اختتمت جامعة الملك خالد، أخيرًا، جلسات وورش مؤتمر "مستقبل التخصصات البينية في الجامعات السعودية وفق رؤية 2030"، الذي نظمته الجامعة ممثلة في وكالة الشؤون التعليمية والأكاديمية ووحدة المناهج والخطط، لمدة يومين، بمشاركة نخبة من المختصين المحليين والدوليين بالمدينة الجامعية بأبها.
وأوضح وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الأستاذ الدكتور سعد بن محمد بن دعجم أن المؤتمر تضمن 33 بحثًا علميًا، وورش عمل تدريبية تزامنت مع الجلسات، وتخللتها مشاركات دولية في مجالات التخصصات البينية، مقدمًا شكره لكل المشاركين في إنجاح فعاليات هذا المؤتمر.
كما أكد ابن دعجم أن المؤتمر أظهر في ختام جلساته عددًا من التوصيات تمحور أبرزها حول الاهتمام بالتخصصات البينية ووضع إطار تنفيذي لآلية إدارتها بين الأقسام والكليات وتعزيز مستوى التنسيق مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وجهات التوظيف فيما يخص تصنيف المؤهلات العلمية.
وكان رئيس جامعة الملك خالد الأستاذ الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي افتتح المؤتمر بحضور عددٍ من وكلاء الجامعات للشؤون التعليمية والأكاديمية، ومشاركة عددٍ من المختصين.
وأكد الدكتور السلمي خلال حفل انطلاق أعمال المؤتمر حرص وزارة التعليم على جودة المخرجات وإيمانها التام بارتباط ذلك ببرامج نوعية تبني المهارات وتعزز الخبرات، مشيرًا إلى أن المؤتمر يعد خطوة نحو استثمار تقاطعات التخصصات العلمية والقواسم المشتركة بينها، لبناء برامج بينية تلبي الحاجة المعرفية والمهنية.
وتفصيلاً؛ ناقشت جلسات أول أيام مؤتمر "مستقبل التخصصات البينية في الجامعات السعودية وفق رؤية 2030" عددًا من الأوراق العلمية المشاركة، بالإضافة إلى عقد ورشة عمل حول محور المؤتمر الرئيس.
وتضمنت أولى الجلسات موضوع "البرامج والمجالات البينية" والتي أدارها الدكتور مسفر الوادعي، وشارك فيها الأستاذ الدكتور ياس الحديثي، والدكتور مروان محمود، وكلاهما من جامعة الملك عبدالعزيز حيث ناقشا آليات استحداث البرامج البينية ومواءمتها مع متطلبات سوق العمل.
وأدار الدكتور أحمد إسماعيل جلسة نقاش حول محور "فلسفة الدراسات البينية" تضمنت مناقشة ورقة الدكتور مسفر الوادعي حول دور التخصصات البينية في تحقيق التكامل المعرفي لدى طلاب الجامعات السعودية في ضوء مضامين رؤية المملكة العربية السعودية 2030، إضافة إلى ورقة التخصصات البينية وتنمية مهارات القرن الحادي والعشرين للدكتور زيتون عبود، وكذلك الإطار الفلسفي لمدخل البحوث البينية للدكتورة ريمة اللافي، واختتمت الجلسة بورقة أسس الدراسات البينية: الاستفصال في مبدأ العلاقة وإشكالية الديني والدنيوي للدكتور محمد الأنصاري.
كذلك أدارت الدكتورة أضواء الأحمري الجلسة الثانية من جلسات اليوم الأول والتي ناقشت محور البحوث البينية في العلوم المختلفة، حيث قدم خلال الجلسة الدكتور عمار المفدى ورقة حول أهمية الدراسات البينية في العلوم الشرعية قسم الدراسات الإسلامية المعاصرة أنموذجًا، إضافة إلى ورقة اللفظة القرآنية وأثرها في تعزيز الدراسات البينية للأستاذ الدكتور عبد العزيز العمار، وكذلك ورقة المجالات البينية بين العلوم الشرعية والعلوم الأخرى علم الفقه أنموذجًا للدكتور خالد بن سعد الغامدي.
وفي الجلسة ذاتها، تم استعراض عددٍ من الأوراق العلمية المشاركة التي شملت تحديات تطبيق الدراسات البينية في العلوم الشرعية الجامعات السعودية نموذجًا للدكتورة هناء بابطين، ورؤية مستقبلية لتطبيق الدراسات البينية في العلوم الإنسانية قدمها الأستاذ الدكتور خالد الثبيتي، إضافة إلى الرؤى الأبستمولوجية للبرامج التكاملية في تخصص علوم الاتصال والإعلام بالجامعات السعودية لـ أحمد العيافي، وكذلك الدراسات والتخصصات البينية في مؤسسات التعليم القانوني بالمملكة: بني الواقع والمأمول للدكتور عبد الرحمن الصالح.
كما قدمت الدكتورة عائشة البكري ورقة الدراسات البينية في البحوث التربوية الواقع والتحديات ومقترحات التطوير من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس في كلية التربية بجامعة المجمعة، وكذلك تضمنت الجلسة ورقة الدراسات البينية في التخصصات التربوية بالجامعات السعودية ودورها في جودة البحث التربوي "دراسة ميدانية" للدكتورة إلهام الأحمري، ومشاركة الدكتور محمد عبدالواحد بورقة المعنى البيني في الشعر: البهاء زهير أنموذجًا، وورقة للدكتورة بدرية أبو حاصل للحديث عن معوقات تطبيق تعليم STEM في الأقسام العلمية بجامعة الملك خالد من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس، واختتمت الجلسة الدكتورة هناء الزامل بورقة A Virtual Inter-professional activity during COVID -19 Crisis at King Saud University.
