قال الباحث والمؤرخ خالد الحميدي لـ"سبق": إن أهل الطائف استجابوا لدعوة الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى، وكانت مدينتهم من أوائل المدن التي انضوت تحت لواء الدعوة السلفية، بل إن الطائف أصبحت مركزًا من مراكز التوسع ونقطة انطلاق لقادة جيوش الدولة السعودية الأولى، لنشر تلك الدعوة في جنوب الجزيرة العربية.
وبين الحميدي أن ذلك تمثل في اجتماع قبائل الطائف وما حوله، مشكلين تكتلاً قوياً ولبنة لا يستهان بها في جدار تلك الدولة الفتية، فلقد اجتمع كل من: مسلط بن قطنان من رنية ومعه قبيلة سبيع، وأحمد بن يحيى من تربة ومعه قبيلة البقوم، وعثمان المضايفي ومعه قبائل شمال الطائف، وفروع من عتيبة وثقيف، ثم انضم لهم سالم بن شكبان الشهراني ومعه أهل بيشة، وكلهم ممن انشرح صدره لمبادئ الدعوة السلفية، مبايعين الإمام عبدالعزيز الأول بن محمد بن سعود، الإمام الثاني للدولة السعودية الأولى، والأمير السادس عشر للدرعية، وهو الابن الثالث للإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى، تولى الحكم بعد وفاة والده عام ١٧٦٥ للميلاد.
وأضاف الحميدي أنه بعد نحو ٤٠ عامًا من تاريخ تأسيس الدولة السعودية الأولى، وكانت للقادة السابقين خارج سور الطائف علاقات وأواصر بأهل الطائف ممن هم داخل السور، الذين اقتنعوا هم أيضاً بالحركة الإصلاحية الجديدة، لكن وجود الحامية التركية ومؤازرتها للحاكم حينها، وتمركزها بسور الطائف الحصين؛ حال دون انضمامهم مع إخوانهم.
واستطرد: لكن لم يلبثوا أن أعربوا عن ولائهم ومبايعتهم للإمام عبدالعزيز بن محمد، والانضمام مع قادة الجيش السعودي الذين تمركزوا في أودية شمال الطائف في الموضع المسمى: المليساء، وفي وادي لقيم "حي القيم الآن"، وريع التمّار "منطقة الحلْقة الآن"، فقد جاء عند عبدالله البسام في كتابه "تحفة المشتاق": أن أهل الطائف بعثوا مندوبهم دخيل الله بن حريب "وهو ينتسب إلى أسرة قديمة من أسر الطائف داخل السور القديم" بعثوه للتفاوض والمبايعة، وفتح بوابات السور لدخول الطائف، وبالفعل تم ذلك، وتولى إمارة الطائف أحد أبنائه، وهو عثمان المضايفي، وانضمت الطائف بذلك للدولة السعودية الأولى عام ١٨٠٢م.