انطلاق ملتقى التعليم والبيئة بجدة حول قضايا التنمية المستدامة

نظمتها "غرفة جدة" بحضور 23 جهة محلية وإقليمية ودولية
انطلاق ملتقى التعليم والبيئة بجدة حول قضايا التنمية المستدامة
تم النشر في

انطلقت في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، اليوم الأربعاء، ورشة عمل التعليم والبيئة، التي تنظمها غرفة جدة ممثلة في اللجنة الاستشارية لتنمية المجتمع وتطوير التعليم، وذلك بحضور 23 جهة محلية ودولية، لمناقشة قضايا التنمية المستدامة الرئيسية في التعليم.

 

وفي التفاصيل: بدأ حفل الافتتاح بالقرآن الكريم، ثم ألقت المشرف العام على الملتقى "مها فتيحي" كلمة رحبت فيها بالحضور باسم غرفة جدة، وشكرت الجهات الداعمة والمنظمة لهذه الورش، مشيرة إلى أهمية شرح مفهوم التنمية المستدامة وأن التعليم يلعب دوراً مهماً في ذلك، داعية الجهات المشاركة لتقديم مبادراتها ومداخلاتها في هذا الموضوع وإثراء الورش العلمية بما يدعم موضوع التنمية المستدامة والبيئة في مجال التعليم.

 

ومن جهته دعا المدير التنفيذي للملتقى رئيس قسم البرامج والمشاريع التربوية بتعليم جدة "الدكتور ماجد السلمي"، إلى ضرورة تواؤم مؤسساتنا البحثية والأكاديمية لتحقيق رؤية وطننا في موضوع التنمية المستدامة وتحقيق ذلك من خلال التعليم بما يتوافق مع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة.

 

ثم ألقت ممثلة منظمة اليونيسكو في الدوحة "فريال خان" كلمة أشارت فيها إلى أن المتعلمين يلعبون دوراً مهماً في التنمية المستدامة، كما أن المنظمة تسعى إلى الإسهام في موضوع التنمية المستدامة بالتركيز على التعليم، ولديها 7 أهداف لتحقيق ذلك، لافتة إلى أنه بحلول 2030م لا بد أن يكون لدى المتعلمين المهارات لتحقيق التنمية المستدامة.

 

وأشار المنسق الإقليمي لكفاءة الموارد في منظمة الأمم المتحدة للبيئة بمكتب غرب آسيا "فريد بوشهري"، إلى أن التعليم من أجل التنمية المستدامة هدف واضح من أهداف رؤية 2030، وقد أدرج في ثلاثة أهداف فرعية، موضحًا أن لدى المنظمة برنامجاً بعنوان الشراكة العالمية للجامعات حول البيئة والاستدامة يجمع أكثر من 500 جامعة تعمل على تطوير المناهج الدراسية الخضراء ونشر العروض التعليمية البيئية لطلاب الجامعات في أنحاء العالم.

 

وأوضح "بوشهري" أن نتائج دراسة أجرتها المنظمة حول حالة التعليم البيئي على مستوى التعليم العالي في الدول العربية، بيَّنت أن التعليم من أجل التنمية المستدامة أصبح من أولويات نظام التعليم العالي في العالم العربي، كما أظهرت بيانات جُمعت في 2014م أن 14 جامعة فقط اعتمدت سياسات صديقة للبيئة من أكثر من 600 جامعة، حلت الأردن في المرتبة الأولى عربيًّا والـ49 عالميا.

 

بعد ذلك تم استعراض توصيات منتدى الخليج للتنمية المستدامة الذي عقد في الرياض في عام 2015م برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في كلمة ألقاها ممثل هيئة الأرصاد وحماية البيئة "ناصر العمري"، مبينًا أن المنتدى ركز على الالتزام البيئي والحفاظ على الموارد والتحديات وتحويلها لفرص، وإدارة النفايات الطبية والمياه والصرف الصحي ومتطلبات المستقبل.

 

ومن جهته أشار مدير إدارة التخطيط والتطوير في تعليم جدة "خليل الوافي" إلى أن الوزارة تسعى لوضع البرامج التي تخدم وتطور مفهوم التنمية المستدامة، مبيناً أن تعليم جدة تبنى العديد من المبادرات والبرامج التي تسعى لإعادة بعض ما في البيئة من خلال التدوير وإعادة إنتاج الطاقة.

