عقدت جامعة أم القرى في ورشة عمل بعنوان "أهميَّة التَّرجمة وآليَّاتها" نظمها مركز التَّرجمة والتَّعريب التَّابع لوكالة الدِّراسات العُليا والبحث العلمي برعاية رئيس الجامعة الدكتور معدي بن محمد آل مذهب، وقدِّمها المشرف العام على المركز الدكتور علي حسن أبو الريش بمشاركة خبراء ومتخصِّصين في التَّرجمة من عدَّة جامعات سعوديَّة، تناولوا من خلالها العمليَّات الفنيَّة للتَّرجمة وتقنياتها وقوالبها المُتعدِّدة، وذلك بحضور وكيل الجامعة للدِّراسات العُليا والبحث العلمي الدكتور فهد الزهراني.
وأكد الدكتور إبراهيم بن رافع القرني وكيل جامعة الطَّائف على أهمية الترجمة ومراكز التَّرجمة في الجامعات السُّعوديَّة، وقال إن الترجمة حاجة الإنسان لتحقيق رغبته الملحة في التواصل مع الآخر الذي لا يتحقق إلا بالترجمة وإجادة اللغات وأنها جسر للتواصل السياسي والتبادل العلمي والثقافي، كما أنها تلعب دوراً مهماً في تطوير البحث العلمي والشراكات البحثية ونقل الأخبار بين مختلف الدول من جميع أنحاء العالم، إضافة إلى أنها أداة اتصال في المجالات الاقتصادية و التجارة الدولية وفيها خلق فرص العمل وتعزيز السياحة العالمية.
وأشارت الدكتورة دانية عبدالعزيز العباسي مدير مركز الترجمة في جامعة الملك سعود إلى آليَّات ومعايير التَّرجمة المتبعة في مراكز التَّرجمة بشكل عام، وجامعة الملك سعود بشكل خاص، وأوضحت دور مركز الترجمة بجامعة الملك سعود وخبرته وآلياته ومنها العمل بطريقة إدارة الجودة الشاملة وإجراءات التحكيم وخطوات الترجمة ومعايير قبول طلبات الترجمة.
من جانبه، أشار وكيل جامعة الطَّائف الدكتور القرني، إلى أن الترجمة تشهد اهتماماً كبيراً في المملكة، وحرصاً على إثراء حركة الترجمة ونقل المعرفة قامت عدد من الجامعات السعودية (مثل جامعة الملك سعود، جامعة الإمام، جامعة أم القرى) باستحداث مراكز للترجمة تعمل فيها نخب متميزة من المترجمين والمشرفين، تقوم على التنظيم والإشراف على أعمال الترجمة، وترجمة الكتب والمراجع والأبحاث العلمية، و ترجمة أعمال الجامعة الأخرى (الخطابات، مذكرات التفاهم، التقارير، الندوات وورش العمل) وغيرها، إضافة إلى ضبط جودة الترجمة علمياً ولغوياً وتوظيف وتعزيز مساهمة أعضاء هيئة التدريس في الترجمة بحسب تخصصاتهم، وتعزيز التنمية عموماً، والتقدم في المجال الأكاديمي على وجه الخصوص.
وتطرقت الدكتورة العباسي مديرة مركز الترجمة في جامعة الملك سعود إلى خطوات تقديم مشروع ترجمة الكتب ومن ذلك دراسة مجلس إدارة مركز الترجمة المشروع المقدم في ضوء أهميته وحداثته وحاجة المكتبة إليه (للكتب المترجمة إلى العربية) أو الحاجة إليه بشكل عام (للكتب الأخرى)، وعند الموافقة على المشروع يتم إشعار المترجم بذلك، ويقوم المركز بمراسلة الناشر للحصول على إذن النشر وعلى أحدث طبعة متوفرة للكتاب المراد ترجمته، وعن معايير قبول مشروعات ترجمة الكتب أوضحت العباسي أنه فيما يخص الكتب فيجب أن يكون الكتاب نافعاً للجامعة والمجتمع وألا يكون تخصصياً بحتاً، كما أن الأولوية للكتاب المقرر كمرجع دراسي لطلاب الجامعة وألا يكون مرجعاً أو مقرراً يدرس بلغة الكتاب، إضافة إلى أن يكون الكتاب حديثاً ولم يمض على نشره أكثر من خمس سنوات، وفي حال تعدد الطبعات يشترط ترجمة أحدث طبعة، وألا يكون الكتاب قد سبق ترجمته وأن يترجم من لغته الأصلية فقط، كما أنه في الكتب الصحية يتم اختيار تلك التي ذات الطابع التوعوي التثقيفي، وألا تتعارض مادة الكتاب مع الثوابت الشرعية والاجتماعية والسياسية للمملكة، وألا يتعرض الكتاب للإسلام أو للغة العربية بأي إساءة، وألا يتضمن مواد وصوراً صادمة للأخلاق والأعراف.
وفيما يخص المترجم فأكدت مدير مركز الترجمة بجامعة الملك سعود ضرورة أن يكون المترجم الأول من داخل الجامعة، وألا تقل درجته العلمية عن "أستاذ مساعد"؛ أو ما يعادلها في الكليات الصحية، وألا يكون مرتبطاً بترجمة كتاب آخر عن طريق المركز، إضافة إلى أن يجيد اللغتين المصدر والهدف إجادة تامة، وألا يكون قد سبق للمترجم ترجمة ثلاثة كتب فأكثر عن طريق المركز.
وتحدث المترجم وعضو لجنة ضبط الجودة بمركز الترجمة بجامعة الملك سعود أحمد عبد الشَّافي عبد الرَّحمن في جامعة الملك سعود أبرز الأخطاء التي يقع فيها المترجمون وآليات جودة التَّرجمة وطرق تفادي الوقوع في الخطأ، وعرض نماذج من الأخطاء الشائعة ولماذا هي خاطئة وكيفية تلافي هذه الأخطاء ومدى اهمية ضبط الجودة بشكل تطبيقي وكيفية التعامل مع تقارير التحكيم، وأجاب مقدمو الورشة عن أسئلة الحضور ومنها التعامل مع دور النشر الأجنبية في شراء الحقوق ومعايير اختيار الكتب ومستقبل وآفاق الترجمة وجهود التنسيق بين مراكز الترجمة للنهوض بها.
إلى ذلك برز مركز الترجمة في جامعة الملك سعود في دوره الريادي والمستمر في دعم مراكز الترجمة الناشئة في الجامعات السعودية وكذلك بعض المراكز العربية ومنها مركز الترجمة والتعريب والاهتمام باللغة العربية التابع لمجلس التعاون الخليجي، وقد كان أول مركز ينشأ في الجامعات السعودية وترجع فكرة إنشاء مركز الترجمة إلى العام الدراسي 97/1398هـ حينما أصدر المجلس الأعلى لجامعة الملك سعود، لائحة ما سمي آن ذاك مركز الترجمة والتأليف والنشر وفي وقت لاحق تم استحداث المركز المذكور وربطت إدارته بالمشرف على مركز الكتب الدراسية بالجامعة حيث بدأ في ممارسة مهامه بخطى وطيدة ونظرا لتداخل صلاحيات المركز في صورته الأولى مع كل من المجلس العلمي، وعمادة شؤون المكتبات في الجامعة ومهامهما قرر المجلس العلمي إعادة النظر في وضعه وصدرت لائحة تنظيمية جديدة في السابع من شهر جمادى الآخرة عام 1408 مع تعديل مسمى المركز إلى مركز الترجمة.