شدد نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري، على أهمية الاستفادة من التقنية الحديثة في نشر الدعوة الإصلاحية في المجتمع النسائي، كما هو الحال في المجتمع الرجالي، لأنها لغة وسلاح العصر، لتوصيل الدعوة إلى أوساط الأسر، والنساء والفتيات.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الدكتور توفيق السديري، اليوم الأحد، في ختام ورشة عمل بعنوان: "تفعيل الدعوة الإصلاحية في الأوساط النسائية" نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بمدينة الرياض على مدار يومين .
وأضاف: أن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ــ رحمه الله ــ ليست قائمة على عواطف أو حماس غير منضبط، إنما قامت على العلم، فلابد أن نُعَرِّفَ بالوسائل المناسبة التي تؤسس البيئات الحاضنة في الأوساط النسائية، وجذبهن إلى هذه البيئات، وترسيخ العلم الشرعي؛ لأن ما ندعو إليه، وما قامت عليه هذه الدعوة المباركة هو العلم بكتاب الله، وسنة رسوله ــ صل الله عليه وسلم ــ، ليست دعوة لأمور سياسية، أو مصلحية، إنما هي دعوة لترسيخ الكتاب والسنة على ما كان عليه سلف هذه الأمة.
وتابع: إن البرنامج الذي يشارك فيه نخبة من طلبة العلم، برئاسة الدكتور عبدالعزيز السعيد وزملائه يأتي ضمن برامج عديدة في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، باعتبار ولايتها للدعوة إلى الله في هذه الدولة المباركة التي قامت على أساس من كتاب الله، وسنة نبيه ــ صلى الله عليه وسلم ــ والدعوة إليهما، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي حاضنة الحرمين الشريفين، وهي قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
وأبان الدكتور توفيق السديري أن من أهداف هذه الورشة تحفيز الأخوات للمشاركة مع الوزارة في مناشطها، وقال: "لعلكن تكنَّ النواة لبرامج الوزارة في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية لترسيخ هذه الدعوة المباركة, وهذا الأمر هو واجب على من آتاه الله العلم, وأنتن، وما تقمن به من جهود مباركة في الدعوة إلى الله يحتاج إلى تنظيم، وضبط، ولا يتأتى هذا إلا عن طريق جهة رسمية، وأولى هذه الجهات هي هذه الوزارة المعنية بالدعوة، والوزارة ترحب بكنَّ، وتفرح وتسعد بوجود أمثالكن في برامجها الدعوية".
وأضاف: إن الوزارة تعتمد على ما تقمن به من جهد، وأنتن من سيضع البذرة الأولى لمن بعدكنَّ من الداعيات لاستمرار هذه الدعوة، فالناس في حاجة ماسة لمثل هذا البرنامج، ولمثل هذه المناشط الدعوية، فنحن نحتاج لتأسيس عدد كبير من الداعيات لينطلقن في مواطن الدعوة في دور العلم، في المدارس، ودور تحفيظ القرآن، ومكاتب الدعوة التعاونية، وفـي غيرها.
وواصل حديثه قائلاً: نحن بحاجة إلى تأهيل الداعيات وطالبات العلم بالعلم الشرعي، والمهارات اللازمة، وتدريبهن على أساليب الدعوة بالحكمة، وضبط النفس، وعدم الاندفاع، وألا يستفزنا أحد في سبيل الدعوة، وفي سبيل نشر هذا العلم، بل نكون منضبطين بضوابط الشرع التي عليها علماؤنا الكبار.
وجدد الدكتور توفيق السديري التأكيد على أن الدعوة السلفية الإصلاحية تحتاج إلى محاضن كثيرة، وقال: يوجد الآن فيما يتعلق بالجانب الرجالي محاضن ممثلة ببعض مكاتب الدعوة، وبعض المؤسسات الدعوية، في مناشط الوزارة، ولكن فيما يتعلق بالعنصر النسائي ينقصنا الكثير.
وأردف "السديري": " نحن بحاجة إلى معاهد لتدريب الداعيات في مختلف مناطق المملكة، في القرى وفي الهِجَر قبل المدن، نستفيد ما استطعنا من الدور النسائية، والوزارة مستعدة أيضاً لفتح منافذ جديدة للدعوة إلى الله، فقط نحن نحتاج إلى تنظيم الجهد، ونحتاج إلى النشاط والهمة في هذا المجال".
يذكر أن أعمال الورشة افتتحت بكلمة وجهها رئيس لجنة برنامج دعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ــ رحمه الله ــ الإصلاحية ، الدكتور عبدالعزيز بن محمد السعيد، إلى المشاركات في أعمال الورشة (عبر شبكة الدائرة التلفازية) أكد فيها أهمية هذه الورشة، والموضوعات المطروحة للنقاش في تفعيل هذه الدعوة الإصلاحية المباركة في أوساط النساء.
وقال: إن هذه الدعوة المباركة دعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ــ رحمه الله تعالى ــ ليس لها إمام، إلا كتاب الله وسنة نبيه ــ صلى الله عليه وسلم ــ فأعز الله ــ جل وعلا ــ هذه الدعوة وأظهرها، وجعل لها دولة قائمة إلى يومنا هذا, وما نعيشه بحمد الله ــ عز وجل ــ في هذه البلاد من إسلام ظاهر وسنة ظاهرة إنما هو بفضل الله .