 

وأضاف "الوافي" أن أكثر من 60 مدرسة في جدة تطبق مشروع المدارس الخضراء في جميع المراحل، كما أن هناك برامج من ضمن المحتوى تعزز من القيم التي تدعو للعناية بالبيئة والاهتمام بها ممثلة في مادة المهارات التطبيقية. 

 

وأشار إلى أن الوزارة ستنظم معرضاً لمنتجات الطلاب التي تخدم البيئة.

 

وأوضح نائب الرئيس العام للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة "أحمد الأنصاري"؛ أن هناك خللاً في تعاطي المجتمع مع قضايا البيئة، ودعا إلى التوجه إلى التعليم لغرس المفاهيم والقيم المتعلقة بالتنمية المستدامة والبيئة.

 

وناقشت الجلسة العلمية الأولى في الملتقى، التي شارك فيها ممثلون عن اليونسكو ووزارة البيئة والمياه ومكتبة الإسكندرية ومركز البرامج والدراسات التربوية، وكانت بعنوان: مفهوم التنمية المستدامة واستعراض أهدافها، قضايا التنمية المستدامة والبيئة ودور التعليم في تحقيق أهدافها، وكذلك مفهوم جودة التعليم والوعي به، والتعليم من حيث التنمية المستدامة وقياس التطور، وتمت مناقشة الربط بين المجتمع وجهود الدول في سبيل الوصول إلى بيئة صحية والعمل على التطور المستمر والتحسين.

 

وتطرقت الجلسة إلى خصائص التنمية المستدامة والهدف للوصول إلى جامعات خضراء مثل المدارس الخضراء، والمعايير المطلوبة للتنسيق بين الجهات المحلية والعالمية، والمؤشرات العالمية المتعلقة بالتعليم، ودعت الجلسة إلى ضرورة عمل جداول توضح بيانات ومستوى التطور خلال السنوات القادمة فيما يخص موضوع التنمية المستدامة، وتبين مكامن القوة والضعف التي تملكها البلدان التي تحتاج إلى تطوير، كما دعت إلى التعاون مع الجهات المختلفة والمنظمات ذات الخبرة.

 

وأوصت الجلسة بالاهتمام بتثقيف الموظفين وعمل برامج لتطويرهم وتعزيز الاستعداد الفردي لتحقيق أهداف 2030، والتعاون بين جهات القطاع الحكومي والخاص لتحقيق أهداف الرؤية فيما يخص الجانب التنموي والبيئي، ودعت إلى تفعيل القدوة الحسنة للأطفال وتأسيس شبكة قادرة على الربط بين التعليم والبيئة بالتعاون مع الوزارات والشركات.

 

وضمن فعاليات الملتقى أقيم البرنامج التدريبي الأول بمشاركة كلية طب رابغ ومركز التميز البحثي للدراسات البيئية بجامعة الملك عبدالعزيز وكلية تصاميم البيئة وكلية الأرصاد والبيئة، وتمت مناقشة عدد من المواضيع المختلفة وربطها بأهداف رؤية 2030، تمثلت في ضمان تمتع المجتمع بأنماط عيش صحية وربطها برؤية المملكة 2030، وضمان توافر المياه النظيفة للجميع وإدارتها إدارةً مستديمة، وآلية جعل المدن آمنة ومستدامة، وعمل إجراءات للتصدي لتغير المناخ وآثاره، وربط كل ذلك برؤية المملكة  2030.

 

وأقيم البرنامج التدريبي الثاني بمشاركة كلية علوم البحار والهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية وكلية الأمير محمد بن سلمان وجامعة الأعمال والتكنولوجيا، وناقش عددًا من المواضيع تمثلت في حفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام، وحماية النظم الإيكولوجية البرية وإعادتها ووقف فقدان التنوع البيولوجي، وضمان وجود أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة، وضمان الحصول على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة، وتم ربط كل هذه المحاور بأهداف رؤية المملكة 2030.

 

وفي ختام الحفل تم تكريم الجهات المنظمة والراعية للملتقى، ومنها منظمة اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومكتبة الإسكندرية والعديد من الجهات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org