وتم خلال أول أيام المؤتمر أيضًا عقد ورشة عمل بعنوان "آلية تصنيف البرامج البينية والمؤهلات العلمية في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية" بمشاركة اختصاصي التصنيف الدكتور إبراهيم الصعب، ومدير إدارة تقييم المؤهلات والبرامج بدر العنزي.
وشهد ثاني أيام انعقاد المؤتمر إقامة حلقة نقاش حول مستقبل البرامج البينية، إضافة إلى عددٍ من الجلسات العلمية في ثلاثة محاور رئيسة.
وشارك في حلقة النقاش عبر شبكة الإنترنت الدكتورة انتظار الرملي من دولة كندا، ومن الولايات المتحدة الأمريكية الدكتور ريد وي، وأدارها من مقر انعقاد المؤتمر الأستاذ الدكتور ياس الحديثي من جامعة الملك عبدالعزيز.
وناقشت الجلسات محور "التجارب الدولية في البرامج البينية" وذلك بإدارة الدكتور أحمد الصغير، وتناولت في هذا المحور عددًا من الأوراق العلمية تمثلت في دراسة مقارنة في تطبيق البرامج والدراسات البينية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا ومدى إمكانية الإفادة منها في المملكة العربية السعودية للدكتورة هند الرميان، وتجارب التخصصات البينية: كوريا الجنوبية نموذجًا - للدكتورة نهاد أحمد، وكذلك التجارب الدولية لبرامج الماجستير البينية في تخصص الإدارة والتخطيط التربوي للدكتور متعب الحمادي، واختتمت الأوراق المشاركة في هذا المحور بورقة الدكتورة آمنة العروي تجارب دولية ورائدة في الدراسات البينية وإمكانية الاستفادة منها في برامج الدراسات العليا التربوية.
كذلك تضمنت جلسات اليوم الثاني استعراض الأوراق العلمية المشاركة في محور الفرص والتحديات في بناء وإدارة البرامج البينية في الجامعات السعودية حيث أدارها الدكتور خالد أبو الغيث، وشملت الأوراق مشاركة الدكتور مبارك القحطاني بتقديم تصور مقترح لضبط الجودة الأكاديمية للبرامج البينية، وورقة دور القيادات الأكاديمية والإدارية في تطوير وتخطيط وإدارة التخصصات البينية في مؤسسات التعليم العالي دراسات عالمية لتطبيقات محلية للدكتور يحيى الشهري.
إضافة إلى ورقة الدكتور مسفر السلولي عن البرامج البينيّة وعلم القانون في الجامعات السعودية: دراسة تجريبية لتحديد الفرص والتحديات لبناء وإدارة البرامج البينيّة ذات العلاقة بعلم القانون، وكذلك معوقات إدارة البرامج البينية بالجامعات السعودية للأستاذة زهور أبو زهير، وتصور مقترح لتطوير البرامج الدراسية في جامعة الملك خالد في ضوء فلسفة الدراسات البينية وبعض الخبرات الدولية للدكتورة غادة الشربيني.
أيضًا تصور مقترح لإنشاء وحدة أكاديمية للدراسات البينية في جامعة تبوك من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس للأستاذ محمد الشهري، وفي نهاية الجلسة قدمت الدكتورة أضواء الأحمري ورقة بعنوان البرامج البينية من الفكرة إلى التطبيق في جامعة الملك خالد.
واختتم المؤتمر جلساته باستعراض المشاركات في محور مواءمة مخرجات تعلم البرامج البينية في التعليم الجامعي التي أدارها الدكتور ماجد آل فايع، وشملت استعراض ورقة بعنوان رؤية تحليلية نقدية عن التخصصات المزدوجة بالمجال الإداري والمالي والقانوني وكيفية ملاءمتها لرؤية 2030 ومتطلبات سوق العمل بالمملكة العربية السعودية للأستاذ الدكتور عبد المنعم الحياني، وكذلك ورقة الاتساق بين التخصصات التربوية والوظائف المهنية وآفاق تنميتها المستقبلية للدكتورة لطيفة البلوي، إضافة إلى مشاركة الدكتور علي البشير بورقة Exploring the Academic Benefits of interdisciplinary Studies Program as Innovative Approach in Achieving Long – term career Goals of Undergraduate Students of Transition and Interpretation at King Khalid University in the Light of Saudi Vision 2030، وكذلك ورقة Perspectives of stakeholders in implementation: from traditional to interdisciplinary program قدمتها الدكتورة رندا الحربي.
واختتمت الجلسة بتقديم تصور مستقبلي لأهمية تفعيل الدراسات البينية مع علم الاجتماع في الجامعات السعودية وفق رؤية 2030 قدمتها الأستاذة سهام الصامطي والأستاذة أفنان الدوسري.
يُذكر أن جلسات وورش المؤتمر تضمنت نقاشات علمية جادة، وحضورًا علميًّا فاعلاً لطلاب وطالبات الدراسات العليا والذين قدموا عددًا من البحوث.