بعد انتظار استمر ثلاثة عقود ونصف العقد، هجر أكثر من نصف أهالي وادي حسوة (٧٥٠٠ نسمة) أراضيهم ومساكنهم، إذ تسرب اليأس إلى قلوبهم جراء عدم اكتمال مشروع النفق الموصل لمنازلهم وتوقف الشركة المنفدة عن مواصلة سير المشروع أخيراً، والذي كان قد انطلق عام ١٤٢٦هـ بعد أن بدأ في وصلة النفق الممتدة لنحو أربعة كيلو مترات.
الوادي الذي يسكنه في الأساس ٣٠ ألف نسمة ممتد لنحو ٧٠ كيلومتراً من تحت جبال السودة إلى فوق جسر مربه بتسعة كيلومترات، ويقسم سكان حسوة قسمين: أحدهما في الجهة الغربية، والآخر في الشرقية، ويتوسطه جبل يحول دون وصولهم لمساكنهم بسهولة .
"سبق" وقفت على معاناة أهالي وادي حسوة، وحصلت على وثائق تاريخية يعود بعضها إلى نحو أكثر من ٣٠ عاماً، عبارة عن مخاطبات كل من: أمير منطقة عسير سابقاً الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، ونائب أمير منطقة عسير سابقاً الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، وأمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز لوزارة النقل، حثا على سرعة إنهاء معاناة أهالي الوادي بجانب وقوف ٣ من وكلاء الوزارة على المشروع .
إطلاع ولي ولي العهد
من جهته، قال شيخ قبيلة قيس الشيخ أحمد بن محمد عبدالمتعالي لـ "سبق": "إن آخر ما تم في الموضوع إطلاع ولي ولي العهد وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بعد استفساره عنه بناء على برقية رفعت له، وكذلك لقاء وزير النقل السابق المهندس عبدالله المقبل ٢٧ محرم الماضي، الذي قال إنه رصد مبلغ ١٢٠ مليوناً لمواصلة سير مراحل المشروع " .
وأضاف: "أمير منطقة عسير قال إن هذا النفق يهمه شخصياً وله عدة مخاطبات لوزارة النقل، كما للأميرين خالد الفيصل وفيصل بن بندر، غير أن الجهود التي تمت بعد طول انتظار توقفت أخيراً، وأملنا في وقفة تنهي معاناة أهالي الوادي الذين هجروا مساكنهم التي بنوها على عدة طوابق، وحتى تعاد المدارس الـ ٦ التي أغلقت لذات السبب، وتعود الحياة على طبيعتها".
وتابع: "كما سلمنا محافظ رجال ألمع الجديد صالح بن فردان ملفاً متكاملاً عن الموضوع ".
لا كهرباء ولا ماء ولا مستشفى
وعما يعانيه أهالي الوادي خلاف ما سلف، يقول: "الكهرباء كثيرة الانقطاع لكنها في المحافظة عامة، وقد وعدنا خلال ٣ أو ٤ سنوات بمكتب طوارئ، لكن لا شيء يذكر، كما أن الماء الذي يستخدمة بعض أهالي الوادي غير صالحة للشرب، فضلاً عن تأخر المستشفى رغم تبرعي بأرضي لإقامة مشروعه عليه " .
بيوت وقلاع وأماكن باذخة الجمال.. تنتظر
كل ذلك يأتي على الرغم من أن الأراضي الممتدة بامتداد الوادي تعد أحسن أرض تنتج الدخن والذرة والشعير والبن، كما يقول شيخ قبيلة قيس، لكنها كسابقتها بدأت تنقرض مع الهجرة، حيث إن بعض المزارع يبست .
ويضيف: " كما أن هناك بيوتاً تراثية وقلاعاً يعود تاريخ بعضها إلى ٤٠٠ و٥٠٠ سنة، بجانب قلاع باقية من عهد الدولة العثمانية قبل ١٥٠ إلى ٢٠٠ سنة في السرو بنوها الأتراك، وأماكن باذخة الجمال صالحة لإقامة منتزهات ذات إطلالات أخاذة" .
مدير النقل في إجازة
" سبق " حاولت الحصول على توضيح مدير إدارة النقل بمنطقة عسير عبدالله شويل بشأن المشروع، لكنه ذكر أنه في إجازة.