وتابع: ثم بالدعوة التجديدية التي قام بها الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب ــ رحمه الله ــ ولم يكن الأمر كذلك إلا لأنه ائتم بكتاب الله وسنة نبيه, فدعا الناس إلى التوحيد والسنه وجاهد في ذلك جهاداً عظيماً بعلمه وبدنه وماله، فنحن اليوم نتفيأ ظلال هذه الدعوة المباركة، وحاجة الناس إلى التربية على المنهاج النبوي، وإلى الاقتداء بهذه الدعوات التي صارت على هذا المنهج، تشتد ولا سيما مع كثرة الفتن وقلة العلم في الناس واتباع الهوى.
وأضاف: ومن هذا المنطلق أنشأت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد برنامجاً يعنى بدعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب وهذا البرنامج له شقان: الشق الأول ما يتعلق بنشر التوحيد سواء من كتب الإمام أو من كتب غيره وهذا المقصد الأساس، والشق الآخر بيان الدعوة الإصلاحية والدفاع عنها، وليس الدفاع عنها لشخص الإمام محمد بن عبدالوهاب، ولكن لما تحمله هذه الدعوة التجديدية من خير للناس فهي أنموذج لدعوة تجديدية صالحة جدد الله بها معالم الدين، وآثارُها في العالم كله لأنها الدعوة التي توافق الشرع والفطر والعقول.
واسترسل: إن الوزارة أنشأت هذا البرنامج إدراكاً منها لشدة حاجة الناس إلى تربيتهم على هذا المنهج العظيم، وهو التوحيد والسنة، وأيضاً لإدراكها أن هذه الدعوة التجديدية تحتاج إلى من يبينها ويشرحها للناس ويدفع عنها ما يثار حولها من الشبهات التي يراد منها صد الناس عن التوحيد الخالص، والسنة الصافية.
وتم إنشاء هذا البرنامج أيضاً من باب شكر نعمة الله ــ عز وجل ــ على نعمة التوحيد والسنة ومواصلة لنشر هذه الدعوة، ووفاءً بحق الإمام محمد بن عبدالوهاب ــ رحمه الله ــ لأنه اجتهد في الدعوة إلى الله بما يزيد عن ستين عاماً, ثم تولاها من بعده رجال صالحون حتى وصلت الدعوة إلينا، فنحن من شكر نعمة الله ــ عز وجل ــ علينا أن نحفظ هذه النعمة، وأن نسعى لنشرها وأن نتعاون على ذلك قال تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى".
وفي نهاية كلمته، قال الدكتور عبدالعزيز السعيد: إن هذه الورشة تأتي امتدادًا للبرامج التي ينفذها برنامج الإمام محمد بن عبدالوهاب، حيث بدأ من نحو سنة ونصف، وكانت البداية إقامة ورشة للرجال، مبيناً أن هذه الورشة النسائية التي عقدت اليوم هي امتداد لهذا البرنامج، وامتداد للورشة التي عقدت للرجال لأن أعمال البرنامج على ثلاثة أقسام: قسم يشترك فيه الرجال والنساء، وقسم يختص بالرجال، وقسم يختص بالنساء.
وختم كلمته قائلاً: أتقدم لكم جميعاً بالشكر للاستجابة لهذا البرنامج، ووزارة الشؤون الإسلامية ممثلة في معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ونائبه معالي الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري يرحبون بكم جميعاً ويأملون أن يكون هناك تواصل حتى بعد هذه الورشة.
بعد ذلك بدأت نقاشات محاور الورشة، حيث أدارت الدكتورة نبيلة بنت زيد الحليبة جلسات المحور الأول التي تحمل عنوان: (أساليب تفعيل الداعيات وطالبات العلم في نشر الدعوة الإصلاحية، والدفاع عنها)..
وتحدث في هذا المحور كل من: سارة بنت محمد المطلق، والدكتورة غزيل بنت محمد الدوسري، مزنة بنت صالح الحضيف، نورة بنت سعيد السعود، تهاني بنت عوض الشمري، وفاء بنت فالح الرشيدي، إسراء بنت حمدان الحمدان، عبير بنت حامد الشمري، منى بنت محمد المديهيم، والدكتورة بركة بنت مضيف الطلحي، والأستاذة رحاب بنت سليمان العيدي.
أما المحور الثاني في الورشة فكان بعنوان: "الوسائل المناسبة للتعريف بالدعوة الإصلاحية، ونشرها بين البيئات الحاضنة"، حيث أدارت جلساته هيفاء بنت عبدالله الرشيد، وتحدث في هذا المحور كل من حصة بنت عبدالله آل الشيخ، أماني بنت عبدالله مريعاني، عبير بنت منصور العتيبي، والدكتورة شفيقة بنت عبدالواحد الخضري، ابتهاج بنت عبدالله الشعلان، والدكتورة نادية بنت عبدالعزيز الهلالي، أسماء بنت صالح العنزي، جيهان بنت محمد السراج، والدكتورة فاطمة بنت عايض السلمي، عائشة بنت سعيد القحطاني، ك هيام بنت عبده حكمي .
وحمل المحور الثالث والأخير عنوان: "كيفية الاستفادة من التقنية الحديثة في نشر الدعوة الإصلاحية في المجتمع النسائي"، أدارت جلساته لمياء بنت سليمان القزلان، وشارك فيه كل من: عروب بنت سعود القباني، بدرية بنت حمد السبيعي، إيمان بنت عبدالعزيز الشلفان، تحرير بنت منصور العتيبي، نداء بنت عبدالله الذياب، أمل بنت عبدالرحمن البريدي، جيهان بنو، رسمية بنت عبدالله بخاري، منيرة بنت صالح الماضي .