زار الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة عسير، اليوم الأربعاء محافظة الحرجة للوقوف على المشروعات المنفذة والجاري تنفيذها، والالتقاء بالمواطنين للاستماع عن قرب إلى تطلعاتهم، وما يطمحون إلى توفيره من الخدمات كافة، إلى جانب التعرف على احتياجاتهم ومتطلباتهم تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة - أيدها الله - التي تولي خدمة المواطن أولوية وأهمية قصوى.
وتفصيلاً، عقد الأمير تركي اجتماعًا بمحافظ الحرجة سعد بن فايز آل حيزا، ومديري الإدارات الحكومية ورؤساء المراكز؛ لمناقشة احتياجات المحافظة ومطالبها المتمثلة في افتتاح مكتبة عامة، وتفعيل اللجان الثقافية، وإنشاء بيت للطالب، ومركز لاختبار القدرات، يشمل البنين والبنات، إلى جانب المطالبة بعدد من الخدمات الصحية التي تسهم في تقديم الخدمات الصحية الشاملة للمستفيدين، منها تعزيز المستشفى بالكوادر البشرية والتجهيزات الطبية اللازمة، وافتتاح بنك للدم، وقسم لغسيل الكلى، ومبنى للتدريب، ومستودعات للتموين الطبي.
وناقش نائب أمير عسير خلال زيارته جملة من المشروعات البلدية المنفذة والجاري تنفيذها، والخطط المستقبلية لسير أعمال البلدية في المحافظة، ورفع تصنيفها إلى فئة "ج"، ورفع مكتب الخدمات البلدية بمركز الفيض إلى بلدية مستقلة، إضافة إلى دعم القطاعات الأمنية والخدمية في المحافظة.
واستمع الأمير تركي بن طلال إلى عدد من الشكاوى المقدمة من المواطنين، وأبرز مقترحاتهم التي من شأنها دفع عجلة التنمية في المحافظة وتطويرها.
ودشن معرض البلدية المصاحب، واستمع إلى شرح مفصل عن أبرز مقتنياته، ثم تجول سموه في مركز المراقبة والتحكم، كما شاهد عرضًا مرئيًّا عن أبرز المشروعات الخدمية التي نفذتها بلدية الحرجة خلال الأعوام الماضية، وشملت مباني رئيسية، ومستودعات، ومراكز للخدمات المساندة، وساحات، وملاعب، وحدائق.
بعد ذلك عقد نائب أمير عسير اجتماعًا بأعضاء المجلس المحلي والمجلس البلدي، ناقش خلاله عددًا من الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، مؤكدًا أهمية إيجاد الحلول العاجلة للمشروعات المتعثرة، وتوفير الخدمات اللازمة لرفاهية المواطن وراحته. فيما التقى سموه الشباب ورواد الأعمال في المحافظة، واستمع إلى شرح عن البرامج والمبادرات المجتمعية والثقافية التي يطمح الشباب لتنفيذها في المحافظة، ويأتي في مقدمتها منحهم عضوية مجلس شباب عسير، وتوفير البنى التحتية اللازمة لاحتياجاتهم من الملاعب والأندية، وإشراكهم في الفعاليات والمسابقات على مستوى المنطقة، وتفعيل دور الفرق التطوعية في المشاركات المحلية، وإنشاء حاضنة أعمال لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة بما يتوافق مع رؤية السعودية 2030. وأشاد سموه بما طرحه الحضور من مقترحات وبرامج بناءة، تهدف إلى النهوض بالمحافظة وتطويرها.
والتقى الأمير تركي على هامش الزيارة عددًا من ذوي أسر الشهداء من أبناء المحافظة، واستمع إلى مطالبهم واحتياجاتهم، مؤكدًا خلال ذلك حرص القيادة الرشيدة -أيدها الله - على رعاية أسر الشهداء، والعناية بهم، وتوفير جميع متطلباتهم نظير تضحياتهم بأبنائهم وآبائهم للدفاع عن حياض الوطن.
ومن ناحيتهم، عبَّر ذوو الشهداء في كلمة ألقاها نيابة عنهم المواطن سعيد بن هادي القحطاني عن شكرهم وتقديرهم لنائب أمير منطقة عسير على حرصه الدائم، ومتابعته المستمرة لقضاء احتياجات ذوي أسر الشهداء، والوقوف إلى صفهم في كل المحن والأزمات.
ورفع القحطاني الشكر والتقدير باسم ذوي الشهداء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - على ما يوليانه من رعاية واهتمام لشرائح المجتمع كافة، وعنايتهم بذوي الشهداء على وجه الخصوص، سائلاً الله تعالى أن يسدد رمي جنودنا المرابطين على الحدود، وينصرهم نصرًا مؤزرًا، وأن يحفظ لهذا الوطن قيادته وأمنه.
تلا ذلك لقاء المشايخ وجمع من الأهالي في ضيافة البلدية بالمحافظة.
وفي سياق متصل، افتتح الأمير تركي بن طلال قسم الأشعة المقطعية بمستشفى الحرجة العام، وذلك ضمن برنامج زيارته.
واطلع الأمير تركي على عرض مرئي لأقسام وأجنحة المستشفى، وطاقته الاستيعابية، وخططه التشغيلية، قدمه مدير القطاع الصحي مدير مستشفى الحرجة العام عايض بن صالح آل عدال، مؤكدًا حرص إدارة المستشفى على إشراك أفراد المجتمع في برامجه الصحية والمجتمعية التي تستهدف شرائح المجتمع كافة.
كما تجول بأروقة وأقسام المستشفى، واطلع على سير العمل في العيادات الخارجية، ثم زار المرضى المنومين في الأقسام، واطمأن سموه على الخدمات المقدمة لهم، قبل أن يقص الشريط إيذانًا ببدء تقديم خدمات الأشعة المقطعية للمرضى.
ونوه نائب أمير عسير خلال الجولة بالجهود الصحية والخدمات التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -، حاثًّا جميع العاملين على العمل بروح الفريق الواحد للوصول إلى الهدف المنشود، وتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة لبناء مستقبل واعد.
من جهة أخرى، تفقد الأمير تركي خلال زيارته القرية التراثية بمحافظة الحرجة، وذلك خلال زيارته، وشاهد فيلمًا مرئيًّا عن القرية وأركانها التي أُنشئت لتحكي طبيعة المكان وتضاريس المحافظة، وتجمع المنتجات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة؛ وذلك للمحافظة على التراث، والحصول على تبادل ثقافي بين المدينة والقرية، وجعلها متنفسًا طبيعيًّا للأهالي؛ إذ تعد ذات جذب استثماري مميز.
وتقع القرية التراثية على مساحة إجمالية تبلغ 10 آلاف متر مربع، وتتسع لأكثر من 300 زائر، وتحتوي على سوق شعبي وتراثي، خُصص جزء منه للأسر المنتجة والمعارض الفنية والمتاحف التراثية. وتضم القرية مدرجًا للحضور وكبار الزوار أمام ساحة الاحتفالات.. وتم تجهيزها بمائة موقف للسيارات.
بعد ذلك أُلقيت قصيدة شعرية، ثم قُدمت لوحة فنية بلون القزوعي، قدمها عدد من أبناء المحافظة احتفاء بزيارة سمو نائب أمير منطقة عسير. وفي نهاية الحفل تسلم الأمير تركي بن طلال هدية تذكارية من الفنان التشكيلي أسامة القحطاني بهذه المناسبة.
عقب ذلك شرف نائب أمير منطقة عسير الاحتفال الذي أقامه شيخ شمل قبائل قحطان ووادعة فهد بن عبدالله بن دليم، وشيخ شمل قبائل سنحان سعيد بن ناصر آل راسي، احتفاء بزيارة سموه لمحافظة الحرجة. واستمع سموه خلال الاحتفال إلى عدد من الكلمات الترحيبية والقصائد الشعرية، كما شاهد سموه عددًا من الألوان الشعبية كالزامل والقزوعي، قدمها أبناء المحافظة. فيما تسلم سموه عددًا من الهدايا التذكارية بهذه المناسبة.