رعت الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبد العزيز رئيسة برنامج الأمان الأسري الوطني "ملتقى وقاية الأطفال من الاستغلال في مواقع التواصل الاجتماعي" بالتزامن مع اليوم العالمي لخطوط مساندة الطفل.
وحضر افتتاح الملتقى الدكتور بندر بن عبد المحسن القناوي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني. وذلك اليوم الأربعاء في مركز المؤتمرات بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بمدينة الرياض.
وانطلقت فعاليات الافتتاح بكلمة المدير التنفيذي الدكتور ماجد بن عبد العزيز العيسى لبرنامج الأمان الأسري ورئيس اللجنة المنظمة للملتقى قال فيها: الإنترنت وتطبيقاته دخل في حياتنا قبل عشرين عاماً، واقتصر استخدامها حينها على كونها وسيلة لنشر المعلومة والخبر، والتواصل سواء المهني أو بين المعارف.
وأضاف: تطور الأمر بعد ذلك، فانتشرت قبل عقد من الزمن الهواتف الذكية وتعددت مواقع التواصل الاجتماعي و انتشر استخدامها. حيث تشير البيانات إلى أن المملكة العربية السعودية من أكثر دول العالم استخداماً للإنترنت بصورة عامة ومواقع التواصل الاجتماعي بصورة خاصة. وفي أثناء ذلك تحول استخدام الإنترنت إلى وسيلة للتعبير والترفيه والتسوق والإعلان، وأصبح الكثير من الكبار ناهيكم عن الصغار يقضون جل اليوم مبحرين في العالم الافتراضي وبعيداً عن الواقع.
وتابع "العيسى": هناك جيل من الشباب واليافعين يعيش هذه الطفرة الإلكترونية بكل ما تحمله من ميزات وسلبيات. وقد بدأ الآباء والأمهات، والمربون والمسؤولون يلمسون عواقب الاستخدام غير الآمن للإنترنت. حيث بدا ظاهراً للعيان استخدام الإنترنت وتحديداً مواقع التواصل الاجتماعي في استغلال الأطفال واليافعين، بل وحتى استدراجهم سواء للانتماء للفكر المتطرف أو الجماعات المنحرفة، أو استغلالهم جنسياً، أو بغرض التكسب التجاري. ولم يحظ استغلال الأطفال بقصد الكسب المادي بنصيبه من المناقشة لكونه مشكلة حديثة الظهور.
ثم ألقت راعية الحفل الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز كلمة قالت فيها: أتت هذه الحملة طبقاً للإحصائيات الصادرة من مركز التواصل الحكومي بوزارة الثقافة والإعلام ذكرت بأن السعودية تحتل المركز السابع ضمن أكثر الدول باستخدام منصات التواصل الاجتماعي إذ يستخدم أكثر من 75% من سكان المملكة هذه المنصات، وعليه فقد اتخذت الجهات المعنيّة عدداً من الآليات التي تحد من استغلال الأطفال في هذه المواقع.
وأضافت: مواكبة برنامج الأمان الأسري الوطني للجهود المؤسسية المجتمعية واستمراراً لتحقيق رسالته التنويرية تجاه حماية الأطفال من خلال هذه الحملة التوعوية للتعريف بالمخاطر التي يتعرض لها الطفل الذي أقحم في شبكة الإنترنت للتكسب والربح المادي بدون اهتمام بالآثار النفسية السلبية لمروره بهذه التجربة الكبيرة على استيعابه الذهني و تطوره العاطفي. فالنجومية المبكرة تضعه تحت الضغط النفسي وتؤدي إلى حرمانه من التمتع بمراحله العمرية وبراءة الطفولة كونه غير مهيأ للتعامل مع تبعات الشهرة و غير واع لتداعيات الأضواء حسب المادة الأولى من نظام حماية الطفل الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/ 14 وتاريخ 3-2-1436هـ، كما أن تعريف الإيذاء بأنه كل شكل من أشكال الإساءة للطفل أو استغلاله أو التهديد، ما يعني أن الإساءة يمكن أن تكون مادية أو معنوية أو نفسية و بذلك فإن من أشكال الإساءة للطفل، إقحامه في عالم الشهرة أو التكسب المادي سواء كان من الوالدين أو الأقارب أو غيرهم.
وإن تصوير الأطفال ونشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها السناب شات والانستقرام وغيرها بهدف التكسب المادي أو الشهرة يعتبر مخالفاً للنظام، كما أن تشجيع الطفل من قبل الأب أو الأم لتصوير نفسه وممارسة التصوير والنشر في مقاطع لا تتناسب مع عمره تعتبر تقصيراً في حمايته، وهذا ما جعلنا نكثف من فعاليات الحملة في محتواها وتنظيمها في مناطق الرياض وجدة والدمام، مؤملين أن تحقق الحملة أهدافها للارتقاء بالوعي المجتمعي.
كما أن هذه الحملة التوعوية العلمية تعتبر الأولى من نوعها كونها تتطرق لموضوع جديد وهو الاستغلال التجاري للأطفال في وسائل التواصل الاجتماعي و تستعرض ما في ذلك من انتهاك لحقوق الطفل وما تسببه من آثار سلبية على صحته النفسية والاجتماعية.
ثم بعد ذلك جاء تكريم الرعاة والمتحدثين وانطلقت أوراق العمل حيث يعرض تجربة خط مساندة الطفل في التعامل مع قضايا الاستغلال التجاري للأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كما تضمن الملتقى جلسة حوارية بعنوان "الإجراءات النظامية والتنفيذية في قضايا استغلال الأطفال في مواقع التواصل الاجتماعي "بمشاركة مجلس الشورى، الأمن العام، النيابة العامة، هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات. وجلسة حوارية بعنوان "الوعي باستغلال الأطفال في مواقع التواصل الاجتماعي" بمشاركة وزارة التعليم، وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، هيئة حقوق الإنسان، الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان.