطرة على أبنائهم، وإبعادهم من دائرة الاستهداف .
وقالت "سوزان لن" عالمة النفس والمؤلفة والمناصرة لقضايا الطفولة في ورقة العمل الأولى، التي تقدمت بها، وحملت عنوان "رعاية أطفال مبدعين ومنافسين في بيئة رقمية وتجارية"، إن الشركات الرقمية متعددة الجنسيات، تسعى جاهدة للاستحواذ على نصيبها من الأطفال، مشيرة إلى أن "ما كان في يوم من الأيام حكرا على حفنة من الشركات، أصبح اليوم مشروعا عملاقاً له أهدافه وأدواته التجارية والتسويقية والترويجية".
وتابعت لن، "أدى الانتشار الواسع للتقنيات الرقمية إلى جانب عدم كفاية اللوائح التنظيمية، إلى السماح للمسوقين بالوصول المباشر غير المسبوق إلى الأطفال الصغار، وفي حين يحاول الآباء وضع حدود لأبنائهم في المنزل، يقوم مدراء التسويق بالعمل بشكل مستمر بتقويض جهودهم من خلال ما يبثونه من رسائل تجارية، لا يستطيع الأطفال مقاومتها".