
أكَّدت مديرة دار الضيافة الاجتماعية للفتيات التابعة لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية بمحافظة جدة نسرين أبو طه أنَّ التنمية البشرية وتطوير قدرات الإنسان أولى أولويات التنمية المستدامة؛ فالإنسان المبتكر والمبدع والمعتمد -بعد الله تعالى- على مهاراته، وما يملكه من قدرات ومواهب وخبرات وتجارب، هو الهدف الأسمى للتنمية البشرية، وهي الرافعة الأولى لبناء الوطن، انطلاقاً من حقيقة راسخة، وهي أنَّ الإنسان والاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الحقيقي والأمثل.
وأضافت أبو طه: "لعلَّ الرؤية السعودية الإستراتيجية التي أقرت في المملكة مؤخراً "السعودية 2030" تلمست هذا الأمر، بل وترجمته على أرض الواقع من خلال مجموعة الأوامر الملكية التي صدرت مؤخراً، وبموجبها تم تعديل العديد من الأدوار للجهات والوزارات الحكومية، ومنها دمج وزارتي العمل والتنمية الاجتماعية، وهي الوزارة الأوسع مهاماً وأدواراً وأهدافاً، والأقرب إلى الحياة اليومية للناس، فإذا حاولنا أن نسأل أنفسنا ما أبرز متطلبات أي إنسان ليكون قادراً على الاستمرار، وليكون شريكاً حقيقياً للشراكة في بناء الوطن، فستكون الإجابة ببساطة التنمية الذاتية والمتمثلة في التعليم والتدريب لتنمية مهاراته الذاتية وقدراته الشخصية والعقلية، ليكون عنصراً فاعلاً في بناء المجتمع والوطن، والمطلب الآخر الحصول على فرصة عمل جيدة من حيث الدخل وطبيعة العمل التي تتناسب مع تخصصه الأكاديمي أو المهني أو حتى الحِرَفي وقدراته الذاتية، وبما يكفل له مصدر دخل ثابت ومناسب يمكِّنه من تحقيق طموحاته وتطلعاته، وهو بالتحديد ما ستقوم به الوزارة بحلتها الجديدة ودورها المواكب للرؤية السعودية 2030 .
واستدركت أبوطه: "لكن هناك فئات من المجتمع بات من المطلوب العناية بهم والاهتمام بمتطلباتهم، ليكونوا فعلاً عناصر بناء في المجتمع، وليسوا مصادر للهدر البشري والمالي والتنموي والإبداعي، إنهم نزلاء دور الملاحظة الاجتماعية ومن في حكمهم؛ إذ إن هذه الفئة إذا أحسنا إعدادها من النواحي كافة، ولا سيما النفسية والعلمية والمهارية، ونقصد بها إيجاد وسائل لتنمية مهاراتهم، فيمكن أن يكونوا لبنات صالحات للتنمية المستدامة في الوطن".
وأضافت: "حرصت رؤية السعودية 2030 على التحول من الدولة الراعية التي تتكفل بتقديم صور الرعاية كافة، إلى الدولة التي تعتمد على القوى الذاتية للمواطن، مع توفير كل الوسائل والسبل التي تساعده على التنمية البشرية المستدامة، فالإنسان الذي تسعى المملكة للوصول إليه هو الإنسان المتجدد المبتكر المتطور الذي يستخدم قدراته ومهاراته الذاتية في العمل والإنجاز، وبهذا الشكل يكون المجتمع سريع النمو والتطور، وهذا يوضح سبب التسمية الجديدة للوزارة، والتي كانت حتى عهد قريب تسمى الشؤون الاجتماعية، فتحول دورها لتكون قادرة على مواجهة المستقبل إلى التنمية الاجتماعية".
وتابعت: "تأسيساً على ذلك، فإن الدور المناط بالوزارة حالياً، العمل على ابتكار الوسائل لتصل عناصر التنمية الاجتماعية إلى كافة فئات المجتمع، ولا سيما ذوي الأوضاع الخاصة، ونعني بهم نزلاء دور الملاحظة الاجتماعية ومن في حكمهم، سواء من الشباب أو الفتيات، لذا فقد حان الوقت للاستفادة من خريجي أقسام الخدمة الاجتماعية، وعلم النفس، وعلم الاجتماع والتربية، ليسهموا في إعادة تشكيل شخصيات وعقول ومهارات وقدرات أصحاب هذه الفئة، ليكونوا بالفعل عوامل بناء وتنمية، وليسوا معاول هدم وتشويه ومصدراً للأذى بكل صوره وأشكاله.
ودعت أبو طه إلى أن تتخذ وزارة العمل والتنمية الاجتماعية الخطوات العملية من أجل الارتقاء الفكري والسلوكي لأبناء هذه الفئة العزيزة على قلوب الجميع، من خلال التعاون مع المراكز التدريبية والتعاقد مع مدربين للمهارات والفنون المختلفة، ولا سيما مهارات الحياة ومهارات التواصل الاجتماعي وأخلاقيات العمل والتعاون مع المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب التقني، وذلك باختيار مجموعة من البرامج التدريبية التي يمكن أن تقدم لهذه الفئة ومنها البرامج التدريبية الخاصة بالمجالات التقنية، ومنها برنامج صيانة الجوالات الذي تنفذه المؤسسة، ويهدف إلى توفير فرص عمل للشباب والفتيات من أبناء الوطن وبناته، وليبقى إنسان هذا الوطن الغالي في ظل قيادته الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز المواطن النموذج الذي نصبوا إليه ونفخر به ونعتز.