شيع أهالي محافظة القريات، اليوم الاثنين، كاتبهم الكبير وأبرز الإعلاميين بشمال المملكة، مدير مكتب صحيفة الجزيرة بالقريات سليم بن صالح الحريّص، الذي وافته المنية بعد معاناة طويلة مع المرض؛ بسبب حادث مروري تعرض له قبل سنوات.
وألقى أهالي المحافظة وجموع غفيرة من المصلين ومحبي "أبو صالح" رحمه الله، من خارج المحافظة وداخلها، النظرة الأخيرة عليه اليوم، بعد صلاة الظهر؛ حيث ووري جثمانه الثرى بمقبرة القريات.
وكانت "القريات" خاصة وإعلام منطقة الجوف وشمال المملكة عامة، قد افتقدوا قبل سنوات لكتابات "الحريّص" الجريئة والهادفة بعد أن منعته حالته الصحية من الكتابة؛ بسبب حادث مروري تعرّض له قبل سنوات على طريق "القريات- طريف"، أثناء عودته من قريته ومسقط رأسه "كاف"، ومنعه من ممارسة عشقه الصحافي الذي تعوّد عليه ويتنفسه.
ويعتبر أهالي محافظة القريات "الحريّص" صوت القريات الإعلامي وقلمها الأبرز والابن البار لها، الذي سخّر قلمه وفكره ووقته لخدمة مدينتهم عبر الإعلام والصحافة المقروءة من خلال عشرات المقالات والتقارير والتحقيقات الصحفية التي أبرز بها القريات وطالب لها بالخدمات التي تحتاجها والتي تحقق لهم منها العديد ونقله لهموم المواطن.
وترك "سليم بن صالح الحريّص" -رحمه الله- خلفه، تاريخًا حافلاً بالعطاء والإنجازات الإعلامية والاجتماعية والثقافية، فهو مدير مكتب صحيفة الجزيرة بالقريات التي تدرّج بها مراسلاً فمديرًا لمكتبها وكاتبًا بها.
كما كان مؤسس مجلة القريات التي تصدرها غرفة القريات التجارية، وأول رئيس تحرير لها، من خلال إصدار عددها الأول في نهاية الثمانينيات.
ويعد "الحريّص" أول أمين عام للغرفة التجارية بالقريات، وأول رئيس تحرير لمجلة تصدر بالمحافظة، وتحمل اسم "المسيرة"، نسبةً لنادي المسيرة الرياضي والثقافي "القريات حاليًا"، في العام "1399- 1404هـ".
بالإضافة لتأسيسه أول مكتب لصحيفة محلية بالقريات معروفة وهي جريدة "الجزيرة".
وكذلك يعد -رحمه الله- أحد أعمدة الإعلام بالقريات وشمال المملكة وأقدمها ممارسة، وسُجّل له العديد من التحقيقات الصحفية والتقارير واللقاءات المميزة.
ويحتفظ الفقيد -رحمه الله- بأرشيف كبير ومميز من اللقاءات الصحفية مع شخصيات سياسية وثقافية واجتماعية، أجراها مع رؤساء ووزراء وأمراء عرب وسعوديين، كان أولها عمل صحفي أجراه في بداياته الصحفية عبارة عن لقاء وحوار مع أمير منطقة القريات سابقًا "سلطان بن عبدالعزيز السديري" رحمه الله.
وقال عنه متحدث سفارة المملكة بالأردن: إنه أسهم في تنمية العلاقات بين السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية قبل عشرات السنين، بالإضافة للعديد من الأعمال الخيرية والإنسانية والاجتماعية والثقافية والخبرات التي يطول الحديث عنها.
صحيفة "سبق" تقدم تعازيها الخالصة لذوي الفقيد خاصة، وأهالي القريات عامة والإعلام، بوفاة الإعلامي الكبير "أبو صالح"، سائلين الله عز وجل، أن يغفر له ويتقبله في جناته إنه على ذلك قدير.