نظّم مجلس شباب منطقة حائل، أمس الخميس، ندوة عن المخدرات بعنوان "المخدرات وآثارها" استضاف بها العميد متقاعد من مكافحة المخدرات "كايد لافي الحربي"، والمستشار النفسي "فهد بن مسلم الكريباني العازمي"، وقدّمت لها عضو مجلس شباب حائل تغريد العنزي، وذلك في منتجع التل بمدينة حائل.
وأوضح "الحربي" أن مشكلة المخدرات عالمية والمملكة سخرت جميع إمكانياتها لمكافحتها، وحالت الجمارك دون وصول المخدرات إلى المملكة بفضل الله ثم بفضل جهود ولاة الأمر الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية الحفاظ على كل فرد على أرض هذا الوطن سواء كان مواطنًا أو مقيمًا.
وأكد أن مفردة "جرِّب" لجليس السوء هي شرارة الدخول لنفق المخدرات المظلم والسبيل للإدمان، مشيراً إلى أن تلك المفردة إذا وجدت شخصًا ضعيف الشخصية ستودي به إلى الوقوع في فخ المخدرات بأنواعها.
وأردف: "جليس السوء يبدأ بتصيد ضحيته الجديدة بنوع من المخدرات لا يؤثر على العقل لفترة طويلة، إلا أن الضحية يقع في الإدمان على ذلك النوع حتى يرتقي به الجليس إلى مُخدِّر أقوى يطلب من أجل توفيره للضحية مبلغاً قد يكون بسيطاً في أوله، وهو الأمر الذي نرى به المدمن يحرص على توفير المال بطرق ملتوية وغير مشروعة لشراء ذلك المخدر مما يعني تقصير المُدمن الموظّف، بواجبات أسرته وتوفير المال من أجل المخدرات على حسابهم وقد يلحق الضرر بهم في سبيل البحث عن المخدرات وتعاطيها قسرًا وإجبارًا، نتيجة إدمانه المتقدم".
وعن الأسباب التي تؤدي لتعاطي المخدرات، أشار "الحربي" إلى أن غياب الوازع الديني هو أحد أهم الأسباب كما أن وجود الفراغ في حياة الشخص، وارتباطه مع رفاق سوء ينتشر بينهم تعاطي المخدرات، من أحد المسببات المباشر، وكذلك عدم توفر الوعي التام بأضرار المخدرات ونتائج تعاطيها
من جهته، أكد "العازمي" أن المخدرات مرض يؤثر على مخ المدمن وسلوكه ويحتاج إلى دواء لهذا المرض، مشيراً إلى أن العلاج يحتاج به المتعاطي إلى إعادة تأهيل نفسي وسلوكي في عيادات ومراكز تقدم برامج متخصصة يحتاج بعضها إلى الإقامة الكاملة أو نصف الإقامة لعلاج تعاطي المخدرات نهائيًا واستعادة المدمن لحياته الطبيعية.
وأثنى "العازمي" على جهود الدولة لمنع دخول المخدرات لهذه البلاد الغالية والتي فشل أمامها كل من أراد إدخال المخدرات، وأحبطت معظم عمليات التهريب، كما أن برامج التوعية التي تقدمها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أعطت حماية ذاتية داخل الأسرة وعلى مستوى الأفراد.
وأضاف: أن الوسيلة المثلى لترك المدمن للمخدرات في الإرادة والعزيمة القوية والتغلب على حالات اليأس التي قد تنتاب المدمن لمحاولته التعافي منها.
وعن الآثار الاقتصادية على حياة المدمن كفرد من أفراد المجتمع، أشار إلى أن المخدرات تستنزف المال مما يسبب الفقر للمدمن، كذلك يسعى المدمن إلى الحصول على المال بطرق غير المشروعة مما يخلق لديه السرقة التي تتسبب اقتصاديًا في تقويض اقتصاد الغير.
وعن العوامل الاجتماعية التي تسببها المخدرات، أشار إلى أن أهمها تخلي المتعاطي عن دوره الفعَال في الأسرة وعدم تحمله لمسؤولياته، إضافة إلى ما ذكرته من تقصيره في واجباته المالية تجاها.
وأوصى "الحربي" المدمن بالعزيمة والإصرار على ترك المخدر وقطع كل ما يؤدي به إلى أصدقاء السوء من أرقام هواتف أو أماكن تجمع والمحافظة على الصلاة بالمسجد وإشغال وقته بما يفيده و يعود عليه بالمنفعة، وأوصاهم بعدم التردد بالتواصل مع العيادات المتخصصة.
وعن كيفية العلاج، أشار "العازمي" إلى أن المدمن يحتاج لجلسات علاجية ونفسية يتم من خلالها سحب مادة الإدمان وإلزامه بمدة علاج محددة تمتد لأكثر من ستة أشهر أحيانًا كثيرة.
وعن كيف تعرف الأسرة أن من بينها مدمنًا، أكد "الحربي" أن علامات واضحة تظهر على ابن الأسرة، من بينها تأثر مستواه الدراسي إذا كان طالبًا، وانطوائه في المنزل وتغير العلاقة بينه وبين والديه أو بقية أفراد الأسرة، أو عدم رغبته في الاندماج مع أفراد المجتمع المحيط في مناسباتهم العامة.
وأكد على أن تحتوي الأسرة فردهم المدمن وألا تقوم بالتبرير لحالته الصحية والنفسية التي يلاحظها المجتمع بل عليها الشروع فورًا في علاجه عبر مجمعات إرادة للصحة النفسية المنتشرة بالمملكة وتشرف عليها وزارة الصحة.
وعن طرق الوقاية من المخدرات، أشار "العازمي" إلى أن الدولة الرشيدة وضعت جهوداً وقائية وعلاجية لمواجهة مشكلة تعاطي وإدمان المخدرات، وذلك من خلال إعداد المعارض التوعوية عن المخدرات، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، نشط المهتمين في حماية المجتمع من المخدرات في برامج مسموعة أو مرئية أو مكتوبة فيما نشط المهتمون على منصة "تويتر" في فتح مساحات على مدار اليوم للتحذير من المخدرات.
من جهته، طالب عدد من الحضور من مجلس شباب منطقة حائل، العمل على التحذير من المخدرات بين أوساط شباب وفتيات المنطقة، إذ لوحظ عدم اهتمام المجلس في ذلك بالقدر الذي يريده المجتمع من المجلس، مؤكدين أن تنسيقه مع تعليم المنطقة ومع الجامعة في ذلك، سيسهم بعون الله بالقضاء على هذه الآفة.